مقالات
غزة.. مجلس الحرب الدولى
محمد وداعة:
*تستطيع الدول العربية قطع علاقاتها مع اسرائيل ، و على الاقل سحب سفراءها*
*الدول العربيةتستطيع دعم المقاومة بالمال و السلاح و ادخال المساعدات الانسانية و الاغاثات*
*سقطت كذبة ارض الميعاد ، و سقطت (الحضارة ) الغربية المزيفة*
*اذا انهارت المقاومة الفلسطينية ، تكون اسرائيل قد حققت حلمها من النيل الى الفرات*
باغلبية 153 صوتآ و معارضة 10 و امتناع 23 عن التصويت ، اعتمدت الامم المتحدة قرارآ يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ويكرر مطالبة الجمعية العامة لجميع الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي- بما في ذلك القانون الدولي الإنساني- خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين ، ويطالب القرار بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وبضمان وصول المساعدات الإنسانية ، و يعرب القرارعن قلق الجمعية العامة بشأن الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة ومعاناة السكان المدنيين، ويشدد على وجوب حماية المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين وفقا للقانون الدولي الإنساني ،
على الرغم من أن قرارات الامم المتحدة ليست ملزمة قانونا، على عكس قرارات مجلس الأمن الدولي، إلا أنها تعكس الرأي العالمي ، و يعتبر القرار ادانة للانتهاكات الاسرائيلية فى غزة ، و يعبر عن تضامن دولى واسع لايقاف الحرب ، القرار تضمن ادانات للجرائم الاسرائيلية بما فى ذلك عرقلة وصول المساعدات الانسانية ، و على الاقل فان القرار يعتبر مكسب معنوى لجهة كشف الخلل الكبير فى المعايير التى تحكم طريقة اتخاذ القرارات فى مجلس الامن ، اذ ان دولة واحدة من الدول دائمة العضوية فى المجلس ( امريكا ، روسيا ، بريطانيا ، فرنسا و الصين ) تستطيع ابطال اى قرار يمكن ان يصدر باجماع بقية الدول و البالغ عددها 181 دولة ، و كما حدث فى الاسابيع الماضية فشل مجلس الامن فى اصدار قرار بوقف اطلاق النار فى غزة ، ليس هذا فحسب ، بل ان عدد من الدول دائمة العضوية فى المجلس قامت بالتحريض على استمرار الحرب ووفرت الاسلحة لاسرائيل و حشدت الجنود و شاركت فى القتال بشكل مباشر الى جانب اسرائيل ،
مشروع القرار قدمته 21 دولة عربية ، و لم يأت القرار مبرأ من العيوب ، فحمل فى طياته طلبآ باطلاق سراح الاسرى فورآ ، وهو بذلك يقايض وقف اطلاق النار الفورى باطلاق سراح الاسرى الفورى ، القرار اخذ بالشمال ما اعطاه باليمين ، و قضى بتجريد حماس من الورقة القوية التى تمتلكها ، و على الاقل لم يفرق بين الاسرى المدنيين و الاسرى من العسكريين ، وهو امر يفترض ان يخضع لاتفاق وقف اطلاق النار و الياته و اجراءاته ،
ما جرى يؤكد ان الانتظار سيطول حتى يصدر مجلس الامن قرارآ ملزمآ لاسرائيل بوقف حرب الابادة فى غزة ، امريكا اعطت اسرائيل مهلة حتى نهاية الشهر للاجهاز على حماس و طالبت حماس باعلان الاستسلام ، و دول مثل المانيا و فرنسا و بريطانيا اعلنت رفضها لوقف الحرب ، ومن الواضح ان الحرب ستتوقف بهذا الشرط ، وهو شرط لا يزال بعيد المنال ، المقاومة الفلسطينية قدمت صفحات اسطورية فى استبسالها فى القتال رغم الدمار الهائل و الضغوط من حتى الاشقاء و الاصدقاء ، و كبدت اسرائيل خسائر فادحة ، لم تخسر مثلها فى كل حروبها السابقة ،اسرائيل تنزف بشدة و المستوطنين يهاجرون الى الخارج ، جيش الدفاع الاسرائيلى يتلقى ضربات موجعة ، سقطت كذبة ارض الميعاد ، و سقطت (الحضارة ) الغربية المزيفة ، المؤيدون لاسرائيل يتراجعون ، و الاحتجاجات تعم دول العالم ( المتحضر) خاصة الدول التى ساندت اسرائيل ، فلسطينيى الضفة الغربية يعلنون الاضراب عن فتح اسواقهم ، فبئس ما تفعلون ، ستقتلون و تهجرون كما يقتل اهل غزة و يهجرون ،
وحدها الدول العربية ، و حكومة عباس فى الضفة الغربية تقف عاجزة و مشلولة ، ولا يبدو انها ستحصل على قرار بايقاف حرب الابادة فى غزة قريبآ و لو لحفظ ماء الوجه ، هنالك ارادة اسرائيلية مسنودة بامريكا و الدول الغربية لانهاء الوضع فى غزة لصالح اسرائيل ، ومع الاسف لا توجد اى مبادرة خارج الاطار التقليدى ، تستطيع الدول العربية قطع علاقاتها مع اسرائيل ، و على الاقل سحب سفراءها ، و تستطيع على الاقل دعم المقاومة بالمال و السلاح ، وربما تتمكن من ادخال المساعدات الانسانية ، و تستطيع ان تغير التاريخ للابد باعلان الحرب على اسرائيل، و لديها خيار الانسحاب من مجلس الامن ، فقد اصبح مجلسآ للحرب ، اذا انهارت المقاومة الفلسطينية ، تكون اسرائيل قد حققت حلمها من النيل الى الفرات.
14 ديسمبر 2023م