مقالات

الجميل الفاضل يكتب: إنها تذكرة.. هل إنقلاب السحر على الساحر بات وشيكا؟

هذا بالضبط ما قلته في مقال نشرته في السادس من نوفمبر الماضي: “لا أعرف جنرالا حشر نفسه، في جحر أضيق من خرم إبرة، كما فعل هذا الجنرال المغامر “عبدالفتاح البرهان”.
هو جحر مليء في الحقيقة علي ضيقه، بشتي أنواع الهوام، والأفاعي، والعقارب.
إذ كلما استدار الرجل يمنة فح بوجهه ثعبان عربيد، أو تطلع يسارا رأى شوكة عقرب نافرة، أو نظر إلى أعلاه وجد مخلب نسر جارح يكاد يتخطفه، أو إلى أدناه حيث “الحية الرقطاء” التي يعرفها وتعرفه، كجوع بطنها التي صارت بزوال ملكها خاوية.
اليوم وبقاعدة حطاب العسكرية بدا وكأن الجنرال قد أفاق، على حقيقة بات يعلمها القاصي والداني، ألا وهي حقيقة أن هذه الحية الماكرة، التي لعبت برأس الجيش، وأثقلت لسانه بلحن قولها الفج، قد اطبقت هي كذلك على رقبته بسحرها، قبل أن تستدير حوله وعليه، تحاصره لثلاثين أو يزيد.
فقد اعترف اليوم فقط، هذا الجنرال بعبء هذه اليد التي أثقلت كاهله بأوزارها قائلا: ” أقول كلام خاص إلى المؤتمر الوطني، والحركة الإسلامية: ارفعوا يدكم من الجيش، وابعدوا عنه وماتتضاروا وراهو، وياناس المؤتمر الوطني كفاكم 30 سنة، امشوا أدوا الناس فرصة معاكم، وماتعشموا الجيش يرجعكم تاني، وما تعشموا الناس تقيف معاكم تاني”.
ثم مضي برهان إلى أن قال: “لن نسمح لأحد أن يختبئ خلف القوات المسلحة، الناس العايزين يضاروا خلف الجيش دا ماعندنا”.
تري هل بات انقلاب آخر للسحر على الساحر وشيكا؟.
المهم فقد صورت مأزق هذا الجنرال، لإحدى الفضائيات المحلية، في أول إسبوع للإنقلاب، بقولي: إن هذا الرجل قد تورط بسوء تقدير وتدبير، في حقل ألغام لا أول له ولا آخر.
بل قلت حينها قبل نحو عام تقريبا: إن قدم الرجل تدوس بفعل هذا الإنقلاب، لغما لن يسمح لها بالذهاب إلى أمام، أو بالرجوع إلى الوراء، أو حتى برفع هذه القدم العمياء عن لغم وطأته بليل، دون ثمن كبر أو صغر، لا محالة هي ستدفعه في النهاية طال الزمن أو قصر.
منذ الخامس والعشرين من إكتوبر وإلى يومنا هذا، إرتقت مائة وثسعة عشرة روح طاهرة إلى بارئها “الديان الذي لا يموت”، فضلا عن بضع آلاف لم تبرأ لهم جراح، أقعدت علتها بعضا منهم في ريعان شبابه عن التحرك والمسير، ذهبت بأطراف بعض، وأعين آخرين.
فالأقدار من شأنها أن تبقي العادين على الناس، في غيهم سادرين، إلى “حين السداد”، الذي يفرون من يومه وساعته ومكانه، ليلاقيهم بالضبط في عين ما يفرون إليه من مكان.
إذ كلما ظن جبار عنيد أن خلاصه في الإكثار من إزهاق الأرواح، وفي المزيد من سفك الدماء، بات هلاكه الذي يهرب منه، أقرب إليه من نجاته، التي يتوهم أن إفراطه في العنف والقتل يقربها اليه، بمظنة القدرة على ردع وإخافة الناس من مغبة الخروج والتظاهر والاحتجاج.
ربما لا يدري الفارون من القصاص، أن من بيده الأعمار قد قال: “قُلْ إِنَّ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”.
رغم نصاعة العبارة القرآنية فإن “رويتر” تفضح من يتسول إلى الآن على الأقل، وراء الأبواب المغلقة، حصانة من غير مالكها، لمن لا يستحقها بالطبع، تؤكد على أية حال، ضعف الطالب والمطلوب، على إنكار كليهما “الطالب والمطلوب” للواقعة، وتكذيبهما خبر وكالة ذات مصداقية لا تضاهي”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق