مقالات

“الإمدادات الطبية”.. عمود استراتيجي في معركة الدواء

من حروفي

خالد الفكي سليمان:

في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان عقب الحرب، يبرز الدور الحيوي والاستراتيجي للصندوق القومي للإمدادات الطبية كرافعة أساسية لإعادة تأهيل النظام الصحي الوطني، وضمان استمرارية توفر الأدوية والمستلزمات الطبية، خاصة في مواجهة الأوبئة المتفشية، وعلى رأسها حمى الضنك في ولايتي الخرطوم والجزيرة.

عضو مجلس السيادة الفريق مهندس بحري إبراهيم جابر إبراهيم، سجل رفقة وزير الصحة الاتحادي الدكتور هيثم محمد إبراهيم، ووالي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة، زيارة إلى مقر صندوق الإمدادات الطبية. ولم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل شكلت رسالة دعم واضحة، وبشارة باستعادة الدور الحيوي للهيئة في تقوية سلاسل الإمداد الدوائي في مختلف الولايات.

وتكتسب هذه الخطوة أهمية مضاعفة مع انضمام ولاية الخرطوم – بكتلتها السكانية الكبيرة – عقب عودة متوقعة لأكثر من مليوني مواطن، ما يدخل العاصمة في منظومة الإمدادات الطبية الموحدة. وهو ما يمثّل تحولاً نوعياً في آليات توزيع الدواء والمستهلكات الطبية؛ إذ إن توحيد القناة يضمن انسياب الإمدادات الحيوية، ويعزز من قدرة النظام الصحي على مواجهة التحديات الطارئة، كأزمات الحميات المنتشرة، ويقلل من الهدر والازدواجية والاختناقات المحتملة في التوزيع.

ونعوّل على الفريق جابر، بحكم مسؤوليته وموقعه في مجلس السيادة، في الدفع بملف الإمدادات الطبية إلى مقدمة الأولويات الوطنية، وتوفير الدعم السياسي واللوجستي المطلوب لتمكين الصندوق من أداء مهامه في توفير الأدوية الأساسية، خصوصاً المضادات الحيوية والمستهلكات الطبية التي تشكل خط الدفاع الأول في مواجهة الأوبئة، وخاصة الحميات، وعلى رأسها “حمى الضنك”.

وأجزم أنه في ظل تصاعد الحاجات الطبية والضغط المتزايد على المؤسسات الصحية، يبرز صندوق الإمدادات الطبية كحجر الزاوية في جهود استعادة التوازن للقطاع الصحي وضمان حق المواطن السوداني في العلاج أينما كان. ويبقى تعزيز هذا الدور مسؤولية وطنية جماعية، تبدأ بالإرادة السياسية، وتُترجم على الأرض عبر تمكين هذه المنظومة الحيوية من أداء رسالتها بكفاءة واستدامة.

📧 khalidfaki77@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى