مقالات

إلى متى صوت البندقية !؟ (2-2 )

متاريس سودانية

م. جبريل حسن أحمد:

ا نتهي بي الحديث بالجزء الأول للمقال بأصرار داعمي الحرب علي تفتيت وحدة الشعب اولا ثم قيادة وحدة وطنية ذائفة في اصرار عجيب علي حمل الناس والشعب السوداني علي قبول مسرحيات مملة وهي تدليس وتغيير مجريات الأحداث علي الأرض والإصرار علي ممارسة الحكم وفرض سلوك لسلطةغير شرعية وصولا لتشكيل حكومة نزوح وهو التعبير العاجز مقابل القبول بالتفاوض .

فلقد تهاوت المنظومة الأمنية وقبلها المنظومات الاقتصادية. والنقابات الأسرية ومعظم قطاعات الشعب الخدمية والمؤسسات المستنسخة والهيئات الحكومية والاهلية والتنظيمات السرية والمعلنة والادارات الموازية للوزارات الاقتصادية المختصة بالتجنيب وما ادراك بالتجنيب والمشروعات الربوية وإدارة العطاءات المعلنة والغير معلنة والصورية. وجيش جرار من المنتفعين بشكل مباشر وغير مباشر كل هذ مربوط بنظام فدرالي للحكم مع مركزية حزبية تتوزع فيه هياكل الحكم لتوازي منظومة الحكم المحلي بولايات السودان لينتهي بالمؤسسة العسكرية الغير معلومة الارقام ومفتوحة الميزانيات فقط نسبة مئوية تزين الميزانية العامة للدولة.

فمن هنا نقرأ لماذا يدفع الشعب السوداني ثمن هذه الحرب الباهظة التكاليف من هنا نقرأ لماذا تستمر الحرب فهذا الارتباط المؤسسي المتشعب الذي مكث ثلاثون عاما يمتص دماء الشعب السوداني لن يقبل بعملية التغيير الجزري لجهوده الجماعية المشتركة. التي انتجت أوضاع اقتصادية و اجتماعية غير مسبوقة لقطاع عريض من أفراد مستنسخة تجدها في كل مفاصل السلطة . والغير طبيعي هو الاصرار علي قتل الأمل للشعب في واحدة من أسوأ التجارب الإنسانية في معاندة و قبول الحد الأدنى لمكافأة الشعب بالسلام . والأسوأ منه الخطاب الإعلامي المخلوط بالعنصرية والجهوية والفوقية مع خلط وضرب تنوع المكونات الاجتماعية بالقوميات من أجل المصلحة الحزبية الضيقة وبعيدا من مشتركات الوطن.

ومن هنا نقرأ الي اين تتجه الحرب.
فالاكاذيب وحدها لن تغير الواقع علي الأرض. لأن خسارة كل المعارك حتى الآن تعني الهزيمة . ولأن شرف الجندية هو إنقاذ الجنود والقائد الحقيقي لا يرسل جنوده لحتفهم. لذا خيار السلام ووقف الحرب أصبح حتميا وملزما
وخارطة الطريق واضحة يمكن اجمالها في الآتي:
اولا:
القبول بهدنة طويلة الأمد مع وقف العمليات الحربية. تمهيدا لفتح المسارات الإنسانية . وتكوين لجان مشتركة لتحديد مناطق السيطرة ونقاط تجميع المساعدات الإنسانية. والاتفاق علي منطقة خضراء بأشراف الضامنين لتقديم المساعدات الإنسانية وفتح المطارات (الخرطوم . الفاشر . الأبيض ) أمام الجهود الإنسانية والصحية.

الخطوة الثانية
الاتفاق علي تشكيل حكومة طواري من ثمانية وزارات من كفاءات وطنية مستقلة مختصة بمعاش الناس والإشراف علي العودة التدريجية للمواطنين.

الخطوة الثالثة
الاحتكام والاتفاق والتراضي والقبول بمنبر دولي يضم الاتحاد الافريقي والايقاد والمجتمع الدولي و أطراف من دول الجوار لموائمة إتفاق شامل مقرؤا مع إتفاق جوبا للسلام لشمولية الرؤية الوطنية في تحديد كيف يحكم السودان مستقبلا.

الخطوة الرابعة
ابرام إتفاق وقف الحرب المزمع وفقا لتوقيتات معلومة متفق عليها من لجنة خبراء تضم الاطراف.
وهذه خطوات غاية في الأهمية تفضي الي فتح مقاربات وطنية تحقن دماء السودانيين وتعطي الأمل في قبول مبدأ ابتدار حوار وطني بين أبناء الوطن .

20 أكتوبر 2023

مع شكري الجزيل
م.جبريل حسن احمد gebrelhassan@gmail.com

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق