مقالات

محمد بابكر يكتب: الجهل أساس خيانة الوطن

أسمى معاني التضحية والوفاءهو بذل الغالي والنفيس لأجل الوطن و تقديم كل ما هو ثمين وعزيز على النفس، سواء كان الوقت أو الجهد أو المال أو حتى الروح في سبيل رفعة الوطن والدفاع عنه.
حينها يصبح حب الوطن والدفاع عنه بالروح وبالمال دافعاً للعطاء اللامحدود والتضحية دون انتظار مقابل هكذا قرأنا في الماضي ورينا في الحاضر كيف يفدي الابطال أوطانهم. وكيف يسيطرون بدمائهم لا بالشعارات الزائفة حبهم وولائهم للوطن.

وعلى النقيض من ذلك فإن انسياق بعض الأفراد للعمل ضد بلدانهم وشعوبهم والسير في ركاب دول معادية لبلدانهم وخيانة اوطانهم وولائهم لعدوهم هي ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه، تنبع من تفاعل عوامل نفسية واجتماعية وسياسية واقتصادية. لا يمكن تفسيرها لسبب واحد بل هي نتيجة لمجموعة من الدوافع التي تستغلها جهات خارجية وأستخبارات دول معادية لتحقيق أهدافها.

يمكن تصنيف الأسباب التي تدفع البعض لخيانة أوطانهم إلى عدة أوجه فقد يعتنق البعض أيديولوجية سياسية أو فكرية تتعارض بشكل جذري مع نظام الحكم أو التوجه العام في بلده. هذا التعارض قد يدفعه للبحث عن دعم خارجي من دول تشاركه نفس الفكر معتبراً أن ما يفعله ليس خيانة بل نضال من أجل معتقداته.

في بعض الحالات، يكون ولاء الفرد لحزب أو تنظيم أو فكر أممي أقوى من ولائه لوطنه. و هذا يجعله أداة سهلة في أ يدي القوى الخارجية التي تدعم تلك التوجهات.

المال هو أحد أكثر الدوافع شيوعًا لخيانةالوطن.
فقد يعاني شخص من ضائقة مالية أو يكون جشعًا بطبعه ضيف الولاء لوطنه مما يجعله عرضة للتجنيد من قبل أجهزة استخبارات أجنبية مقابل مبالغ مالية أو مكاسب مادية أخرى.

تلاشي معنى الوطن في نفوس البعض يجعل من السهل عليهم خيانته. هذا الضعف قد ينتج عن سوء التربية، أو الشعور بالاغتراب داخل المجتمع، أو غياب الهوية الوطنية الواضحة.

قد يرى البعض في العمل مع جهة أجنبية فرصة لتحقيق الذات أو الحصول على مكانة لا يستطيعون تحقيقها في وطنهم.

ايضا تستغل أجهزة المخابرات الأجنبية الأخطاء الشخصية أو السقطات التي يقع فيها بعض الأفراد (مثل التورط في علاقات غير مشروعة أو ديون) لابتزازهم بها والضغط عليهم للتعاون ضد بلدانهم.
الخوف من الفضيحة قد يدفع الشخص للرضوخ والتحول إلى خائن.

في بعض الحالات، قد يتعرض الشخص أو عائلته للتهديد المباشر، مما يجبره على العمل ضد وطنه قسرا.

تستخدم الدول التي تهدف إلى تدمير دول أخرى أبناءها الخونة كأدوات فعالة ورخيصة لتحقيق أهدافها عبر عدة طرق منها

تجنيد هؤلاء الأفراد لجمع معلومات حساسة عن قدرات بلادهم العسكرية والاقتصادية والسياسية.

هؤلاء يستخدمون كطابور خامس لنشر الأكاذيب والإشاعات بهدف إضعاف الجبهة الداخلية وزعزعة استقرار المجتمع.

يعملون على إثارة النعرات الطائفية أو العرقية أو السياسية لتفتيت الوحدة الوطنية.

في الحالات القصوى، قد يشاركون في أعمال عنف أو قتال مباشر ضد جيش بلادهم، متحالفين مع العدو وهذا كله حدث في السودان ابان حرب مليشيا الدعم السريع التي تدور الان في ربوع بلدي الحبيب.

المجتمع يُنظر إلى خيانة الوطن كواحدة من أبشع الجرائم لأنها تستهدف وجود الكيان الذي يوفر الهوية والأمان لملايين البشر. وحتى الجهات التي تجند هؤلاء الخونة غالبًا ما تحتقرهم وتنظر إليهم بدونية، لأن من يخون وطنه يمكن أن يخون أي شخص آخر.

عليه قد يكون الشخص الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب ذا وعي عميق وخبرة عملية في مجالات عدة وولاء لوطنه يفوق ولاء أولئك المتعلمون (بتوع المدارس) فيمكن لشخص يمتلك شهادات عليا أن يكون جاهلاً في أمور الحياة المختلفة إذا اكتفى بمعرفة سطحية او أكاديمية فقط ضعيف الولاء لوطنه.
مانلاحظه في ان نسبة العملاء والمتآمرين على اوطانهم هم غالبا يكونون من حملة الشهادات العليا (الكرتونية) وهذا هو الجهل بعينه.
معظم الذين يعارضون الدولة السودانية على اختلاف الحكومات المتعاقبة كانو دائما يجلبون الدمار وعدم الاستقرار للشعب السوداني وهم من حملة الشهادات الكرتونية التي يعتقد أصحابها انهم أنبياء معصومين ويتقمصون دور المنقذ والمخلص وأنهم فوق القانون ومادرو انهم أجهل من جهل.
ورغم ذلك هنالك من نالوا درجات علمية عليا وقدمو لاوطانهم كل غالي ورخيص بل كانو قيادات التغير والتطوير في بلدانهم.

كل الحروب التي دارت في كوكبنا هذا كان وقودها الجهل والمتعلمون الجهلاء الذين يحومون حول ذاتهم بل يعتقدون انهم هم مركز الكون.
المتعلم الجاهل هو من نال درجة علمية من إحدى الجامعات لكنه لايفقه شيئأ حتى في تخصصه الذي نال به درجة علمية فهو كالحمار يحمل أسفارا.

العلم نور مقولة جميلة لكن في ذات الوقت اي علم لايكون مفيدا للبشرية فهوغثاء واي علم لايرتقي بصاحبه فهو مردود عليه فالعلم يرتقي بالامم والجهل يقود الي الانحطاط والتبعية والتردي والعمالة وخيانة الوطن.
على من يخونون اوطانهم ان يرتقوا بأنفسهم من بؤرة الجهل الذي يعيشون فيه والتخلي عن معادات شعوبهم و أوطانهم التي ترعرعوا فيها وارتووا من نيلها ومشوا على أرضها وأن يمدوا أيديهم بالخير لاهلهم كفانا بؤسا وحروب.
إن كان لابد من حرب فلنوجه أسلحتنا لصدور أعدائنا لا لصدور أهلنا وإن كان لابد من حرب فلنحارب الجهل والفقر والمرض.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى