محمد وداعة:
ليت ابراهيم الشيخ لم يترجل عن رئاسة الحزب
استقالة محمد علي البريركشفت اسرارآ خطيرة
استقالتي من حزب المؤتمر السوداني حتى أزيل عن كاهلي العبء الأخلاقي الذي ألقاه علينا قادة الحزب بمواقفهم المخزية والقبيحة
محمد على البرير : من إلتحق بقوات الدعم السريع مؤخراً، قيل له مرتبك ومستحقاتك المالية هي في فوهة بندقيتك
أرجح ما يردده الشارع العام أنكم قد بعتم القضية وقبضتم ثمن عمالتكم للدعم السريع
كنت أتوقع أن أجدكم تتقدمون الصفوف لحماية الحرائر اللائي لا حول لهن ولا قوة
أصبحنا نسيرعراةً من أي فضيلة وسط المجتمع الذي نعيش فيه بين أهلنا ومعارفنا ومن جمعتنا به سوح العمل العام
إبراهيم الشيخ ربما اول رئيس حزب سودانى يترجل قبل ان يدركه الموت
قال محمد على البرير فى أسباب استقالته (في البدء أنا لست قيادياً كبيراً في الحزب، فهذه الإستقالة أقدمها لتصل في المقام الأول لأهلي وأصدقائي ومعارفي، ومن ثم لتصل لكل سوداني حادب على هذا الوطن وأمنه ورخاءه، وله الحق في الأخذ بما جاء فيها من توضيح أو رده )، بهذا أنا / محمد علي البرير عضو حزب المؤتمر السوداني بولاية شمال كردفان أعلن لكل اهلي ومعارفي وأصدقائي إستقالتي من حزب المؤتمر السوداني حتى أزيل عن كاهلي العبء الأخلاقي الذي ألقاه علينا قادة الحزب بمواقفهم المخزية والقبيحة، بل وبسيعهم وتزيينهم لقائد قوات الدعم السريع لخوض هذه الحرب العبثية، هذا ورغم تجاوز فترة حالات القتل والنهب والإغتصاب تسعون يوماً، لم يفتح الله على قادة حزبنا ببيان واحد يدينون به هذه الجرائم ليغطوا بها سؤتهم أولاً، ومن ثم يكون سربالاً معنوياً لمن إنتهك عرضها وموئلاً لمن أحتلت داره، ورصيداً لمن نهب ماله، ومن ثم نستر بما تبقى عورتنا نحن إذ أصبحنا نسيرعراةً من اى فضيلة وسط المجتمع الذي نعيش فيه بين أهلنا ومعارفنا ومن جمعتنا به سوح العمل العام.
أما عبارتكم الجوفاء (لا للحرب) التي ترددونها بغباء يحسدنا عليه كل باغلٍ عييٍ جاهل، هل ترونها تمنعكم إدانة أفعال قوات الدعم السريع وجرائمه الغذرة؟ فهذه العبارة الخاوية لم تعد تنطلي على أحد في هذا الكوكب، وأصبحت هي الدليل القوي على مباركتكم بل ومشاركتكم لأسراب الجراد القادمة من غرب أفريقيا لتلتهم سنابل الوطن وأجساد حرائره وسط أنينهن وبكائهن وإستغاثاتهن التي تضيع هباءا أتراكم تغتسلون كل ليلة، أم تكتفون بمسح مساحيق التجميل على وجوهكم الكالحة
ما أريد توضيحه لكم، لدى أهل ومعارف وأصدقاء من قادة ميدانيين بقوات الدعم السريع، لذا أؤكد لكم أن الدعم السريع وبما يحظى به من دعم خارجي هو لم يصدق يوماً في هدنة أو حوار، بل تترى التعليمات على قادتهم الميدانيين بأنهم فقط يعولون على كسب الحرب عسكرياً وهم على ثقة من ذلك، أما طلبهم للحوار والهدنة فهي فقط لمخاطبة الأحزاب التي تشكل حاضنتهم السياسية، وتحالفهم هذا وضرورات مرحلة، لأنهم ليسو ضد الكيزان فحسب بل ضد كل النخب الإقتصادية والسياسية لسودان العام ١٩٥٦م
