عادل حسن:
بعيدا عن الاشلاء والدم وحياة الخوف والاحباط، قصدنا أن نغسل الروح من متعلقات الانهزام والكابة ونلجأ بها قليلا إلى حيث الترويح والريحان للنفس ونتناول بعض مشهيات الخواطر لاهل السودان وهم ايضا في التمزق والشتات نعم نبارح حال الانكماش النفسي وندلف الي جماليات هي ايضا عندنا لا نغفل عنها لتكون السلوي والتسلية الوجدانية ونطرد الدم والدموع ونحرض الناس علي تعاطي الشجن كبديل منطقي لشقاوة الخواطر المجروحة وفي معارض المهاجر يتوزع الشجن السوداني مثلا نجد في امارة العين الجميلة الفنان المتدفق حن وحنين التاج مكي وصوته الباكي الغرويد يهدهد ليل الغربة بالسهاد الحميم وهو يتوسل في تمزق ابداعي
فايت مروح وين
ما لسة الوقت بدري
خليك شوية معاي
عشان جمبك بطول عمري
انه الشجن البقطع الحشا ادمنه التاج مكي وانتهي الامر ورفده شقيق الرقة والنظم الدلعان للاشعار اسحق الحلنقي ان كسلا هي ارض الخصوبة الابداعية والمانجو وتلمظ الناس في متعة مزمز عنب رحت خليتنا
تاني ما جيتنا
اسال العنبة الرامية فوق بيتنا
وباقي عطر غنيوات يلتصق بالروح ليل نهار والعطار التاج مكي يهدينا افتضاح
فرحة ليالي الريد ونداوة البسمات خلتني ابكي
انا عمري عدا وفات
وتكتمل الرقة المتناهية
علي الرمال اثارك طرتني ليلة عيد
واذا ما استمعنا الي اغنية امي في تتابع بصوت التاج ربما نعرف لاول مرة معني للاموات الاحياء
وللتاج مكي وصفة ابداعية خاصة لا تتوفر ولا تطابق كل الاصوات اقرب في صوته الي هديل وهمس بلبل غريب مسافر نزل عليه ليل المطر واعتلا غصن رفيع في بساتين الغربةة وتمزف بعزيف شدوه الحزين الم نقل ان الشجن عند اهل السودان ايضا هو من جارحات الروح مثل مفزعات وتكهنات الحرب والناس هناك بعاد
ولواعج ولوعة كاملة الله قسمها لاهل السودان حتي وهم شتات من الديار وينفقون عزيز العمر وغوالي اعوام الشباب هدرا للمجهول من تواريخ العودة التي استعصمت مثل حظوظ الراهبات من الزواج
نردد في تمزق حميم متين الرجعة والطلة والتباريح تطعم الحلوق المضاضة القاسي طعيما ان اهل بلادي في المهاجر الان من لم يموت بالحرب مات بالشجن والصبابا مع وقف التنفيذ حتي عودة التاج مكي وفعلا
خاينة يا دنيا وظالمة يا دنيا والزمن غدار.
