أخبار وتقاريرمنوعات وفنون
بنطون كدباس.. حكاية الريس والمعاش
معتصم الشعدينابي:
يمسك الريس يحيى سعيد ب(دفة) البنطون منذ عشرات السنين، في نواحي الشقلة بمحلية بربر، حيث كان ومايزال البنطون هو وسيلة العبور الرئيسية بين الضفتين الشرقية والغربية وربما الوحيدة بالنسبة للمركبات في هذه المنطقة.
لكن يبدو أن الريس سعيد، ليس سعيدا بما آل إليه حاله بعد عقود من الخدمة لازم فيها البحر وصارع أمواج الدميرة بعنفوان الشباب.
بدا وكأنه يعبر بنظره قبل البنطون إلى الضفة الغربية للنيل، وكأنه يحسب عدد المرات التي (قطع) فيها هذا النهر خلال أكثر من ثلاثين عاما تنقل فيها بين الشقلة اب حراز العبيدية، كدباس والباوقة.
سلمت عليه واستأذنته لاقتطاع بعض وقته في ثرثرة تعينني على تقديم مادة صحفية خفيفة عن البنطون الذي حاز على نصيب وافر من الأغاني مثل القطار واللوري عندما كان ينفرد بأنه الوسيلة الوحيدة للتنقل بين ضفتي النهر.
وافق بكل بشاشة الريس يحيى سعيد، على الدخول في فاصل من (الونسة) ريثما يحين وقت تحرك البنطون، وحينما عرف أني سأنشر الدردشة على الصحافة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، تغيرت نبرته وتعابير وجهه وظن أن البحر قد قذف إليه من يحل أزمته ورفاقه مع السلطات.
هنا تحول مؤشر المشاعر وارتفعت عنده درجات الأمل والتفاؤل وتراجع مقياسي إلى نهايته، فالرجل بدأ يتحدث عن حقوق لعشرات السنين حان وقت قطافها ظنا منه أن الحكومة تستجيب لنداءات ومناشدات الصحافة، فانتقلت إلي عدوى الشرود لبعض الوقت .
ليس كل منظر جميل حوله قصص رومانسية وليس كل كادح وراءه قصة مثالية تنتهي بالرضا والإنصاف.
انتهت فترة الريس يحيى الرسمية كعامل دولة يتبع لمحلية بربر بولاية نهر النيل، قبل أشهر، وأحيل إلى التقاعد الإجباري – مع آخرين- لكنه يواصل العمل الآن بتعاقد خاص في بنطون كدباس بمنطقة الشقلة.
الريس يحيى سعيد ورفاقه لديهم مستحقات نهاية خدمة لدى حكومة ولاية نهر النيل محلية بربر ولم يحصلوا عليها بعد على قلتها.
تغير شكل القصة وشكل الحوار ولم تخرج المادة كما خططت لها ولكن سنعود للتفاصيل الجميلة حينما يبلغنا الريس يحيى بأنه سعيد بصرف مستحقاته مع رفاق البحر والمعاش.