مقالات
زمن النزوح
د.ناهد قرناص:
ربما لو كانت هناك بقية من أيام في العمر، بعد ان تضع الحرب أوزارها، سنكتب عن تلك اللحظات العصيبة، عن تلك الدقائق التي مرت كأنها دهور، عن الهول والفجيعة، عن أشياءكثيرة.
أقسى لحظة كانت لحظة قرار النزوح، وأنا ألقي نظرة على شجبراتي الصغيرة، قاومت أكثر من مرة الالتفات إليها، خيل إلي أنها تمد يديها متسائلة: كيف أذهب وأتركها هكذا ..؟
اللحظة الأكثر قسوة .. وأنا أغلق الباب ومن ثم أخرِج مفتاح البيت لأضعه داخل الحقيبة، تذكرت قصص أجدادي وهم يهاجرون إلى حلفا الجديدة، قيل إن أغلبهم أخذ مفتاح منزله معه على أمل العودة في وقت ما ..
التاريخ يعيد نفسه يا جدة، ها أنا أنزح إلى حلفا الجديدة حاملة مفتاحي معي، هل يسعفني الزمان بالعودة ..؟
إنها الحرب.. لم يكن يخطر على بال أحدنا أننا سنذوق ويلاتها، سنكتوي بلهيب نيرانها، وتصبح أغلى الأماني هو أن نعود إلى ما كنا عليه، إلى تلك الحياة القاسية التي كنا نتبرم منها صباح مساء!!.
اللهم لطفك
اللهم عافيتك التي هي أوسع لنا
اللهم نصرا عزيزا ..وغدا أجمل ..
ليس لها من دون الله كاشفة.