مقالات

الطريق إلى القرية (٦) انهيار المقاصد والمباني

صوت القلم

د.معاوية عبيد

هممت باكراً انا و عيالي بالذهاب الي القرية ( ٦) المناصير بمحلية الدامر ، هذه القرية الوادعة الواسعة المترامية الأطراف لجأ إليها الفارين من جحيم حرب الخرطوم عندما لما يجدوا مأوي ، لاذوا الي هذه الديار التي استقبلتهم بكل حفاوة وكرم فياض ( منصورى موقد نار ، انا من اعز ديار ) رغم قلة مؤنتهم من ماء و كهرباء ، الطريق الي القرية ( ٦) يحزنك كثيرا وانت تقطع الاسفلت من مدخل مدينة الدامر الي القرية تمر باراضي زراعية شاسعة متسعة، محاور المياه ترمي علي قارعة الطريق وقد تسلل إليها حرامية هذا الزمان وسبقهم إليها حرامية التخطيط العشوائي أو غير المدروس ، الطريق الي القرية يمر محاذياً لترعة المشروع الزراعي الضخمة التي تنؤ بحمل المياه و لكنها لا تجد من يستفيد منها و ليست هنالك زراعة ، وانا اقود السيارة سرحت بخيالي بعيداُ ،( وحولي البساتين الخضراء و حقول القمح ، و المزارعين يجوبون حقولهم وهم وسط ابقارهم ، وانا شارد الذهن في هذه الأحلام الخضراء التي قطعها صوت ابني وهو يردد أين هذه القرية ، مرت ساعة ونحن نجول ببصرنا يمنة ويسري ولا نجد غير السراب و الأرض اليباب، التي تنادي الشباب ان هلموا الي هذا الكنز الذي من أجله صابتنا السهام و الحراب، رددت علي ابني بإذن الله دقائق معدودة و نصل الي القرية ، اول مرة تطأ اقدامي هذه القرية، قابلنا اول شخص في هذا الطريق سألناه عن الطريق إلي القرية ، فاجاب بأننا علي مقربة منها ، هنا فرح أبنائي واصبح كل واحد يحدد ملامح المنزل الذي سنسكن فيه …. بحمد الله وصلنا القرية ( ٦) ولكن يا للهول… وجدنا اطلال ، نعم اطلال ، قادني خيالي الي سواكن وجزرها … سألتني ابنتي في اي قرن تم تشييد هذه القري ؟ اجبتها يا ابنتي هذه القري بنيت نسبة لتهجير أهلنا المناصير من اجل بناء سد مروي ، افتكرت ابنتي أنني قلت لها بنيت منذ العهد المروي، لما رأته من دمار حدث لهذه المنازل التي تم تشييدها في العام ٢٠٠٥م تقريباً ، رغم أنها خططت بصورة علمية و تم توصيل اعمدة الكهرباء إليها و بها أسواق ومدارس ومستشفيات وجامعات إلا أنه تم بنائها بصورة عشؤائية و من غير مهنية أو ضمير أو مسؤلية فمواد البناء كانت من الطوب اللبن ( الاخضر ) وعمل ( بياض ) اسمنتي فانهارت المنازل من اول مطرة ، أضف الي ذلك تمسك السكان بالبقاء في مناطقهم وعدم إعمار هذه القرية أيضا جعلها عرضة للسرقة والنهب و الدمار ، أيضا تقصير الدولة في عدم تكملة الخدمات في هذه القرية و اهمها المياه و الكهرباء جعلت السكان يعزفون عن السكن بها حتي ولو بالايجار.، رغم أن بقية القري مكتظة بالسكان وبها حركة دوؤبة ، وجود الوافدين بهذه القرية و خاصة اهل الرأي يجب أن يلفت نظر المسؤلين بالدولة لاعادة النظر و الضرب بيد من حديد في اعمار هذه المشاريع بصورة يستفيد منها الوطن و المواطن …. خيراتنا و اراضينا نحن من نساعد علي سرقتها ، القرية ( ٦) ضاعت المباني و قبلها المعاني ، فيجب علينا تداركها فما زال هنالك شباب قابلتهم وهم مسؤلي اللجان لديهم من الهمة و النشاط وحسن الاستقبال و عندهم امل في أن تكون قريتهم افضل من المدن المجاورة لثقتهم برب العباد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق