عادل حسن:
من سوسنات عيون الايام الدعجاء هناك مدونة عندي تزكارات شغوفة لانطوي عليها بضلوعي وادسها بين متاع رحلة عمري وانا يافع اعلام الاطف شقاوة طفل الكتابات الغريرة والاحرف اللدنة وفي ذلك كنت اعاقر الاحبار الملونة والليالي تشرب من عيوني المسهدة والاوراق مبعثرة في الغرفة هكذا عنت البدايات ومشقة مهنة النكد اخترتها لنفسي فشربت ندوات العمر وامتصت رحيق الشاب والزمتني برهق السفر والسهر لكنها مهنه مثل متع مصنوع العنب الابيض كلما ذادت ايامه ضج مفعوله
كم التقيت قوم عندها محاورا او متحققا اوحتي مسافرا وفي ذلك تحضرني الحين رحلة جزيرة مالطا تلك التي نصفها الحلو عربي والنصف الاخر عجمي عربيد جزيرة ناعسة النهار ومترنحة الليل التقيت فيها الاديب الحالة الطيب صالح وسهرنا علي شرائح لذة زكريات الطيب صالح وصوته الفاتر الواثق يلعق اشهي ايام السودان الناضة قصص وناس
والقمر الغارب يغطس في ليل الجزيرة وتشرق الشمس عارية بعد ان تفسخت من السحب غادرتها ودسيت هناك عمر كامل الان يشتهيني
والسنين تتساقط مثل قطرات الماء من وجه الحسناء والاسفار تتجمع وفي مرافئي الترحال المتعددة قد هبطنا علي اديس ابابا ذات خريف خجول انا وصحاب ملتمعين ونافزين في ليل يتحرق لطافة وافترار ابتسامات صاعقات الامهرا ومحرضات تعاطي الطبيعة غير المحتشمة رزاز سماء تدمع عطرا واسراب جمال يتوجل تحت اضواء فاحشة تهش الظلام وزحام مستفز يتفتق تحت العيون دهشة وسماحة السماحة كلها تتهدل في الحي الايطالي نزلنا هناك وغسلنا وعثاء الترانزيت وحملنا فمنا في ايدينا وسلمنا علي الجمال الاشقر المتمرد خصلة خصلة
هي الصحافة مهنة نصف خشنة ادخلتنا علي كهوف ملوك الجمال واستدعتنا للاعياد مع الفراشات ومنحتنا عيون لحظت شامة بلقيس واهدتنا كيف تستدعي هوامات اغنام ابليس اذا غيرنكد هي مليحة وشرودة وتكفي كتير عن العلوم الاصلا ما مكتوبة
كم انا انفت عليها من عمري وكم اهدتني من معالم ومعارف وصحاب وشقاوات ومغامرات باتت عندي في مغمد عمري وتحت وسادة الايام مثل تزكارات البحار المتقاعد ولكن ايضا مرات في الصحافة تقدم الجائزة للمهزوم.