إقتصاد
مالية “نجاة”.. ربط شبكي وإيرادات وتلبية استحقاقات ..!
انخرطت وزارة المالية بولاية القضارف في عمل منتظم خلال الفترة الماضية، ولما كانت هنالك تحديات كبيرة ليس اقلها الحرب في الخرطوم فان الوزارة كانت مستعدة لمقابلة تلك الاوضاع الاستثنائية بروح عالية، وعزيمة علي المضي للامام وتقديم الخدمة للمواطن، وتوفير الاجواء الملائمة للعاملين، وفوق كل ذلك تطوير الاداء برغم حرج الوضع الحالي، لكنها العزائم الكبيرة
لم تركن وزيرة مالية القضارف الاستاذة نجاة احمد ابراهيم لكثير وقت للتفكير في التأثيرات الواقعة علي ولايتها من اوضاع تعايشها البلاد، اذ انخرطت مباشرة في عمل جماعي مع ادارات وزارتها لترقية عملية الايرادات، وتعظيمها بحيث تلبي المتغيرات الجديدة، فكانت اولي قراراتها لصالح العملية الصحية بالولاية في تمكين اموال التسيير للمؤسسات الصحية المختلفة، خاصة اصحاب الامراض المزمنة، اذ عكفت علي إعداد دراسة لتنزيل المبالغ التي تحتاجها المستشفيات والمراكز الصحية بصورة دورية، بدأت بتوفير علاج السرطان لمركز الشرق للاورام بقيمة (34) مليار جنيه، وهو استحقاق اتحادي لكن لما كان الظرف لايسمح، قامت الوزارة بدفع نفقاتها فورا، ثم عملت علي توسعة استقبال حالات مرضي الغسيل الكلوي ليرتفع العدد من النازحين من الخرطوم والولايات الاخري لمائة حالة جديدة، وذلك بدفع مبلغ خمسة مليار شهريا لمقابلة العلاجات واستحقاقات الكوادر الطبية
وفي جولة أخري للعاملين في الدولة فان الوزارة صرفت أكثر من اربعة ترليون جنيه في برامج تخفيف الاعباء علي العاملين بالدولة، اخرها كانت سلة غذائية بقيمة ترليون ونصف الترليون ثم سلفية للموظفين وراتب شهر للعمال بقيمة ترليون ومائة سبعة وخمسين مليار جنيه، ولم تكن لتتحقق هذه البرامج لولا الحركة الدؤوبة التي أشتغلت عليها اتيام الوزارة، باداراتها المختلفة، خاصة ادارات التحصيل والتمويل، وكان ذلك الاداء بمثابة امتصاص لصدمات كبيرة غير مرئية للكثيرين لكنها كانت بمثابة قنابل موقوتة للانفجار، استطاعت وزيرة المالية وعبر اتيامها من الموظفين من تفريغها وعكس انفجارها نحو تحقيق امال العاملين
ولما كانت الوزارة قد استعادت انفاسها قليلا بتلك البرامج، وحققت استقرارا ملحوظا في اداءها نحو مؤسسات الولاية الصحية والأمنية وعامليها، بدأت في التقدم خطوة نحو مربعات جديدة لحوسبة بيانات ادارات هامة، عندما دشنت أمس برنامج الربط الشبكي لوحدات “القطعان، والنقل والبترول، ووحدة أسواق المحاصيل”، عبر برنامج ربط شبكي وحوسبة للبيانات وتقديم خدمية رقمية يستفيد منها المواطن، وهي بمثابة تدقيق وحفظ للبيانات وللمال العام ايضا، حيث اشارت وزيرة مالية القضارف نجاة ابراهيم في حديثها بتدشين الربط الشبكي إلي الجهود التي بذلت من اجل تطوير الموارد الولائية الداعمة لموازنة الولاية و التي حققت نسب تحصيل وعائد ايرادي جيد رغم الظروف التي مرت بها البلاد فقد حقق الاداء الايرادي نسبة (36%) خلال النصف الاول الي جانب الضرائب التي حققت نسبة اداء بلغت (93%)، رفدت الخزينة العامة بمبالغ شهرية بلغ متوسطها مليار جنيه شهريا من الايرادات الممركزة واكدت علي اهمية حوسبة البيانات المالية من اجل تقليل الزمن والجهد المبذول يدويا وتوفير قواعد بيانات يتم الرجوع اليها وقت الحاجة
فيما أشار الاستاذ منتصر عوض السيد مدير جهاز التحصيل الموحد علي اهمية حوسبة العمل المالي بالايرادات الولائية لتقليل المهدر في المواعين الايرادية مشيرا الي جهود ادارته في تفعيل تحصيل المواعين الايرادية عبر التدفقات الشهرية للتحصيل المباشر و الغير مباشر للايرادات الممركزة و الاداء المالي للنصف الاول للايرادات الولائية للعام الحالي
وغني عن القول الهمة العالية التي تمتعت بها وزيرة مالية القضارف، والقفز فوق المناطق الحساسة واجتياز مطبات الاوضاع الراهنة، بتسخير موارد الولاية بما ينفع الناس، ويخفف عنهم، ولم يكن ليتم كل ذلك لولا سلامة النوايا، ووضع خدمة الوطن والمواطن في حدقات العيون، لتعبر ولاية القضارف الان نحو موسم انتاجي ناجح، اكتمل هو الاخر بالنظرة المبكرة من قبل والي الولاية المكلف، وأعضاء حكومته والعمل بروح الفريق الواحد، لتكتمل اللوحة في موسم حصاد ناجح ويتحقق الاستقرار في ارض الخير ومطمورة أهل السودان