مقالات
من إيجابيات الحرب “العبثية”
بقلم/ الطاهر اسحق الدومة:
aldooma2012@gmail.
تكاد يتفق الغالبية العظمى من السودانيين حول سلبيات هذه الحرب المدمرة التي أصابت الشعب السوداني في مقتل، وتأثيرها المباشر وغير المباشر لحق كل منزل سقفها الأعلى قتلا والأدنى رعبا نفسيا.
إذا فيما تتجسد حربا مدمرة أحالت الأخضر إلى يابس وازداد عدد الأرامل واليتامى وفقدان الأنفس لكثير من شباب يفع،
كيف نكتب عن إيجابيات حرب والدماء المسفوحه تنهمر على مدار الساعة دون أن تفرز شيخا أو شابا أو طفلا من الجنسين؟
ومع ذلك من عمق مخاض الحرب تفجرت طاقات إيجابية تتمثل في الآتي :_
أولا: أظهر الشعب السوداني مروءة وكرما امتصت الآثار المباشرة للحرب (نموذج النزوح) ليجد غالب السودانيين الذين تأثروا دعما ماديا وعينيا ومأوى حيث تمت استضافة الذين فروا من حرب الخرطوم بالمنازل والمدارس.
ثانيا: نشطت منظمات المجتمع المدني المحلية ولجان المقاومة في الطواف أثناء الحرب لإغاثة المنكوبين وإجلاء بعض الجرحى وتوفير الكادر الطبي ببعض المراكز الطبية.
ثالثا: مع مرارات الحرب أظهرت الغالبية العظمي من السودانيين رفضا للتتأييد أو للانضمام لكلا الطرفين المتحاربين.
رابعا: مع الخطوات البطيئة لوقف الحرب من المجتمعين الإقليمي والدولي لكن المجتمع السوداني عبر غالب تنظيماته السياسية والمدنيه كان مدركا لويلات الحرب فتجلت رؤاه في رفضها والدعوة لوقفها وبث الوعي الجمعي في المجتمع الذي وقف محايدا ومساندا لدعوات وقف الحرب.
خامسا: بات واضحا أهداف من يسعون لاستمرار الحرب فتم عدم التفاعل مع طرحهم في أن يحمل السودانيين السلاح ليتأكد للمراقب مدى الحس الوطني الساعي لتآلف الوجدان الجمعي الوطني بين السودانيين رغم اعتقاد بعضا من السياسيين أن السودان مازال مشروع وطن تحت التكوين.
سادسا: مع ضعف الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني إلا أن تأثيرها على مجريات الأحداث عقب نشوب هذه الحرب إيجابيا حيث ساهمت في خفض حدة خطاب الكراهية خاصة العرقي.
سابعا: بات في حكم المؤكد عقب توقف الحرب ألا خيار إلا الحكم المدني الانتقالي المؤدي إلى الانتخابات.