مقالات

غربة تحت المطر

مساءات

عادل حسن:

يقيني الأكيد ما أقسى مشقة من مفارقة الديار وعنت تشتت الأهل ومبارحة المكان والناس.
الدنيا الان في بلادنا المنحورة ترش الناس بالدم وترشقهم بالدموع وتدفعهم للتشتت هاربين ويحملون ملامح الغربة وتقاسيم وجوه منصرفة عن الحياة
اللجظة انزلق باب المناظر المنفرة والمشاهد الاليفة في ان واحد وزميلي وصديق يحدثني عن انبل رجل واكرم رجل في حياته جمعته به تصاريف الحرب في مدينة ودمدني فكان له نعمة الصديق والاخ احتواه بكل بشاشة ولطف وكان له الملاذ والمؤازر له في محنته وساعده الايمن واضاف هذا الزميل بان صديقه المعني يلتف حوله كل اهل مدني وزملائه في العمل بالمحبة المطلقة لعزوبة روحه وخفة دمة وتفرد اخلاقه وتميز وظيفته المرموقة وقبل ذلك تطابق اسم هذا الزميل الصحفي مع اسم صديقه هذا مما اضاف لعلاقتهم نوع خاص من المحبة
التي جمعت بين وافد ومستقر رغم خشونة التعبير عموما ان اهل بلادي قوم سمحين الخصال وكفي
وفي ختام المحادثة مع هذا الزميل تمزق وشعرت بان غصة كبيرة تعارضت في حلقه عندما ذكر لي بان صديقه الجميل المحبوب ارسل له علي الواتس منشور او قل وازع ديني اشبه بفظاظة جماعة الهجرة والتكفير فارتعد هذا الزميل وتكوم حول غربته والدنيا ليل ومطر وظلام وحشة كاملة يعني وزرف المالح الدفاق لفرقة الاهل وتشتت الصحاب في مدن بعيدة ترسلهم له بالاشواق وعلي هذا التمزق هاتف صديقتهم الدكتوره الامدرمانية ليشكو لها اللوعة والصدمة النفسية فوجدها مريضة فانطبق عليه الجرح علي طريقة
الناس جروحها تسعة
وانا لي جروح تسعون
فقلت له انه يداعبك ويمزح معك لا غير ذلك شي يخطف منامك ويحرض عيونك علي نزف دموع المطر وانهمار الشوق والشجن
وبعد تنهيدا طويلة ضحك وقال عادل الله يجازيك
انتهي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق