صحة وبيئة

أمريكا تحت إدارة ترمب تتخلى عن مراقبة جودة الهواء العالمية والسبب …؟

الساقية برس- تقرير/ إخلاص نمر:

أوقف موقع اير ناو ( Air Now ) التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، رصد جودة الهواء من الأجهزة المركبة في سفارات وقنصليات الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم، إذ كان يتم جمع البيانات و مشاركتها. وارجع الموقع السبب إلى (عدم التمويل).
وفقدت بذلك ست دول إمكانية الوصول إلى مراقبة جودة الهواء تماما ،بجانب 28 دولة أخرى ،فقدت الوصول إلى أجهزة رصد جودة الهواء الحكومية ذات المستوى التنظيمي ،بينما اصبحت ستةعشر دولة ،في حاجة ماسة ،الى مراجعة إمكانية الحصول إلى الادوات ذات المستوى التنظيمي.

دول أفريقية وآسيوية..
بيانات جودة الهواء ،التي ترعاها الحكومات ،والتي تتسق تماما مع المعايير التنظيمية ،تقع تحت مراقبة السفارات الامريكية، ففي القارة الأفريقية هنالك تسع دول وهي كوت ديفوار،غينيا ،مالي،توغو،بوركينافاسو ،السودان ،
تشاد،وجمهورية الكونغو الديمقراطية ،اما في آسيا فهنالك تركمانستان ،افغانستان، والعراق ،اضافة لدولة واحدة في البحر الكاريبي وهي كوراساو.

 

رصد..
ووفقا لبيانات Open AQ (منظمة غير ربحية تهتم بالبيئة وجودة الهواء)، فإن دول مثل دولة غانا ومدغشقر وموزمبيق يوغندا ،الجزائر ،نيجريا وكينيا، لديها جميعا أنظمة رصد حكومية لكنها ليست بالضرورة أن تكون متاحة للعامة أو شفافة تماما وفق تصنيف الموقع، الذي عاد وذكر أن كينيا و يوغندا،لديها أنظمة رصد حكومية متاحة للعامة وشفافة تماما.

انخفاض..
وكان أن توصلت دراسة في العام 2022 إلى أن أجهزة مراقبة السفارة الأمريكية، إلى جانب تبادل البيانات قد ساهم في انخفاض تركيز الجسيمات الدقيقة(PM2.5) بمقدار 2 إلى 4ميكروجرام لكل متر مكعب في البلدان المضيفة وتم وصف ذلك ب ( انخفاض كبير ).

وفيات مبكرة..
وتابعت ذات الدراسة، أن وجود أجهزة الرصد تجنب ما لايقل عن 303من الوفيات ضمن دائرة قطرها 10كلم ،وكشفت الدراسة أن الأجهزة ،وفرت على السفارة 33.971دولارا أمريكيا سنويا من مدفوعات العسر ،بينما لاتتجاوز التكلفة السنوية لأجهزة الرصد نفسها 9.712 دولارا أمريكيا.

وعي ومبادرات..
تلعب أجهزة رصد جودة الهواء دورا مهما في تعزيز الوعي بجودة الهواء ،وقد حث مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA)في هلسنكي، الحكومات في المدن والبلدان التي فقدت مصدرها في جمع بيانات رصد جودة الهواء،على تكثيف المبادرات في كل المدن من أجل توسيع قدرات الرصد ،وتحسين الجهود في مجال تبادل بيانات جودة الهواء، وعن توقف برنامج مراقبة جودة الهواء وأثره على الدول الأفريقية، اوضح الباشمهندس محمد سعيد اسماعيل اخصائي قياسات بيئية أن القرار سيترك أثرا مباشرا وسالبا على الدول التي ليست لديها شبكات وطنية فعالة للرصد ، وزاد (أن الدول الأفريقية ستفقد مصدر بيانات موثوق ومستقل ،بجانب أن ذات الغياب يترك أثره على البحوث والدراسات ،وسياسات الصحة العامة،وغياب الانذار المبكر ،ويمتد الأثر للمجتمع المدني والمنظمات البيئية )ووصف سعيد فقدان الدول الأفريقية لمحطات الرصد، سيجعلها عمياء بيئيا .

انتكاسة..
وعن قرار إغلاق شبكة رصد جودة الهواء خارج الولايات المتحدة الأمريكية ، وصف الباحث الأول في معهد كمبردج لقيادة الاستدامة غابريل اوكيلو قرار الإغلاق بالانتكاسة الكبيرة ،مبينا أن الأجهزة وفرت بيانات أساسية للجمهور وموظفي السفارات والباحثين، واردف (بدون بيانات موثوقة،يصعب إدارة تلوث الهواء بفعالية ،فالاغلاق يضعف البحث العلمي ،ويعرض صحة موظفي السفارات والجمهور للخطر ،ويبطىء معالجة تلوث الهواء ،الذي يتسبب في وفاة 7ملايين حالة وفاة مبكرة حول العالم منها أكثر من مليون حالة في افريقيا).

حماية..
وتقول الخبيرة البيئية الدكتورة هنيدة عبد الباقي (من المهم رصد جودة الهواء في القارة الأفريقية، خاصة وأن افريقيا تعتبر مسارًا رئيسيًا لهجرة الطيور، وستتأثر هذه الهجرة بالتغيرات في جودة الهواءكذلك حماية الحياة البرية ،اذ يساعد مراقبة جودة الهواء في أفريقيا، على حماية الحياة البرية والموائل الفريدة ، بجانب
دعم التنمية المستدامة مايؤدي إلى تقليل تأثيرات التلوث على البيئة والاقتصاد. ).
الجدير بالذكر أن توقف أجهزة رصد جودة الهواء ، ماهي إلا إجراءات تقشفية اتخذتها إدارة الرئيس دونالد ترمب التي قللت من المبادرات البيئية والمناخية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى