محمد وداعة:
مجموعة الاتفاق الإطاري وغالبها من مجموعة الحرية و التغيير، كانت موعودة بجلب (التحول الديمقراطي) على فوهات البنادق
كانت الفلول هي كل مواطني الخرطوم والجنينة وزالنجي فاثخنوا في قتلهم واسرفوا فى نهبهم والتنكيل بهم
لا يمكن استعادة مكاسب اتفاق جوبا الا بعد تحرير دارفور من سيطرة مليشيا الدعم السريع
بعض القوى السياسية تحتاج لترميم وإصلاح علاقتها بالجيش
الحرب غيرت الكثير الخريطة السياسية والاجتماعية والفاعلين الرئيسيين قبل الحرب لم يعودوا كما كانوا أو بذات الفاعلية، أول الخارجين كان قوات الدعم السريع بتمردها على نظام الحكم و شنها لحرب ضروس ضد الجيش والدولة والمجتمع
حاولت الاستيلاء على السلطة بالقوة بمزاعم استعادة التحول الديمقراطى ، وانتهى بها الامر الى مجموعات( نهابة و غنامة ) وعصابات تسرق وتقتل ، نهبت المواطنين و سكنت بيوتهم و دمرت البنية التحتية و المستشفيات و الجامعات ، و استولت على اموال البنوك و الشركات و المصانع ، ارتكبت جرائم التطهير العرقى فى دارفور ووثقت و اعلنت جرائمها بنفسها ، كل ذلك تم تحت لافتة استعادة التحول الديمقراطى ،فخسرت كل شيئ ، بعد ان كانت على مرمى حجر من ان تكون الشريك الاقوى بعد ابرام تحالف مع المجموعة الموقعة على الاتفاق الاطارى ،
مجموعة الاتفاق الاطارى وغالبها من مجموعة الحرية و التغيير، كانت موعودة بجلب ( التحول الديمقراطى ) لها على فوهات البنادق ، ومع الاسف صدقت ذلك ، و لم تتراجع او تتعظ حتى بعد الكشف عن المخططات الاجنبية التى اشعلت نيران الحرب و ادارتها و مولتها و لا تزال ، و بعد ان اتضحت حقيقة وجود الاف المرتزقة من دول الجوار يقاتلون فى صفوف المليشيا المتمردة ، يقتلون و ينهبون كما تقتل و تنهب المليشيا ، و تراجعت فرية ان الحرب فاتورة التحول الديمقراطى ، الى الحرب ضد الفلول ، و كانت الفلول هى كل مواطنى الخرطوم و الجنينة و زالنجى ، فاثخنوا فى قتلهم و اسرفوا فى نهبهم و التنكيل بهم ، فلجأت المليشيا و حلفاؤها الى توجيه آلة الحرب ضد دولة 56 ، و لم تمض ايام الا و ذهب هذا المشروع ادراج الرياح ،
ما يثير القلق على سلامة عقول مجموعة المركزى ، و بافتراض ان الموقف المعلن للجيش لم يتغير ، وسوى كان الجيش فلوليآ ام لا ، مع تغير و تدرج واضح فى اهداف الحرب لدى المليشيا ، فان مجموعة المركزى لم تتغيرنظرتها و لم تتبدل قناعاتها ، و لن تتبدل ما دامت سلمت امرها و قرارها الى مجموعة الخمسة ، لا سيما وان من يحرك الخيوط فى العلن و الخفاء هو ( نفس الزول ) الذى يقود الحرب و يوفر الاسلحة و الذخائر و المرتزقة كما تفعل الامارات ، فتوزعت قيادات مجموعة المركزى فى نيروبى و اديس ابابا و ابوظبى وهى عواصم لها اجندة معلنة تجاه الحرب ، مجموعة نيروبى و اديس و ابو ظبى هى التى تحتكر القرار و المال و المعلومات ، اما مجموعة القاهرة ، فهى مستضعفة و مهمشة و عاجزة عن اصلاح الحال ، فمارست الاحتجاج و ( الزعل) دون جدوى ،
