مقالات

شهداء أحد ومعركة الكرامة.. ما أشبه الليلة بالبارحة

صوت القلم

د.معاوية عبيد:

شهداء أحد هو اسم يشير إلى الشهداء من الصحابة الذين ضحوا بأرواحهم في غزوة أحد التاريخية وتم قبرهم في مقبرة جماعية، وتقع المقبرة عند قاعدة جبل أحد حيث قام المسلمون بدفن شهدائهم فيها بعد انتهاء المعركة.

وسميت هذة المنطقة بساحه الشهداء ، لأنها تضم مقبرة تحوى سبعين شهيدا من الصحابة الكرام الذين استشهدوا في غزوة أحد على رأسهم عم النبي صلى الله عليه وسلم واخيه من الرضاعة حمزة بن عبدالمطلب الملقب بأسد الله ، ومصعب بن عمير رضي الله عنهما، وتضم المقبرة أيضًا قبرا الصحابيان عبد الله بن جحش وحنظلة بن أبي عامر .
أصاب السيل المعروف بسيل سيدنا حمزة الذي يأتي من وادي عقيق إلى المنطقة التي بها مقبرة الشهداء في عهد سيدنا معاوية، وهو ما جعله يطلب من أبناء الصحابة الموجودين حينها أن يقفوا على قبور آبائهم أثناء نقلها، والتي لم تتغير بفعل الزمن ملامح أجسادهم ، حتى قالوا إن المسحاة أصابت قدم حمزة، فخرج منها الدم،  وقالوا إن عمرو بن الجموح كانت يده على جبهته عندما استشهد ، فلما أزاحوا يده عنها أثناء نقله خرج منها الدم، فأرجعوها مرة أخرى ، وعملية النقل هذه كانت بعد فترة طويلة من تاريخ المعركة، ورغم ذلك احتفظت أجساد الشهداء بهيأتها ولم تتغير رائحة المسك التي ذكر أنها فاحت من دمائهم ، وموقع المقبرة الذي اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم لدفنهم فيها بين جبل الرماة وجبل أحد الذي قال عنه الرسول (إن أحد جبل يحبنا ونحبه) ، قد تم تغييرها عندما نقلت جثث شهداء أحد في عهد خلافة سيدنا معاوية بن أبي سفيان إلى موضع آخر، وهو الذي تعرف به اليوم ، حيث تبعد ساحه الشهداء نحو 5 كيلومتر الى الناحيه الشمالية للمسجد النبوى ، وتُعتبر مقبرة شهداء احد واحدة من أهم المعالم الدينية والتاريخية في المدينه المنورة.
استشهد في معركة الكرامة عند أول شرارة انطلقت (٣٥) شهيدا من خيرة ضباط الجيش السوداني وخيرة الحرس الرئاسي وتم قبرهم في ساحة القيادة ، دارت رحي المعركة التي انتقلت بكثافتها إلى مواقع أخرى و طكان أبرزها قيادة منطقة المدرعات بالشجرة التي استهدفها المرتزقة بأكثر من أربعين هجمة ولكن تكسرت نصالهم فيها واحتسبنا فيها عددا من الشهداء آخرهم كان اللواء أيوب وأولهم كان المجاهد عمار المحنن، أيضا تم قبر هؤلاء بمنطقة قيادة المدرعات، وسبقهم إلى ذلك اللواء ياسر قائد منطقة نيالا العسكرية الفرقة ( ١٦ ) والذي حفر قبره بيده ، واغتالته يد الغدر والخيانة وصعدت روحه الطاهرة إلى جنات عرضها السموات والأرض ، وتم قبره في قيادة الفرقة بمدينة نيالا.

