مقالات

إعادة عقارب الساعة

ثم لا

الجميل الفاضل:

إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، أو عجلة التاريخ إلى الخلف، هي بالضبط المهمة المستحيلة، التي تراهن الحركة الإسلامية على إتيانها، أو القيام بها الآن.
ولعل مبادرة شيخ (ام ضوا بان)، الشيخ (الطيب الجد) في تصوري.. ما هي سوى آخر محاولة لاستعادة شيء من زمن مضاع.

ولهذا ربما أفرغ الإسلاميون باستماتة منقطعة النظير، غاية جهدهم في مبادرة “الفرصة الأخيرة” هذه، فرموا بكل أسلحتهم، وكامل ثقلهم لإنجاحها، بشتى الحيل والسبل، من أجل استعادة سلطة فقدوها جزئيا، أو إسميا على الأقل، تحت وطأة الضغط والحصار الجماهيري على مركز قيادة الجيش في أبريل من العام ٢٠١٩.
إذ بدا لافتا أن مجرد سؤال عارض رمي به حميدتي.. عن الجهة التي تقف وراء مبادرة الشيخ الطيب الجد؟ قد أثار على جناح السرعة حفيظة قطاع واسع من الإسلاميين، فضلا عن أن هذا التساؤل نفسه قد دفع في ظني قائد الجيش لإعلان تأييده المباشر والفوري للمبادرة على لسان مستشاره المقرب الطاهر أبوهاجة.
ومن المفارقات أن الموقف من مبادرة “الطيب الجد”، سلباً أو إيجابا، قد أضحى هو نفسه معيارا لمدى التقارب أو التباعد بين هذا الطرف وذاك.
فالمبادرة التي يعلن الرجل الثاني في سلطة الانقلاب عن نيته فحص مكونات لجانها الأربعة عشر قبل أن يبدي رأيا حولها، لابد انها ليست مجرد مبادرة والسلام.
فأهل السودان، أصحاب المبادرة، “الجمال التي تمشي”.. هم من وصفهم أبوهاجة بالأغلبية الفاعلة المدركة لواقع البلاد الأمني والاقتصادي والسياسي.
وغيرهم من “الكلاب النابحة”، وفق وصف قائد المبادرة (الطيب الجد).. ربما هم من رأى حميدتي أن غيابهم يعني أن المبادرة لا تحظى بإجماع، وأن هناك خلافا حولها.

حالتي
أشهد ألا انتماء الآن
إلا أنني في الآن لا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق