حقوق الإنسان
تجنيد نحو 8 آلاف طفل للمشاركة في الحرب
الاحتفال باليوم العالمي للطفل بطعم العنف والنزوح والتشريد
14 مليون طفل بالسودان بحاجة للمساعدات المنقذة للحياة وما خفي أعظم
الساقية برس- سنجة- حنان الطيب:
يحتفل العالم من كل عام باليوم العالمي للطفل الذي يصادف العشرين من سبتمبر الذي تم اعتماده من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1954،لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاهتهم ،وفي ذات اليوم من العام 1989 صدرت الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي صادق عليها العالم دون تحفظ ،ومنذ العام 1990 يحتفل باليوم العالمي للطفل بوصفة الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة ،لإعلان حقوق الطفل والاتفاقية المتعلقة بها .
يهدف هذا اليوم لتعزيز الوعي بأهمية بحقوقهم وحمايتهم وتوفير البيئة الآمنة والصحية لنموهم وتطويرهم ،كما يسعى للتأكيد على حقوق الطفل في الحياة والتعليم والصحة والحماية من التميز والاستغلال ،بجانب تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الأطفال في جميع أنحاء العالم ،مثل الفقر التميز،التعليم غير المتساوي ،والأوضاع الصحية وغيرها القضايا المهمة من خلال التوعية والتحفيز على اتخاذ الإجراءات لتحسين حياة الأطفال وتحقيق التغيير الايجابي والارتقاء بأوضاع الأطفال في جميع إنحاء العالم .
إلا أن احتفالية هذا العالم في السودان جاءت بطعم مختلف بطعم النزوح والتشرد وعدم المأوى ،وافتقاد رب الأسرة وربما كل الأسرة ،وهناك اطفال تائهين لا يعرفون مكان أسرهم بسبب الحرب اللعينة في البلاد،فضلا عن افتقاد الأطفال لأبسط مقومات الحياة من صحة واكل وشرب ومعاناتهم من الاضطرابات النفسية وويلات الحرب مما شاهدوها وعايشوه بأم أعينهم من عنف وقتل ودمار،فوضعهم يدعو للشفقة في مناطق النزوح واللجؤ والصراعات وبمراكز الإيواء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ولسان حالهم يقول ما مصيرنا فهل من مجيب ؟
وقال عدد من الأطفال داخل مركز الإيواء بمدرسة أمنة بنت في احتفالية اليونيسيف مع بعض الجهات ذات الصلة بقضايا الأطفال بهذا اليوم بولاية سنار محلية سنجه وعلامات البؤس والشقاء رسمت على وجوههم البريئة،قالوا كنا نتمنى أن نكون في مقاعد الدراسة وننعم بالاستقرار والأمن والأمان والسلام في بيوتنا لنشعر بطعم هذا اليوم في مدارسنا مع الأصدقاء والأصحاب،ناشدوا الدولة والجهات المعنية بأمر الطفولة بحمايتهم من العنف وتوفير كافة حقوقهم الصحية والتعليمية ،مشيرين لعدم الاهتمام بأطفال السودان بتوفير حقوقهم قبل الحرب ما بالك بعد الحرب بعد تدمير المؤسسات الصحية والتعليمية وغيرها . واصفين مصيرهم بالمجهول متمنين أن يحتفلوا العام القادم في مدارسهم وينعمون بالاستقرار والأمان.
فيما رسم عدد من الناشطين والمهتمين بقضايا الطفولة صور قاتمة عن واقع ومصير الأطفال ما بعد الحرب خاصة وان الإحصائيات والتقارير أشارت لتجنيد نحو 8 ألاف طفل للمشاركة في الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع ،إضافة لمعاناة الكثيرين من الاضطرابات النفسية ناشدوا أن يكون هناك دعم نفسي للأطفال داخل الأسر بمعسكرات الإيواء،وان تكون معالجة كافة قضاياهم في أولي أولويات الدولة بتوفير الميزانيات الصديقة للأطفال وغيرها من الحقوق التي كفلتها المواثيق والاتفاقيات الدولية .لان الأطفال يمثلون نصف الحاضر وكل المستقبل .
من جانبه قال الخبير في مجال الطفولة الأستاذ ياسر سليم تجئ احتفالية هذا العام وهناك 3 مليون طفل يفرون من العنف بسبب الحرب بحثا عن الأمان والغذاء والمأوى والرعاية الصحية الأولية داخليا ،و5 مليون شخص لاجئ بدول الجوار بينهم أكثر من 2 مليون طفل قد نزحوا حديثا،مع وجود أكثر من7 مليون نازح داخليا، نجحنا بجدارة في جعل السودان يعاني من أكبر أزمة نزوح للأطفال حيث وصفتها اليونيسيف
(This is the largest child displacement in the world)
تسببنا في أن يكون هناك 19 مليون طفل غير قادرين على العودة للمدارس وذكرت اليونيسيف بان هذا أسوء الأزمات التعليمية في العالم
كما جعلنا 14 مليون من أطفالنا بحاجة ماسة إلي المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة ،ويعيش العديد منهم في حالة من الخوف الدائم من التعرض للقتل أو الإصابة أو التجنيد أو العنف الجنسي والاغتصاب ،بجانب التسبب في أن يفتقر أكثر من 7 مليون طفل لمياه الشرب الآمنة ،وما يقرب من نصف هؤلاء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يواجهون خطر الإصابة بأمراض كالإسهال والكوليرا فضلا عن معاناة 700 ألف طفل من سوء التغذية الحاد ومعرضون لخطر الموت دون علاج.أردف متى ما دفع الأطفال ثمنا على حساب حقوقهم ومستقبلهم ،دفعت البلاد ثمنا أغلى حيث أن التضحية بهؤلاء الأطفال يفقد قدرة السودان على النمو.
من ناحيته قال مجلس رعاية الطفولة ولاية الخرطوم هناك 14 مليون طفل بالسودان بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة ،ومعاناة 700 ألف طفل من سوء التغذية الحاد وتعرضهم للموت مع انعدام الغذاء ،قال أن حماية اطفال السودان مسؤولية كل العالم .