مجموعة تدعى انها تمثل المجتمع المدنى مسنودة و ممولة من الاتحاد الاروبى ، تعمل على ان تكون بديلا للمجلس المركزى ، ان لم تكن الشريك الاكبر ، كما جرى فى تكوين اللجنة التحضيرية لمؤتمر تنسيقية الجبهة المدنية لايقاف الحرب ،وتعمل فى الخفاء على الاتصال بقوى اخرى خارج المركزى و بقيادات فى الجيش ، و تجرى اتصالات باطراف دولية ، لا احد يعلم كيف نشأت هذه المنظمات وما هى اهدافها ، و اين تتواجد ، و ما هى الاعمال التى قامت بها فى تخفيف معاناة و كوارث الحرب ؟ ، لم نسمع شيئ من ذلك ،
اطراف سلام جوبا ، و خاصة مسار دارفور ، ابرمت اتفاق جوبا وهو يختص بالاساس باقليم دارفور و من اجله، هذا الاتفاق خرجت عليه بعض فصائله و اعلنت انضمامها للدعم السريع ، و اكبر الحركات اعلنت موقفآ محايدآ بتبرير كان مقبولآ فى ان تستطيع حماية انسان دارفور ، و فشلت هذه الحركات فى تحقيق هذا الهدف بمهادنة المليشيا ، التى اخرجت غالب الاقليم عن سيطرة الحكومة و الحركات ، و استباحت المدن قتلآ و نهبآ و تصفيات عرقية ، و لم يعد للاتفاق اى اثر على الارض ، اللهم الا بعض من محاصصات السلطة التى نص عليها الاتفاق ،بعض الحركات انشقت على نفسها ، التحالف السودانى ( طمبور) انفرد بموقف و رؤية واضحة للحرب و ظل ثابتآ عليها ، لذلك لا يمكن استعادة مكاسب اتفاق جوبا الا بتحريرالاقليم من سيطرة مليشيا الدعم السريع وهذا يتطلب موقفآ ملائمآ ربما يكون الدمج الفورى لقوات الحركات احد الخيارات الممكنة، كما يبدو واضحآ اهمية فتح حوار حول مستقبل الاتفاق بعد التشققات التى اصابته،و تباين مواقف مكوناته من الحرب ،
الوضع على الجميع يبدوا قاتمآ ، ومع ذلك يمكن ترتيب و اعادة الاصطفاف الوطنى على اسس و فرضيات جديدة ، ربما اولها التوافق المتاح على تكوين حكومة ( طوارئ ) مدنية مستقلة تمامآ ، دون اى محاصصة بما فى ذلك اطراف سلام جوبا ، و ثانيها الاتفاق على تكوين اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدستورى و فورآ و دون عزل لاحد الا المليشيا و اعوانها ، ، و ان تتفرغ القوى السياسية لوضع برامج و خطط اعادة هيكلة الدولة و بناء ما دمرته الحرب ، كما يجب على القوى السياسية و المدنية استعادة علاقتها مع الشعب و الاعتذار له عن الاخطاء الكارثية التى وقعت فيها ، و البداية الصحيحة لذلك تكمن فى قطع علاقاتها مع اجهزة الدول الاجنبية و اجندتها ، و اعلان موقف واضح بالانحياز للشعب ، و ادانة جرائم و انتهاكات مليشيا الدعم السريع ، وليس سرآ ان بعض القوى السياسية تحتاج الى ترميم و تصحيح علاقتها بالجيش و ربما يكون اقصر طريق لذلك يمر عبر اعلان موقف مساند له ، مؤسف ان بعض قوى المركزى واخرى فى الاطارى تقاتل الى جانب المليشيا المتمردة ، هذه القوى ارتكبت اخطاء استراتيجية ، خسرت كل شيئ و لا يمكن للشعب الذى خانته ان يغفر لها.
13 نوفمبر 2023م