أخبار وتقارير
مجاذيب الشرق.. هل صدق الإنجليز عندما قالوا “الدم أثقل من الدين؟!”
بقلم/ بكري المدني:
ما ان وصلت بلدة أركويت بشرق السودان (ولاية البحر الأحمر ) حتى أخذتني قدماي الى حي المجاذبب والذي يقيم فيه أحفاد الشيخ الطاهر قمرالدين المجذوب وهم بالمناسبة الفرع المباشر الذي انسل من ساق الشيخ المجذوب بالدامر وألقى بثماره ونشر أوراقه بالشرق.
وشيخ سجادة أركويت هو الخليفة الديني للشيخ المجذوب.
خلعت حذائي وأنا أطوف بصحن دار المجذوب بركة وحنينا وتقديرا للأرض التي سار عليها يوما الشيخ الطاهر قمر الدين خليفة الشيخ المجذوب.
الشيخ الطاهر المجذوب أسس مسجد المجاذيب بأركويت قبل الثورة المهدية ولا يزال -راكوبة – قائمة وإلى جواره المسجد الجديد المؤسس في العام 9144م وملحق به عدد 2 برندة واحدة بناها الرئيس الراحل جعفر نميري وأخرى حديثه بناها السيد الفاضلابي.
في خلوة المجذوب بأركويت درس الثائر عثمان دقنة والمدفون اليوم في المنطقة وعندما بايع الشيخ الطاهر المجذوب الإمام المهدي جعله الأخير أميرا للشرق وقد تنازل الشيخ الطاهر عن الإمارة لتلميذه عثمان دقنة وزكاه للإمام المهدي وبقى الشيخ الطاهر متفرغا للدعوة وللخلوة.
أكثر ما أدهشني أن أهلي مجاذيب الشرق يتكلمون لغة البجا (رطانة) حتى فيما بينهم حيث لا سمع للعربية إلا عند تلاوة القرآن في الخلوة أو الحديث مع زائر مثلنا. ولقد علمت من الشيخ قمر الدين أنهم اكتسبوا لغة البجا بالمساكنة والمصاهرة وأصبحت لغتهم الشائعة.
حاجة اركويت للخدمات كتبت عنها أما حاجة حي المجاذيب فيها فهي في إكمال المركز الصحي وهذا نداء أخص به مجاذيب الأرض جميعا وفاءا للشيخ المجذوب ضمبن الدامر.