مقالاتمنوعات وفنون

“الملهمة” لتاريخ الأغنية السودانية

أحمد الصاوي:

أغنية (الملهمة) للفنان التاج مصطفى، تستحق منا الوقوف والتأمل. لقد رفعت هذه الأغنية الفنان التاج مصطفى إلى مصاف الفنانين الكبار من أمثال ابراهيم الكاشف وحسن عطية وأحمد المصطفى.

لقد كانت ولم تزل بما تحتويه من تباين في الموسيقى واضحة فى صياغتها، والمقدمة الموسيقية لها لغتها اللحنية ذات الطابع الخاص مع ملاحظة أن الفواصل بين المقاطع منفصلة عن بعضها، كل ذلك ميزها بشكل واضح.

وبغض النظر عن حداثة الشكل واللغة الموسيقية غير العادية وقتها فقد وجدت قبولاً عند الناس حين أعطت تجربة (التاج) ثمارها فى اللغة الفنية الجمالية وفتحت آفاقاً جديدة إلى أبعد الحدود، يدين لها تاريخ الموسيقى السودانية بالعرفان.

ومن تأثير هذه الملهمة العظيمة أن أعجب بها من أساطين الألحان الفنان عثمان حسين، حيث قرر أن يقوم بعمل فني في مستوى أغنية (الملهمة) وبالفعل أتحف عثمان الجماهير بـ(الفراش الحائر) والتي رفعت مستواه الفني عاليا فى العام
1950 في برنامج (ما يطلبه المستمعون)، وهو القياس الذي كان يحدد مكانة الفنان وأغانيه.

وقد كرر الفنان التاج مصطفى إبداعه الفني بعد الملهمة فى أغنية
(ليلة الذكرى) التي حشد لها (كماً)
هائلا من (الكوبليهات) وجمَّلها بعواطف موسيقية جياشة.

رحم الله الفنان الخلوق التاج مصطفى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق