محمد أحمد الكباشي:
ثلاث سنوات عجاف مرت مثقلة تجرجر اذيال الخيبة والفشل و(قحت) تجثم علي صدر البلاد والعباد بدأت ملامح فشلها منذ أن قال كبيرهم وخبيرهم ( لم أجد خطة موضوعة) .. وهكذا صارت تدار شؤون دولة اسمها السودان
ولأنهم اقزام لم يستفيدوا من تجارب من سبقوهم بل جاءوا لهدم المعبد بمن فيه وما فيه ليس أدل على ما وصلنا اليه الان.
ومحاولة منه لاستعدال الصورة المائلة و(الخمج الحاصل في تلك الايام ) تقدم الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة باجراءات البعض يصر على أنها انقلابا علي الشرعية وهذا حديث فضفاض ومحاولة لذر الرماد على العيون ولكنها أي إجراءات 25 اكتوبر هي في واقع الحال تصحيحة كما اوردها البيان وبلغ التصحيح مرحلة الخوض في حرب تقودها قواتنا المسلحة ضد مليشيا الدعم السريع الجناح العسكري لقحت
وحتى لا نطلق الاتهامات جزافا علي فشل قحط المقبورة نحكي لكم واحدة من حلقات الدمار الممنهج للمؤسسات
صباح أمس تلقينا دعوة من مكتب والي سنار توفيق محمد علي لحضور افتتاح مستشفى منطقة الشقيلة بمحلية شرق سنار استغرقت الرحلة زهاء الثلاث ساعات من حاضرة الولاية يقف كوبري سنار ود العباس علامة فارقة لانجازات الانقاذ شاء من شاء وابى من ابى ثم ربطه بطريق مستفت توقف العمل بعيد منطقة الشمباتة بعد ذهاب الانقاذ وعلى طول الطريق ينتشر المزارعون وقد دخل الموسم مراحل متقدمة ..
ارتسمت على وجوه مستقبلي وفد الوالى علامات الرضا وكأن غبنا قد زال عنهم ،
وسط القرية كانت حناجر المستنفرين تشق عنان السماء ، ويتدفق حماسهم هتافات مدوية تهليلا وتكبيرا ما يؤكد التحام أهل القرية مع القوات المسلحة ،هنا اطمأن والي سنار واعضاء لجنته الامنية علي استجابة المواطنين لنداء القائد العام
ومن ثم توجه الوالي والوفد المرافق له لافتتاح المستشفى
كانت المفاجأة بعد دخولنا الى المستشفى تم اغلاقه من قبل مجموعة لا تتعدى أصابع اليد ينتمون إلى قحط ،ومن غيرهم يجرؤ على مثل هذا العمل القبيح، والذي ربما يصل تهمة جريمة ضد الإنسانية، هذه الفئة الضالة انطبع عليها المثل تماما (دايرين يساعدوه في دفن ابوه دست المحافير) بل ذهبت أكثر من ذلك فقد أحكمت إغلاق المستشفى باللحام ولم تكتف (بالطبل).. اي حقد واي كراهية يحملها هؤلاء ضد اهلهم ، هؤلاء تناسوا حجم معاناة المرضى من الأطفال والنساء وخاصة الحوامل وكذلك الشيوخ مع طول الطريق ورداءته خاصة عند فصل الخريف.
هل عرفتم لماذا أغلقت (قحط) مستشفى الشقيلة؟
الإجابة كانت حاضرة على لسان المتحدثين وهي بالكاد تكون جرت علي لسان كثيرين قبل ان نكتبها ،
نعم انشئ هذا المستشفى ليقدم الخدمات الطبية للمنطقة ولعدد 37 قرى مجاورة وذلك بتبرع سخي من ابن المنطقة المهندس عمر عثمان بكامل عدتها وعتادها وتم إفتتاح المستشفى وبدأ العمل بها
وفرح الناس بهذا الصرح كونهم ودعوا المعاناة مع البحث عن العلاج، ولكن فرحتهم لم تدم مع حالة الفوضى التى عمت القرى والحضر بعد الثورة ، ولم تكن (الشقيلة) بمعزل عنها وجاءت لجان المقاومة تنشب اظافر الغدر وتحمل معاول الهدم وتغلق المستشفى، وحجتهم المضحكة دائما: بأن العاملين بالمستشفى ينتسبون الى النظام البائد ،علاوة على إرتفاع أصوات أخرى بأن المستشفى تبرعت به وداد بابكر.
ولهذا تمت عملية إغلاق المستشفى نهائيا بأمر لجان المقاومة لمدة عامين ظل خلالها المستشفى متوقفا عن العمل ليس لعدم كفاءة المستشفى لكن لأغراض سياسية حالت دون فائدة المواطن من هذا الصرح
وجاءت ثورة التصحيح من قبل حكومة الولاية وشباب المستنفرين من القرية وبهمة عالية قاموا بحملة نظافة وترميم بالمستشفى حتى عاد كما كان في بدايته وتم إفتتاحه وبذلك يكون والي سنار توفيق محمد علي قد ازاح عن اهالي المنطقة كابوسا وحملا ثقيلا كواحدة من الجرائم التي ارتكبتها قحط ولا زالت البلاد تدفع الثمن غاليا نتيجة سياساتهم الرعناء.