مقالات

تأجيل الاتفاق الإطاري.. كيف يعود الأمل؟ 

بقلم/ علي يوسف تبيدي:

أخيراً تنفس السودانيون الصعداء بعد صدور قرار تأجيل الاتفاق النهائي للعملية السياسية الإطارية بعد تكهنات كثيرة وأجواء ملبدة بالغيوم في المشهد السياسي ولم يكن قرار التأجيل مفاجئاً لأحد على خلفية اللوحة المتشابكة والتباعد الموجود وغياب التفاؤل بين القوى السياسية الوطنية.

وقد زاد قرار التأجيل من وتيرة الإحباط والتعقيدات في الوصول إلى الحلول المأمولة التي تؤطر إلى قيام حكومة الاتفاق الإطاري التي تضم العسكر وقوى الحرية وقد كانا خصمان لدودان لايجمع بينهما الود والتلاقي بسبب انقلاب البرهان في ٢٥ اكتوبر من العام المنصرم.
الأمور تبدو صعبة للغاية في الانفراج السياسي بعد الانسداد في أفق التوصل الى حلول مرضية في قضية دمج الدعم السريع في الجيش حيث تمسك الطرفان بوجه نظرهما فالبرهان يتحدث عن عامين لانهاء العملية بينما يقترح حميدتي فترة ١٠ سنوات.
أيضا الاتفاق الإطاري يعارضه كثيرون في المسرح السودانى أبرزهم الكتلة الديمقراطية التي تضم حركات دارفور وكتلة الشرق والاتحادي الأصل بقيادة جعفر الميرغني فضلاً عن الحزب الشيوعي وحزب البعث الأصل ولجان المقاومة علاوة على الإسلاميين، وفي الذهن إتفاق الضرورة بين حميدتي وقوى الحرية ولاشك أن الطرفين يتربصان ببعضهما البعض بل ربما كل فريق يريد أن يستفيد من الإطاري ثم يتغدي بالآخر قبل أن يتعشى به.
أيضا هنالك أراء عديدة تتحدث عن رغبة جميع الأطراف المتشاكسة في تمديد فترة الفترة الانتقالية إلى سنوات طويلة وقد يلتقي في هذا المفهوم كل من العسكر وحركات دارفور وجماعة قحت وكل طرف لديه المبررات والمصالح التي تجعله لا يتحمس إلى مجئ عملية الانتخابات التي تعتبر الرغبة الاستراتيجية المتفق عليها من جميع السودانيين.
المشاركة الدولية في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الوطنيين صارت عاجزة عن تلافي الموقف المعقد وازدياد حالات الاستقطاب والروح المخيفه في الشارع السياسي التي يقال بأن الجماعات الإسلامية لديها القدرة الفائقة في أرباك المسرح السودانى على النحو الماثل للعيان.
ماذا بعد التأجيل!؟ كيف يكون التحرك الجديد هل تملك الآلية الثلاثية الصبر والحكمة علي تحريك هذا الموقف الذي يتقدم خطوة واحدة ثم يتراجع الي عشرة خطوات!!
قضية المشهد السياسي تظل شائكة ومعقدة من خلال دروب وعرة وتصورات حلول متقاطعة واجندة مختلفة تضرب بعضها بعضا.. فالحلول الناجعة تحتاج إلى تنازلات شجاعة وتبصر حكيم باحوال الوطن وما قد يعتريه من كوارث وخطوب الشئ الذي يجعله على فوه بركان يقضي علي الاخضر واليابس.
الصراع المخيف بين الجيش والدعم السريع شئ مهول يفوق كل الخيال.. كيف يصل الطرفان إلى الحل الذي يؤكد عظمة السودانيين في معالجة إشكالاتهم في اللحظة الفاصلة والدقيقة والسؤال المركزي قبل فوات الأوان، كيف يعود الأمل بعد تأجيل الاتفاق الاطاري، بل قبل الحريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق