مقالات
من ساحل البحر الأحمر لسهل البطانة.. كيكل صيد المخابرات الكبير
بكري المدني:
أكثر من جهة يمكنها أن تدعي و-بعض الإدعاء صحيح- أن لها سهما في انضمام القائد أبوعاقلة كيكل للقوات المسلحة في معركة الكرامة، ولكن القوس الذي انطلقت منه كل السهام نحو الصيد الكبير كيكل كان جهاز المخابرات العامة.
منذ أن تفجرت حرب ١٥ ابريل أدرك جهاز المخابرات العامة البعد الأهلي لهذه الحرب ومحاولة استغلال مليشيا الدعم السريع لأبناء القبائل فيها عودا لطبيعة التشكيل الأول والقائم للمليشيا وهو ما حدث فعلا.
تحركت الدائرة المعنية بالقبائل في جهاز المخابرات العامة وبدأت عملها المكافح لنشاط المليشيا وسط القبائل فكانت التنسيقات المقاومة للإدارات الأهلية التى باعت نفسها للمليشيا، ونجح جهاز المخابرات العامة من خلالها في استعادة العديدمن أبناء القبائل والمجتمعات الأهلية ولا يزال، ولكن يبقى أبوعاقلة كيكل هو أكبر صيد نجح جهاز المخابرات في الإحاطة به وإقناعه بالانشقاق عن مليشيا الدعم السريع والإنضمام القوات المسلحة.
من خلال ذات الدوائر وبإشراف ذات الدوائر المتخصصة نجحت المخابرات العامة في ملف أبوعاقلة كيكل حتى استوى وجرى الإخراج على النحو المشهود.
من ساحل البحر الأحمر إلى سهول البطانة كتب سيناريو إنضمام كيكل وكانت السيناريوهات الأخرى ممكنة من محاربته عسكريا والتربص به لقتله مثل بقية قادة مليشيا الدعم السريع امثال علي يعقوب والبيشي ولكن لأن استمالته كانت ممكنة والفائدة المرجوة من حياته أفضل من مماته كان التقدير أن يستكمل ملف المخابرات العامة حول كيكل حتى النهاية والتى ستشكل بداية جديدة في معركة الكرامة.
آن الأوان للفريق مفضل أن يضع ملف كيكل على الطاولة ليتابع بقية الملفات الأخرى الكثيرة المفتوحة أمامه والمتعلقة بمعركة الكرامة من ملف العمليات التى تشارك فيها المخابرات بأكثر من لواء مسلح وإلى عمل التنسيقيات والقوى السياسية وحتى الملف الخارجي وكلما اكتمل فصل يبدأ سعادة الفريق فصلا جديدا.