هؤلاء الأبطال ومعهم الشعب السوداني قالوا بصوت عال (الجيش منا ونحن منه فهو يحبنا و نحبه) ، كل هؤلاء الأبطال و الفرسان كان يدافعون عن رفع راية لا إله إلا الله و الزود عن حياض الوطن ، كانوا يحاربون المرتزقة و العملاء من بني قحط والمأجورين و الغزاة أعداء الله و رسوله و هم نسخة من أعداء الله في عهده صل الله عليه وسلم و نسخة من كل الذين حاربوا انبيائه .
ما أشبه اليوم بالبارحة ، القوم هم القوم كأنهم قريش عندما خرج هؤلاء الخونة والعملاء مع اسيادهم اليهود واحتموا بهم لقتل الشعب السوداني واغتصاب حرائره ونهب ممتلكاته ، هؤلاء الذين يدعون الديمقراطية لراحة الشعب السوداني ، يحشدون و يجمعون كل ما بوسعهم من أعداء الله لتمزيق البلاد طوبة طوبة ، وتخوفينا و تركعينا كم ركعوا هم لاسيادهم ، ولكن نقول لهم اننا صامدون و لربنا عابدون وبآياته مؤمنين ، كما في قوله تعالي : (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّـهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ*الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) . هذه الآيات من سورة آل عمران نزلت في غزوة أحد
و ذلك أنّ أبا سفيان تواعد على قتال المسلمين بعد الغزوة مباشرةً، وكان ذلك قبل إسلامه، فلمّا كانت المواجهة قذف الله في قلبه الرعب، فرأى في رجوعه الخير ، فلقيَ رجلاً يُسمّى نُعيم بن مسعود الأشجعي، فتآمر معه على تثبيط همّة المسلمين حتى لا تنكسر شوكتهم حينما يحضر جيش المسلمين ولا يجدوهم ، فذهب نُعيم للمسلمين وأخذ يقول من الكلام ما يخوفّهم ويثبط عزيمتهم على القتال ، فقال لهم إنّ المشركين أعدّوا لهم العدّة بما لا يستطيعون ردّها، فوقع الخوف في قلوب بعض المسلمين، وقال آخرون: “حسبنا الله ونعم الوكيل” ولم تمنعهم كلماته عن المُضي مع رسول الله ولم تتزعزع عزيمتهم، وانطلق النبيّ صلّ الله عليه وسلمّ بعَزَمٍ على قتال المُشركين ومعه سبعين رجلاً فيهم ابن مسعود، وانطلق صوبهم فلمّا وصل بدر الصغرى لم يجد أحداً من المشركين، وبدر الصغرى كانت موضع ماءٍ وسوقٍ لبني كنانة، وأنعم الله تعالى عليهم فباعوا واشتروا وعادوا إلى المدينة سالمين غانمين، فنالوا أجر الجهاد وأرباح التجارة ، وهذه الآيات نجدها تحثّ المسلم على أن يلجأ إلى الله تعالى في كلّ أموره، وأن يُفوّض أموره إليه، فذلك يزيد العبد إيماناً ويشرح صدره، ويكون أقرب لنيل نصرته ومعيّته وأنّ نصر الله وشهادته لا يناله إلّا المؤمن حقّاً المُستجيب لأمر الله . .
في معركة أحد قد نال المشركين من المسلمين، وأصابوا منهم جراحا كثيرة وبليغة، وقتلوا منهم عددا تجاوز السبعين صحابيا، وقد تأثر المسلمون مما أسفرت عنه نتائج تلك المعركة، وظنوا أن النصر لم يعد يعرف طريقا إليهم .
معركة أحد استشهد فيها سبعون رجلا من خيار صحابة رسول الله علي رأسهم سيد الشهداء سيدنا حمزة بن عبد المطلب سيف الله المسلول . جاءت الآيات أعلاها ( الذين قال لهم الناس …. ) في سبعين صحابي خرجوا مع رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه يريدون التجارة .
جاءت معركة الكرامة وشاهدنا و قرأنا و سمعنا إعلام هؤلاء المرتزقة و حاضنتهم السياسية ودويلت الشر وقوات الافك و هي تثبط همم ابطال القوات المسلحة و تدخل الرعب في قلوب المواطنين ، ولكن هيهات نقولهم نحن قوم آمنا بربنا فاصطفي الله منا الاخيار شهداء و نصرنا عليكم و ثبت اقدامنا وكل ما فعلته المليشيا المتمردة من قتل و اغتصاب و سرقة و تشريد لن يثنينا عن قتالهم حتي آخر جندي وآخر سوداني غيور علي وطنه و دينه
استشهد في معركة الكرامة عند بدايتها خمسة و ثلاثون و لحق بهم آخرون من خيرة الضباط و الجنود و المجاهدين و المستنفرين و المواطنين تجاوز عددهم السبعين شهيدا ، و منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ، وهؤلاء ثقتهم كبيرة و إيمانهم اقوي بأن النصر آت لا محالة ، إلا أن نصر الله لقريب ، انظروا الي هذه الإعداد التي تشابهت ارقامها ، و لكن رباطة الجأش والإيمان بالله و ابتغاء مرضاته و البحث عن الشهادة كانت هذه الاعمدة عصيت علي الكسر ، خاب و خسرت المليشيا المتمردة والذين يريدون أن يحكموا الاشلاء و من عوانهم من عملاء الخارج و الخونة و الطابور الخامس بالداخل .
نعلم ايها الاخوة أن قوانين الله في خلقه جارية لا تتخلف، وباقية لا تتبدل، وأن الأمور لا تمضي جزافا، وإنما تتبع قوانين محددة، وسننا ثابتة، فإذا اصابتنا مصيبة و شكرنا هنالك اجران ، و اذا اصابتنا مصيبة و لم نشكر فضله فقد اصابنا الشرك وحبط عملنا ، لذلك علينا أن ندرك معاني حكمة الله و قوانينه التي يسير بها الكون ، و ان نعمل بمقتضاها، فإن النصر سيكون حليفنا باذن واحد أحد.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق