مقالات

جدل الأغذية المحورة وراثياً

بقلم/ الخاتم إبراهيم الأمين:

مقدمة
مع تزايد سكان العالم في ماعرف سابقا بالانفجار السكاني مع شح الموارد والتي من اكبر مؤشراتها ندرة المياه العذبة الصالحة للشرب، تضافرت الجهود العالمية للتحكم في وفرة السلع الغذائية لإطعام سكان العالم ومقابلة قضية تزايد السكان وكانت آخرها قمة تغير المناخ الأخيرة في غلاسكو واعقبتها قمة للتغيرات المناخية في شرم الشيخ.
نسبة لارتباط التغيرات المناخية ارتباطا وثيقا بقضية الأمن الغذائي ومع تزايد الجدل في الأيام الماضية حول وصول أغذية إغاثية محورة وراثيا للسوادان في ظل ظروف الحرب وشح الغذاء وهذه تعتبر انسب الأوقات لدخول أغذية فاسدة وغير مأمونة العواقب مالم تتخذ التدابير اللازمة لحماية المستهلكين في مناطق الحروب وتفعيل الأنظمة الرقابية المعنية بسلامة الغذاء.
تم طرح هذه التقنية كإحدى البدائل لحل مشكلة إطعام سكان المعمورة الذين من المتوقع أن يصل عددهم 9 مليارات نسمة بحلول العام2050 مع شح في الموارد وموجات جفاف تضرب العالم سنويا مما يفاقم مشكلة الجوع عالميا.

ماهوالغذاء الحور وراثيا ؟
الغذاء المحور وراثيا هو الغذاء الذي تم انتاجه من مادة خام زراعية (حيوانية اونباتية) تم تعديلها وراثيا بإحداث تغيير في حمضها النووي بنقل جين من كائن حي آخر بغرض تغيير في صفاتها وإكسابها صفات جديدة كمقاومة الآفات والحشرات وإنتاج أصناف جديدة ذات صفات مرغوبة أو بغرض إطالة عمرها (shelf life ) وفي الغالب يتم نقل جين من بعض الميكروبات مثل بكتريا Bacillus مثل ماتم في تعديل محصول الذرة الشامية وراثيا في اوربا مما اكسبه صفات مقاومة للحشرات على سبيل المثال،  وقد امتدت هذه التقنية لتشمل كثير من الكائنات الحية من المحاصيل وغيرها وامتلأت بها الأسواق مثل القطن وفول الصويا والطماطم والبطاطا والاعلاف…..الخ.

خلفية تاريخية
بدأت تقنية التحوير الجيني في سبعينيات القرنى العشرين لكن ظهور أول محصول محور وراثيا في العام 1983لكن تمت الزراعة على المستوى التجاري لأول مرة لمحصول فول الصويا في عام 1969 ما واجهته من جدل بيئي وصحي وقتها من وجهة نظر السلامة الحيوية وتأثيراتها الصحية على الإنسان والبيئة.

برغم كل هذه العقبات فقد انتشرت زراعة المحاصيل المعدلة وراثيا حول العالم وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية فقد شهد عام 1996وحده زراعة2,1 مليون هكتار من المحاصيل المحورة وراثيا وارتفعت في العام 1997 إلى 4 ملايين هكتار ويزداد الخطر على دول العالم الثالث نتاج احتكار المعلومات لدى العالم المتقدم والشركات منعددة الجنسيات الناتجة عن إفرازات حقبة العولمة.

والآن ارتفع إنتاج الأغذية المحورة وراثيا بصورة كبيرة لدرحة صعوبة التفريق بينها وبين غير المحور جينيا.

