مقالات

ضوء على خطاب عقار.. هجمة مضادة من المغالطات والشائعات البديلة..!

بقلم/ عبدالله رزق أبوسيمازة 

من الممكن تمييز مكونين لخطاب الكوماندر مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي ،الذي وجهه للشعب مساء يوم الإثنين، مكون معلن وآخر مخفي.
ففي المعلن، تبرز حزمة من المغالطات والشائعات المضادة لتؤلف خطاب المرحلة لغرض استنهاض الهمم (بعد كتلة مدني) على عتبة تطور سياسي جديد (مفاوضات عنتيبي) من أجل مواصلة الحرب (حتى آخر جندي على حد تعبير البرهان في آخر خطاب له)، وهو ينطوي على موقف ضمني رافض للتفاوض ولأي مسعى لإنهاء الحرب سلما.
فانطلاقا من فرضية تعتبر (الدعاية والاشاعة إحدى ادوات العدو) كما قال، انتحى خطاب عقار نحو هجمة مضادة تعتمد كليا على الدعاية والإشاعات البديلة لترميم ما تبقى من يقين أو طمأنينة بددتهما الحرب ومعطياتها الميدانية، بشأن الحسم العسكري للمعركة.
وقد حل مالك عقار محل البرهان في تقديم خطاب الطمأنينة الزائفة واليقين المهزوز، لأن الجنرال يتهيأ الآن للقاء خصمه حميدتي المتوقع حدوثه في أي (كسر من الثانية) خلال هذا الأسبوع حيث يبدو غير ملائم التفوه بحديث غير ملائم بين يدي اللقاء، (حديث من قبيل السخرية من إيغاد وجهودها لإنهاء الحرب كما ورد في خطاب عقار).
ويتألف الخطاب الذي يمكن إدراجه ضمن الاستجابات لدعوة علي كرتي أمين الحركة الإسلامية للانقلابيين، ل(مصارحة الشعب بالحقائق وعدم تركه نهبا للشائعات) من مجموعة من الحقائق المقلوبة، مثل : إن الحرب لم تبدا في 14 أبريل، وإن الفلول والإسلاميين لاعلاقة لهم بالحرب (رغم أن امريكا عاقبت أمين الحركة الإسلامية واثنين من قادة جهاز أمن البشير)، وان انتشار الدعم السريع لايعني السيطرة ، وان تمدده لا يعني الانتصار، وان الجيش منتصر (على الرغم من ان الجيش، بدلا من الانتقال من مربع الدفاع إلى مربع الهجوم بدأ منذ يونيو الماضي الإنسحاب من بعض المواقع التي ظل يدافع عنها منذ بدء الحرب في بعض من ولايات دارفور وغرب وجنوب كردفان، بالإضافة لولاية الجزيرة).
لعل أهم ما تضمنه خطاب عقار هو تمرير مشروع المقاومة الشعبية الذي تم تدشينه رسميا وشعبيا في سواكن والذي ينشط من خلاله الفلول لتوسيع نطاق الحرب وتحويلها لحرب أهلية شاملة ومباركته كإطار لمليشيا جديدة يتهيأ رحم القوات المسلحة للدفع بها لمسرح الحرب العبثية.
ويتمثل المسكوت عنه في خطاب عقار ، في تجاهل لقاء (البرهان -حميدتي) الوشيك، والاستنكاف عن الإشارة للبرهان والإشادة بقيادته ل”معركة الكرامة”، ونفي تهمة الخيانة عنه كما فعل الناظر ترك في حفل تدشين المقاومة الشعبية.

فقيادة الجنرال موضع خلاف وسط معسكر دعاة الحرب حيث يدعو قسم من الفلول والإسلاميين للإطاحة به،غير أن أهم ما تجاهله خطاب عقار هو المأساة الإنسانية التي لا تني تتفاقم يوما بعد آخر، في ظل الانكار المطلق للوقائع الكارثية للحرب.

فالانتصار الذي يحتفي به عقار راح ضحية له أكثر من 12 ألف قتيل ، و7 مليون لاجيء ونازح داخلي، يتنقلون مشردين من مكان لآخر بحثا عن أمان لاوجود له في كل البلاد، ويماطل عقار وشركاه في حكومة الأمر الواقع في إقرار وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار كدلالة على أن مايهمهم هو استمرار الحرب كبيئة مواتية لضمان مصالحهم الخاصة على حساب مصالح مجموع الشعب السوداني.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق