عادل حسن:
في بلادنا الملتمعة وقتها عند خاصرة السبعينات وطاعنة الثمانينات كانت حقبة الطعم الحقيقي للسودان ثقافيا وسياسيا واجتماعيا ودبلوماسيا.
حمال السوق كانت له مميزات ود البلد الأصيل كل شيء سودانيا محفزا لتعاطي الحياة السودانية في عافية متكاملة خلقا وأخلاقا.
ومن هذه الجماليات المسافرة مثل أمواج الشتاء نثمل من الدسامة الدبلوماسية السودانية التي صنعت لاءات الخرطوم ونجاعة المحجوب وبلاغة عمر الحاج موسي وذكاء منصور خالد وتدفق النهر سبدرات وتميز دكتور عمر بليل وضخامة علي المك باختصار كان الاعتياد عدو الدهشة وكان ذلك كل السودان
وما بقي من تلك السماحة الازلية مثل الشلوخ والشامخة كالنخيل يكتنزها الان في هدوء مخيف وحصافة صبية تشبه ضفائر الحرة المقنعة وسط هياج الزمن السافر الممحوق انه الدبلوماسي المعتق عبدالمحمود عبد الحليم اخر نسخة دبلوماسية مصقولة نفذت من دولاب الخارجية السودانية واخر هتاف بحلق السودان الفصيح في ملمات الفرنجة واخر لسان زرب يدوي مثل الرعد باكثر من ثلاث لغات تستمع له القاعات الدبلوماسية وهيبة الامم المتحدة مرافعا عن السودان بالحجة الماضية من فعالية رصاص الحقيقة كان دبلوسيا تحسب له عواصم الغرب مقدار ضخم من الاعتبار والاوبهة الدبلوماسية
ان عبد المحمود عبد الحليم كان دبلوماسيا وطنيا قلبه مع البلد وسيقه مع البلد ليس له سيف حزبي مع علي ولا قلبه مع معاوية مضي في رسالته الدبلوماسية بين عواصم وحواضر العالم يحمل قلما واحد التوقيع عربيا وعجميا وثم عصاة ابنوسية يهش بها قطيع اعداء السودان داخل حظيرة الامم المتحدة علي ايام السفور السياسي والتلكؤ العربي كان عبد المحمود في رسالته الدبلوماسية راكز مثل الجبال التي لا يعرف لها تاريخ صبا او مشيب وفي ذلك كان الغربين يصفونه بالسفير الامير دون علمه لانهم يعرفونه لن يخلع عمامته الناصعة مثل الحليب ويلبس الغترة العربية وانه لن يرتشف القهوة التي يهتف فيها الهال ويترك الكركدي عصير الضيافة السودانية وله قرصة التميز كان حليم دبلوماسي سوداني مميز مثل الشلوخ والملاريا وفطور الجمعة والحلومر.
حليم سلامات أينما كنت
والسلام