Uncategorized

حكومة الطوارئ المرتقبة.. تجييش الولاة ضرورة مرحلية

حـدود المنطق

إسماعيل جبريل تيسو:

ومنذ أن دمَّرت القوات المسلحة السودانية معسكرات ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وأخرجتهم وهم يجرجرون أذيال الخيبة والهزيمة من معظم المواقع الاستراتيجية التي كانوا يحرسونها قبل إشعالهم نار الحرب، تفاءل الكثيرون باقتراب ساعة النصر، وأن ليل الجنجويد الذي تطاول وأرخى سدوله بأنواع الهموم على فضاءات الخرطوم، في طريقه لينجلي ويسفر عنه صبح البشارة والفوز الكبير.

ولكن المؤسف أن جسد الخرطوم مازال يعاني من انتهاكات الجنجويد وجرائمهم التي يندى لها الجبين، وأن العمليات الخاصة التي يقوم بها الجيش والقوات النظامية المساندة لم تؤتي ثمارها بعد، رغم اشتدادها وتنوع ضرباتها في مدن الخرطوم الثلاث، ذلك أن وجود ميليشيا الدعم السريع على الأرض مازال كثيفاً، وكأنما الأرض تنبت متمرداً كلما دسوا فيها جثة لدعامي مندحر!

إن الفرضية التي يمكن اختبارها من ظاهرة استمرار وجود ميليشيا الدعم السريع بهذه الكثافة في الخرطوم، لن تخرج من حقيقة مريرة وهي وجود امداد مستمر لهذه الميليشيا المتمردة، يصل إلى العاصمة بشكل منتظم، رغم إغلاق طريق الصادرات أم درمان – بارا- الأبيض الذي يربط الخرطوم بدارفور، ورغم الخطوات الاحترازية التي اتخذتها دول الجوار الحدودي المتمثلة في ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى إما بالإغلاق، أو بإرسال تعزيزات عسكرية واستنفار القوات الموجودة في المنطقة.

قطعاً لقد رضي الشعب السوداني عن القوات المسلحة وهي تخوض معركة الكرامة وتمتصَّ صدمة البدايات، لتنقضَّ على ميليشيا الجنجويد وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والأنفس والمعدات، وحتى لا تروح هذه الجهود هدراً باستنزاف الجيش وتبديد طاقاته لفترات طويلة، ينبغي أن تتحرك هيئة القيادة العليا للقوات المسلحة وتعيد النظر في عدد من الولايات التي تشكل مهداً أو معبراً لميليشيا الدعم السريع، بإجراء تعديلات فورية في الولاة وحكوماتهم لتواكب ظروف الحرب وتداعياتها الأمنية.

إن تجيش ولاة الولايات بات ضرورة ملحة يفرضها واقع الحرب الماثل والذي ألقى بظلاله السلبية على الكثير من مناطق السودان، نقول ذلك وفي دواخلنا الكثير من العرفان والتقدير للولاة المكلفين من الضباط الإداريين الذي كان لبعضهم جهود مقدرة قبل اندلاع الحرب في محاولة الارتكاز على حدود النهوض بالخدمات الأساسية للمواطنين، ولكن مع افتقاد الأمن والأمان، تفقد الحياة معناها وقيمتها في ظل تمدد شبح الخوف والرعب والفزع.

إذن الضرورة تملي على رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، وأركان حربه في هيئة القيادة أن يسابقوا الزمن لإعلان حكومة طواريء تتضمن ولاة يشترط أن يكون جميعهم أو غالبيتهم العظمى من الجنرالات وقيادات المناطق العسكرية في الولايات بحيث تُعنى هذه الحكومة بقيادة البلاد خلال في فترة الحرب الراهنة، وفي مرحلة ما بعد انتهاء الحرب والتي تعتبر مرحلة أكثر حساسية تتطلب وجود عناصر قوية وأمينة وذات ثقة في التصدي لكافة التحديات المقبلة، فما أفرزته الحرب من خذلان في بعض المواقع السيادية والوزارية تضع البرهان أمام طريق واحد هو الفحص والتمحيص المبين قبل الاختيار والتعيين.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق