مقالات
سدى تقترب الحرب العبثية من إكمال شهرها الأول
بقلم/ عبدالله رزق أبوسيمازة:
سدى، تدخل الحرب العبثية أسبوعها الرابع بلا حسم لا تغيير ملموس في الوضع الميداني بين يدي مفاوضات بين طرفيها، الدعم السريع والقوات المسلحة، في جدة-منذ السبت – برعاية سعودية وأمريكية، نهاية أسبوعها الثالث، سوى ما خطته الحرب على الأرض في أيامها الأولى باستثناء الوضع في الأبيض، فإن الحرب تدور في مسرح عمليات رئيسي محدود جغرافيا، بولاية الخرطوم التي تأوي أكبر تجمع سكاني في البلاد.
وتتوزع قوات الدعم السريع التي تفتقر إلى غطاء جوي، بين أحيائها السكنية، وهو وضع أثر على قدرة الجيش في استخدام مصادر قوته التي تؤمن له التفوق.
لا جديد سوى التوسع في استخدام الطيران والمدفعية بجرأة أكثر وتحسب أقل وسوى تأخر نزول المشاة، واستمرار تحييد المدرعات.
لاشيء غير ازدياد عدد الضحايا من المدنيين: قتلى وجرحي ومفقودين ونازحين وطالبي لجوء لا جديد، إلا اتساع مدى النهب والتدمير الممنهج للأسواق ولمراكز الصناعة والتجارة والزراعة والخدمات كافة بالولاية، لم يستثني التدمير المنظم الجامعة الأهلية ولا مركز البحوث الصناعية.
يجدر بالذكر أن القصف الجوي لم يحقق أي ميزة لطرفي الحرب في اليمن طوال ثماني سنوات مما عزز في نهاية المطاف، خيار الحل التفاوضي للأزمة، فمنذ الوهلة الأولى، بدا واضحا أن غياب المشاة يشكل ثغرة كبيرة في خيار التحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن بعد أن فشلت جهود بذلت لإشراك قوات برية من مصر وباكستان. ويبدو أن السودان هو العضو الوحيد في التحالف الذي يشارك بقوة مشاة . (تنتمي القوة للدعم السريع، الذي ينخرط في حرب مع القوات المسلحة، منذ أكثر من ثلاثة أسابيع).
وتظهر مجريات الحرب الدائرة في ولاية الخرطوم، حالة مماثلة ومن بين الأسئلة العديدة التي يثيرها الوضع الراهن ينهض سؤال جوهري، يتعلق بموقع إسلاميي المؤتمر الوطني المحلول: مجاهدين وبدريين واخوان نسيبة واخواتها…الخ،من الأحداث بغيابهم تحديدا، واستنكافهم عن ملء شاغر المشاة وهم الداعمون الرئيسيون للحرب، بل أهل الجلد والراس الذين هيئوا شروط نشوبها بالتحريض، وورطوا القوات المسلحة فيها ليعودوا عبرها للحكم .
لم يخرجوا -بعد – من قصورهم في كافوري والعمارات والمنشية والشهيد طه الماحي ويثرب وغيرها إلى حيث النصر أو الشهادة، واكتفوا بالتهريج العاطفي من وراء الكيبوردات أو من تحت الأسرة!
أين ال98% ، يا عصار المفازة؟
أين ال98%، يادابي الوعر ؟
لاحقيقة ساطعة تفرض نفسها في المشهد اليوم غير إخلاء مجاهدي المؤتمر الوطني، موقعهم الافتراضي من أرض المعركة معركتهم كربلائهم وهم الذين يتوفرون على التدريب العسكري، مثلما لا تعوزهم الخبرة القتالية.
وحسب صحفي اسلاموي ، فإن عددهم يفوق عدد المليشيا المتمردة، وفق التصنيف الرسمي، غير أن الأمر لا يقتصر على الغلبة العددية لاؤلئك المجاهدين، واحتمال ما قد تحدثه من فرق في المعركة، وانما يتعلق بما يتوفرون عليه من قدرات ميتافيزيقية خارقة أيضا كما يستشف من سرديات الروائي الإسلاموي، اسحق فضل الله، عن كرامات حرب الجنوب والتي تؤسس لما يمكن توصيفه بالجهادية السحرية (مقابل الواقعية السحرية في الأدب).
أجدد في هذا السياق، اقتراحا طرحته في وقت سابق، على الجهات المعنية، بمناسبة عودة الشهيد البرج إلى الحياة، كأكثر دراما حروب السودان إثارة، يتعلق بدراسة تجربة المجاهدين، كقوة مدرعة بالكرامات لأجل تقييم دورهم وأدائهم خلال حرب الجنوب.
لكن أين هم الآن؟ تتساءل الدراما وهي تنتحب أين أؤلئك المجاهدون، مما حسبوها حرب وطنية وكرامة دمغها البرهان، بالعبثية؟ ترى هل يكرهون الجنة؟ أم ينتظرون أن تتم دعوتهم إلى حرب هي حربهم بامتياز؟ وهل يحتاج الجهاد إلى عزومة؟!
لماذا يتخلفون عندما تتناوب المدفعية والطيران الضرب على القصر الجمهوري أو الإذاعة مثلا ولا يخفون سراعا للاشتباك مع الدعم السريع، لا ليبلوهم حسب وإنما ليشربوهم شوووت، ويترعوهم بااااااع.؟!
صعبة دي؟!.
#لا_للحرب
#لازم_تقيف