مقالات
وادي حلفا تقسوا على العالقين و”خواطر” دمعة تحكي عن سوء الحال
المدينة تستقبل مئات الفارين يومياً
وادي حلفا- الطريفي أبونبأ:
تستقبل مدينة وادي حلفا الواقعة بالولاية الشمالية شمالي السودان، يوميا، المئات من الفارين من حرب الخرطوم طلباً للتأشيرة لدخول الأراضي المصرية بعد أن أصبحت القاهرة خياراً لهم ليس للإقامة ولكن معبراً للوصول لأوروبا وعدد من الدول العربية.
ويعيش العالقون أوضاعا مأساوية تضاعفت بارتفاع درجات الحرارة والتي وصلت في الأيام الماضية إلى نحو (44) درجة مئوية أدت إلى وفاة ( 6) من المقيمين بينهم سيدة توفت وهي تباشر إجراءاتها داخل القنصلية حسب تقارير غير رسمية.
وإزدادت الأوضاع قسوة عقب فرض مصر قيودا جديدة لاستقبال السودانيين في يونيو الماضي بعد قرار إلغاء تمديد الجواز السوداني.
خواطر حسن، أو كما تحب أن يطلق عليها (أم مصطفى) أرملة تعيش داخل مركز لإيواء النازحين بحي الأشغال، حياة قاسية تقاسمت هي وأبنائها الخمسة مساحة مترين في انتظار الفرج بعد أن تم تشريدهم وإخراجهم قسراً من الخرطوم وأسرتها الكبيرة بواسطة قوات الدعم السريع.
أم مصطفى التي خرجت بسبب أن أشقائها ضباطا في الجيش السوداني تركت خلفها والدها السبعيني الذي لم يسلم من الضرب والإهانة ‘حسب قولها- وزوجة أخيها التي وضعت مولودا حديثاً.
قدمت أم مصطفى إلى وادي حلفا كحال الكثيرين من النازحين في القنصلية المصرية ليتم استبعاد جوازات اثنين من أبنائها ( القُصر) لانتهاء مدة سريانها لتتفاقم الضغوط النفسية وهي تبحث عن طريقة لحل مشكلتها والتي تشابه العديد من العالقين.
وتقول أم مصطفى التي فقدت وظيفتها في إحدى المنظمات الوطنية بسبب الحرب انها قدمت بداية الأحداث بواسطة منظمة اللاجئين الدولية وثائقهم للهجرة لاستراليا وهذا ماتتمناه عقب الوصول لمصر.
وعن خيارات الحل ذكرت أم مصطفى أن خيارهم الوحيد الدخول إلى مصر وأنها ستضطر إلى اتباع أي طريقة حتى وإن كانت التهريب، وتقول إنها مجبرة على ذلك إذا لم يتم اعتماد تمديد جوازات أبنائها مؤكدة إستحالة السفر دونهما.