إقتصاد
معرض نيالا التجاري الاستثماري الثامن.. رسائل إقتصادية في زمن الركود
نيالا- الساقية برس:
لم يكن في حسبان الشركات الكبرى والمتوسطة، التي توجهت من الخرطوم إلى نيالا ( 32 شركة ومصنعا) _ في مستهل شهر يناير 2023 _ للمشاركة في معرض نيالا التجاري الاستثماري الثامن، وهي تحمل اطنانا من السلع من مختلف الانواع والأشكال، ان تبيع إلا النذر اليسير مما حملته من بضائع، خاصة وان بعضها يشارك للمرة الاولى، علي إعتبار انهم قادمون من العاصمة الخرطوم، حيث الركود الاقتصادي وتدني المبيعات، ولكن كانت المفأجاة في إنتظارهم، إذ شهد المعرض إقبالا جماهيريا فاق توقعاتهم وتوقعات مواطني نيالا أنفسهم، ولم تكتف الشركات بالترويج لسلعها فقط _ وهذا من اهم رسائل المعارض _ ولكنهم تمكنوا من بيع كل ما حملوه من سلع، وبعضهم قام بالإتصال برئاساتهم في الخرطوم لشحن المزيد من البضائع، ولم تكن هذه هي الرسالة الاولي في مشاركتهم، بل إن الرسالة الاهم كانت في خروجهم من ضيق دائرة الركود الركود الاقتصادي الذي ضرب الاعمال التجارية في العاصمة الخرطوم، الي رحاب المبيعات العالية، وعقد الصفقات التي بلغت (30) صفقة مع رجال أعمال من نيالا.
ووفقا لدراسة اجرتها شركة سودا اكسبو للمعارض والمؤتمرات _ المنظمة للمعرض _ فإن نسبة المشاركة بلغت 200% كما قال ممثلو الشركات، وبلغت جملة المبيعات( 150) مليون جنيه خلال أيام المعرض التي بلغت سبعة ايام، علي خلفية إحصاء علمي قامت به الشركة المنظمة. وقد اشار مدير عام شركة سودا اكسبو للمعارض والمؤتمرات.
الاستاذ صلاح عمر الشيخ في كلمته في حفل إفتتاح المعرض، الي ان المعرض نقل ولاية جنوب دارفور من اخبار التفلتات الأمنية والنزاعات الي أخبار الاقتصاد والتنمية في كل الوسائط الاعلامية. وقد زاد من أهمية المعرض وفوائده الاقتصادية مشاركة عدد كبير من الشركات من نيالا متوسطة وصغيرة بلغت 31 شركة ومصنعا وهيئة رسمية، بعضها يحمل في جوفه عددا من المشاركين لتبلغ المشاركة الكلية من الخرطوم ونيالا ( 75) مشاركا، حيث اكد الأستاذ صلاح عمر الشيخ، ان المشاركة من نيالا اضفت علي المعرض أهمية خاصة، وهذا رقم لم تصل اليه المشاركات السابقة. وقد ازاح المعرض الستار عن الامكانات الاستثمارية الضخمة بولاية جنوب دارفور، في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين، وفي هذا الإطار اطلت الرسالة ( المفأجاة) من السفارة الهندية التى زار وفد رفيع منها المعرض، وفي جعبتهم دراسة عن تطوير محصول الدخن ليكون بديلا عن القمح عالمياً _ وفي السياق كشف الأستاذ صلاح عمر الشيخ مدير عام شركة سودا اكسبو للمعارض والمؤتمرات، ان معظم رجال الأعمال يسألون عن فرص الاستثمار في ولاية جنوب دارفور، بل إن بعضهم فكر جدياً جزءاً من نشاطاته التجارية من الخرطوم الي نيالا. كما كشف الأستاذ صلاح عن مساع لتطوير النسخة القادمة من المعرض ( التاسعة) من معرض نيالا، الي معرض دولي، موضحا ان مؤشرات هذا التحول قد بدأت منذ النسخة السابعة بمشاركة ثلاث دول هي كينيا، وتركيا، وسلطنة عمان.
فيما ابدي الدكتور محمدين سليمان مدير إدارة الاستثمار والصناعة سعادته بانعقاد النسخة الثامنة من المعرض، وقال إن المعرض سيكون معبرا للتجارة مع دول الجوار، موضحا ان الولاية تشهد حالياً دخول صناعات جديدة مثل مصنع الزنك، ومعاصر حديثة للزيوت، وان احد المستثمرين السعوديين سيقوم بإنشاء عدد من المصانع تستوعب 20% من العمالة، إضافة إلى إستثمارات زراعية عبر الري المحوري لإنتاج القمح والذرة وتعبئتها في عبوات إقتصادية.
وفي ذات الوقت، ذكر الاستاذ حسين زكريا من إدارة الاستثمار بالولاية، انهم يتطلعون لجذب عدد كبير من المستثمرين، وان المعرض يعتبر منصة تلتقي فيها الشركات من كافة المجالات، ومن ثم التعرف على فرص الاستثمار في الولاية. وقد زين الرعاة جيد المعرض بحلة زاهية، إذ تقدمت الشركة السودانية للموارد المعدنية الركب كراعي رئيسي للمعرض، وبنك تنمية الصادرات راعيا ذهبيا، وشركة بتروباش للانشطة المتعددة ( زيوت فوكس) راعيا لليوم الختامي، وفندق المعلم راعيا للسكن.
وعبر المدير العام لشركة سودا اكسبو للمعارض والمؤتمرات، عن تقديره العميق للقائد مني اركو مناوي حاكم إقليم دارفور الذي إنعقد المعرض برعايته، ولنائبه الدكتور محمد عيسى عليو الذي تفضل بافتتاح المعرض، ولوالي ولاية جنوب دارفور السيد حامد محمد التجاني هنون، الذي اشرف علي المعرض، ووقف بنفسه علي كل صغيرة وكبيرة، ولطاقم حكومته، ممثلا في وزيرة المالية، والإدارة العامة للإستثمار والصناعة،، الذين اعطوا ولم يستبقوا شيئاً. وقد شهدت ليالي المعرض نشاطا فنيا وثقافيا، شارك فيه الفنان صلاح ولي الذي تفاعل معه جمهور نيالا بشكل غير مسبوق، كما شارك فنانون محليون من نيالا تقدمهَم الفنان سيد الوكالة. وكان بنك تنمية الصادرات الراعي الذهبي قد نظم يوماً ثقافيا تضمن ليلة ساهرة، واختتمت شركة بتروباش للانشطة المتعددة ليالي المعرض، بليلة مختلفة الطعم بمشاركة فرقة تيراب للكوميديا، اسهمت في الترفيه عن الجمهور الذي تجاوب مع الفرقة.