القضارف/ بقلم- محمد سلمان المبارك:
ذهبت برفقة الزميل ايمن الحريري عضو تنسيقيات لجان المقاومة، إلى داخلية طالبات كلية الطب بجامعة للقضارف (داخلية الرشيد الطاهر بكر)، فور سماعنا بوفاة طفل اختناقاً إثر إطلاق الغاز إلى المسيل للدموع.
كانت قوة من الشرطة والأمن منتشرة ومرتكزة خارج الداخلية.. اتصلنا على “ناصر ميرغني” الناشط والمتطوع في قضايا النازحين الفارين بسبب الحرب.. أبلغنا بأنه متواجد بالداخلية .. وبالفعل دلفنا للداخل نبحث عنه.. فهو دليلنا والوحيد الذي نعرفه بين الموجودين.
وجدنا القوة المكلفة من الشرطة بقيادة المقدم “محمد المأمون” قد أدارت الأمر بكثير من الحكمة.. حيث رفض قائد قوة الشرطة المكلفة استعمال إطلاق البمبان أو استعمال القوة مع”النازحين” بالداخلية وقاد التفاوض مع الأسر بمساعدة المتطوعين في قضايا النازحين”ناصر ميرغني” و “سعيد أقجي”.. وإدارة ملف النازحين بالبلدية!! واقنعوا بالفعل الأسر بترحيلهم من داخلية الجامعة إلى مدارس بالمدينة.. استجابة لطلب من إدارة جامعة القضارف.. بإخلاء الداخليات توطئة لاستئناف الدراسة بكلية الطب لدفعة تبقت لها الإمتحانات فقط وتعطلت لعدة سنوات.
نجحت قوة الشرطة وإدارة البلدية في إخلاء الداخليات .. حيث مضت عملية ترحيل النازحين بصورة سلسة عبر عربات مستأجرة من الحكومة من”الداخلية” إلى مدارس “الأميرية” بالسلمابي و”سمية بنت الخياط” بديم النور للأسر .. ومدرسة “عثمان دقنة” قرب سوق “الكودة” للرجال.
لم نجد أي أثر لما راج عن وفاة طفل بالداخلية.. فلم يكن هناك عزاء.. ولم يكن هناك إطلاق بمبان أصلا في داخلية (الأسر) الرشيد الطاهر بكر.
كانت توجيهات قائد قوة الشرطة لقواته بالتحلي بأكبر درجات ضبط النفس فلم يستيجيبو لأي انفعالات أو شتائم نالتهم فنجح المقدم ومساعدوه من الضباط وضباط الصف في إكمال عملية الترحيل بسلاسة.
يبلغ عدد الذين تم ترحيلهم من النساء بداخلية الطالبات نحو (900) والرجال بداخلية عمر بن عبدالعزيز نحو (600) شخصاً.
ويبلغ عدد النازحين ببلدية القضارف بمراكز الايواء فقط نحو (14) ألف نازح موزعين على (75) مركز إيواء وهي “مدارس” و”رياض أطفال”.
كانت حكومة القضارف وديوان الزكاة بالولاية يقدما دعما متفاوتا للنازحين.. ولكن انقطع هذا الدعم..وكذلك تقدم بعض المنظمات.. فلاتزال الكثير من الأسر النازحة بحاجة للدعم وتواجه معاناة كبيرة في الغذاء والدواء..!!
على المجتمع والقوى المدنية بالقضارف والمنظمات.. التحرك لتقديم المساعدات للأسر النازحة بالقضارف.. بمدارس الأحياء والمجمعات التي خصصت للايواء.
اطلاق البمبان الذي تم صباحاً كان في داخلية مخصصة للرجال.. إثر اشتباك مع أصحاب العربات والشرطة ورفض الموقع المقترح.
محمد سلمان