ثم إن لدي من معارفي من إلتحق بقوات الدعم السريع مؤخراً، وقيل له مرتبك ومستحقاتك المالية هي في فوهة بندقيتك، إذ بإمكانك أن تنهب وتغتصب
روسائي – سابقاً – أعلم أن لكم من العقل والذكاء وشبكات المعلومات ما يوصل لكم هذه التوضيحات قبلي، لذا تجدني مرجحاً لما يردده الشارع العام أنكم قد بعتم القضية وقبضتم ثمن عمالتكم للدعم السريع – هل ترى هناك مقابل في هذا العالم يكفى للسكوت عن مجرد إدانة هذه الجرائم -بل كنت أتوقع أن أجدكم تتقدمون الصفوف لحماية الحرائر اللائي لا حول لهن ولا قوة
قبل الختام للسودان رب يحميه، وله رجال يهبون أرواحهم رخيصة دون عروض حرائره وحتماً سينتصرون وغداً سأكون مقاتلاً بجانبهم أيا كان تصنيفهم السياسي، أما أنتم فلم ولن تكسبوا من هذه الحرب بالإضافة لثمن عمالتكم، إلا الخزي والعار وسوء المنقلب.
في غضون خمسة أشهر فقد حزب المؤتمر السوداني مئآت من كوادره و قياداته ، وهي الفترة منذ عقد مؤتمر الحزب فى فبراير إلى فترة الحرب، الحزب قرر قبيل انعقاد المؤتمر فصل وتجميد حوالى (40) عضوا بينهم قادة بارزون فى المجلس المركزي والمكتب التنفيذى ، بينهم (17) من أعضاء المجلس المركزي وفي مقدمتهم رئيس الحزب بولاية الخرطوم الأستاذ الغوث، والأمين السياسى للحزب الأستاذ نور الدين صلاح ، حسام محمد أحمد، عضو القطاع القانوني، محمد سهل عضو الحزب، وشذى عبدالله عضو الحزب، وتم حل الأمانة العامة.
من الواضح أن أبعاد المجموعة الأولى جرى في إطار الصراع على رئاسة الحزب والأمانة العامة وعضوية المجلس المركزي ورئاسات الحزب بالولايات، و هذا يعتبر شأن داخلى يخص حزب المؤتمر السوداني.
المهم فى استقالة السيد محمد علي البرير، انها كشفت عن الرأي العام داخل الحزب ، ورأي الشارع في مواقف الحزب المخزية على حد قوله. الاستقالة حملت قيادة الحزب مسؤولية سياسية أخلاقية، واتهامات بالعمالة للدعم السريع والسكوت على جرائمه وانتهاكاته، وعبرت عن شجاعة محمد علي البرير وحرصه على الإبقاء على احترام أهله وأصدقاءه و تبرئة ساحته من العار الذي سببه قادة الحزب، ولعل غيره كثيرون لم تسمح ضمائرهم بالسكوت على اغتصاب الحرائر ، وانتقاله من النقيض إلى النقيض واستعداده لقتال المتمردين ،
معظم قيادات المؤتمر السوداني كانوا من الأصدقاء. وربما البعض منهم لا يزال ، وكنت اشجعهم على ترسيخ الديمقراطية داخل حزبهم ، خاصة بعد استقالة إبراهيم الشيخ من الرئاسة و فسح المجال لقيادات جديدة، وكتبت عن ذلك و هنأت الأستاذ إبراهيم الشيخ على الاستقالة باعتبار أنها أول استقالة لرئيس حزب سوداني وأنه ربما رئيس الحزب الوحيد الذي لم تنته رئاسته بموته، ليت إبراهيم الشيخ لم يترجل عن رئاسة الحزب.
19 يوليو 2023م