شهد العام 2012 اكتشاف تقنية تحرير الجينوم كوسيلة لتعديل الموروث الجيني وتعمل هذه التقنية كرابط خارجي بقص جزيئات الحمض النووي عن طريق crisc as9 وتعني علميا بالتكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة المتباعدة بمساعدة انزيم cas 9 وربطها في مكان معين، وقد أظهرت تغيرات ملحوظة في حجم ولون الخضار أو الفاكهة وحتى محتواها الغذائي, وقد تباينت مواقف دول العالم من تقنية تحرير الجينوم
فوائد التحوير الوراثيadvantages of GMO
جعل المحاصيل مقاومة لبعض الامراض والآفات والحشائش مما يقلل التكلفة
تحسين القيمة الغذائية
استنباط سلالات سريعة النمؤ
الحصول على أغذية ذات صفات مرغوبة مثل البطاطا التي تستهلك كمية زيت أقل في القلي
تعديل صفات المحاصيل بحيث تصبح مقاومة للظروف البيئية مثل الجفاف الحرارة المرتفعة الصقيع الجفاف وتحمل النقل والتخزين
إزالة الصفات السيئة لبعض المحاصيل
سلبيات التحور الوراثي Disadvantages ofGMO
برغم من ماذكر اعلاه من إيجابيات للهندسة الوراثية genetic engineering إلا أن هنالك كثير من المخاوف التي قد تنتج عن التحوير في صفات المنتج والتي تداعى بذكرها مجموعة من الباحثين في مجال علوم وتكنولوجيا الأغذية والبيئيين حتى في أمريكا والغرب،  ففي أوروبا تسمى أغذية الرعب نفسه محذرين من أخطار صحية على الإنسان والبيئة وقد أوضحوا أن الشركات التي تقوم بتطوير هذه المنتجات لايهمها سوى الربح وتدخلت لمنع نشركثير من الأبحاث العلمية التي اثبتت خطورة هذه المنتجات نذكر من سلبياتها  إجمالا مايلي:
1-ظهور سلالة من البكتريا مقومة للمضادات الحيوية في الامعاء كنتاج لنقل هذه الصفة جينيا إذ أن هذه التقنية تستخدم فيها عملية نقل الجين للخلية وبالتالي نقل صفاتها كماتستخدم فيها الانزيمات والDNA وهذا الخطر تحديدا حذرت منه منظمة الصحة العالمية.
2-اختلاط الأصناف مثلما حدث في أمريكا حيث تم ضبط اختلاط ذرة مخصصة للأعلاف بذرة مخصصة للاستهلاك الآدمي
3-تهديد التنوع الحيوي (enviromental issu)
4-السلالات المستنبطة وراثيا قد تكون أقل مقاومة لأمراض معينة من السلالة الأساسية وبالتالي تطغى عليها مما يهدد السلالة الأساسية بالانقراض وهذا خطر يهدد الصحة وهذه واضحة عندنا في السودان إذ أنه ساد الآن القطن وزهرة الشمس المحورين وراثيا على حساب الأصناف التقليدية التي كانت تزرع في المشاريع الزراعية،  وقد أغرت الأصناف المحورة المنتجين بانتاجيتها العالية وقلة تكلفتها دون النظر للجوانب السلبية ممايلقي العبء على هيئة البحوث الزراعية حول ضرورة إجراء دراسات وأبحاث كافية.
5-ظهور الحساسيات عند تناول المنتجات المحورة وهذا احتمال لايمكن أن نأخذه كأمر مسلم به وخاضع لكل منتج وللشخص المستهلك في اعتقادي إذ أن أمراض الحساسية الغذائية موجودة حتى في المنتجات الطبيعية مثل حساسية جلوتين القمح وسكر الاكتوز والسمسم….الخ لكن تقنية التحور الوراثي ستجعلها أمراض سارية
6-نقل موروث جديد لكائن حي ربما يؤدي لظهور صفة وراثية كانت متنحية أو حدوث تغيير مفرط لصفات وراثية أخرى ينتج عن ذلك ظهور لبعض الجزيئات كالسموم مثلا أو زيادة إنتاجها أو تركيزها في المنتج الجديد المعدل وراثيا ممايؤدي للتسمم عند تناوله
7-كثير من الأمراض لم يتم نشر أبحاثها ومتوقع حدوثها وخاصة أن هذه التقنيات تحتكرها الشركات المنتجة لهذا النوع من الأغذية وبالتالي ليس من مصلحتها نشر ذلك
الخلاصة conlusion))
حتي الآن كل العلماء والباحثين في مجال تكنولوجيا الأغذية والصحة والسلامة البيئية منقسمون على أنفسهم في الحكم على الأغذية المحورة وراثيا والاتفاق الوحيد بينهم أن كل منتج يختلف عن الآخر وبالتالي لايمكن إجراء حكم معمم على كل منتجات التحور الوراثي.
هنالك فجوة معلوماتية كبيرة بين الدول المنتجة للغذاء المعدل وراثيا وبين الدول المستهلكة وهي دول العالم الثالث وبالتالي هذ الأمر يتطلب تفعيل الاتفاقات الدولية المتعلقة بالصحة والسلامة الغذائية والزراعية مثل اتفاقية الصحة والصحة النباتية (sanatiry&pytosanatiry agrement) للوقاية من خطر الأغذية المعدلة جينيا وتعظيم الفوائد المترتبة على هذه التقنية يتطلب الأمر توفير تكنولوجيا الفحص والاختبار لهذا النوع من المنتجات مثل تقنية الPCR
يجب أن يستند قرار منح تأشيرة الدخول أو المنع للمنتجات المحورة بصورة فردية واعتمادا على المحددات الآتية:
أ- سلامة الغذاء food afety
ب- السلامة البيئية enviromental safety
ج- وجهة النظر الاقتصادية economic issue
ضرورة الصرف على البحث العلمي الموجه لهذه التقنية بغرض إثراء المكتبة العلمية الفقيرة لنتائج من هذا النوع خصوصا في الدول النامية.

بقلم م.م.الخاتم إبراهيم الأمين
مهندس مستشار الاغذية والبيئة والمياه
khtimagbash@gmail.com
00249918282912

التاريخ ١١/اغسطس٢

 

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق