مقالات

المسؤولون وتجاهل الإعلام

حد السيف

محمد الصادق:

مما لا شك فيه أن الإعلام والمعلومة يحكمان العالم الآن، فبدون إعلام ومعلومة لا تستطيع أن تحقق مخططاتك أو برامجك ولا تستطيع أن تتطور وتتقدم للأمام وما يؤسف له أن كثير من المسؤولين وزراء كانوا أو مدراء مؤسسات أو كبار المسؤولين لا يهتمون بالإعلام ولا يعيرونه إنتباهة ولا ندري إن كان هذا جهل لدور الإعلام أم عدم قبول للنقد والتوجيه.

وإذا افترضنا أن بعض المسؤولين لا يهتمون بما يثيره الإعلام أو لا يتابعون ما يثار فى الإعلام إن كان مقروءا أو مسموعا أو مشاهدا، فأين إدارات الإعلام فى مؤسسات الدولة المختلفة ؟ فهل ترصد ما يحدث مما يأتي فى الإعلام بصورة عامة سلبا أو إيجابا إلكترونيا او ورقيا وتقوم برصده ورفعه للمسؤول الذى تقع على عاتقه المتابعة والتوجيه بالتعقيب أو خلافه؟ فالمسؤول الذى يتجاوز الإعلام يتجاوز نبض الشارع لأن ما تتناوله الصحافة والأجهزة الإعلامية يعبر عن الآلاف من الناس .
إن الإعلام فى العصر الحديث أصبح يمثل قوة كبرى لها خطرها وأثرها فى بناء وتطوير المجتمعات البشرية المختلفة والإعلام يمكن الناس من الحصول على المعلومات حول كل الأحداث الوطنية والدولية من خلال الأخبار ذات المصادر الموثوق بها ويلعب دورا مهما فى صناعة الرأي.

وبظهور الوسائط الإلكترونية أصبحت كل المعلومات متاحة ولكن المهم هو توصيل المعلومات الصحيحة والوقوف جانب الحق بعيدا عن المصالح الشخصية، ولذلك المطلوب من الإعلام إيصال المعلومات بصورة مجردة دون تحيز وخلق حوارات ونقاش لأجل المصلحة العامة .

على الإعلام بالضرورة البحث عن القضايا التي لا يعرف عنها العامة الكثير وطرح قضايا المهمشين وفساد أجهزة الدولة وقضايا التخابر والكوارث الخدمية فى المناطق.

ولابد للإعلام أن يكون دوره الخطابي مؤثرا فى نشر ثقافة السلام ونشر التسامح والتعايش والمساواة بين الجميع ورفع الظلم عن المظلومين وتوجيه الرأى العام بما يخدم قضايا الوطن وزرع الوطنية فى دواخل الناس خاصة أن الإعلام صناعة وليس تجارة وعليه معالجة الظواهر السالبة وتشجيع كل ما هو إيجابي، فالمسؤول الناجح هو الذى يهتم بالإعلام ويفرد له المساحات ويعقب على كل ما يليه من حديث أو نقد بناء أو إنصاف شخص مظلوم . فالمناصب لا تدوم ويبقى العمل المخلص وإعطاء كل ذى حق حقه ومن أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل .
وبكره يا سودانا تكبر ..
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق