مقالات
ضحية النزاع
بقلم/ أمل عبدالعزيز:
أثرت الأحوال التي تمر بها البلاد على المرأة السودانية تأثيرا كبيرا، فدوما كانت الأم الحنون والأخت العطوف والزوجة الصبورة والإبنة المطيعة وقد عرفت بحبها لبيتها وأولادها وطاعة زوجها.
وإن ترابط المجتمع السوداني سببه المرأة السودانية برجاحة عقلها وبصبرها وإدراكها للأمور وقد لعبت المرأة دورا كبيرا في هذا الترابط والتراحم في المجتمع الأسري السوداني بأخلاقها وحشمتها كما كان لها دورا كبيرا في الحياة السياسية.
وقد ساهمت في البناء والتنمية بعلمها، ولكن هذه المرأة أصبحت تعاني بشدة من الظروف التي فرضتها عليها الحرب، حيث كانت هي الأكثر تضررا فقد وقع على عاتقها جراء هذه الحرب الغاشمة أثار نفسية وجسدية ومادية وهي تصرخ ولا أحد يسمع صراخها وهي تبكي ولا أحد يمسح دموعها.
هذه المرأة فقدت ابنها بالموت في المعارك وفقدت شرفها بالاعتداء عليها بالاغتصاب وتمزق قلبها وصغيرها يصرخ بالجوع وتؤلمها عظامها من شدة الخوف وهي صابرة وصامدة على كل هذا.
لا أحد يشعر بها وهذه الحرب قد تركت آثارا لاتنسى ولاتغتفر في تاريخ المرأة السودانية التي عرفت بالشرف والعفة والكرامة والتدين والحشمة
فهي الآن لاجئة في بلدها تنزح من ولاية لأخرى هي وصغارها هربا وخوفا من العدو الغاشم إذ أن أول مايفعله أن يستبيح شرفها بالاعتداء عليها وهذا الاعتداء يترك آثاره النفسية والجسدية، فهو يحدث شرخا كبيرا للأسر السودانية وينعكس هذا سلبا على المرأة وعلى حياتها المستقبلية.
أين أنتم أيها الرجال السودانيين، وأين المجتمع والدول والمنظمات وأين حقوق المرأة التي اوجعتم رأسنا بها، أين الجيش أين انتم يامسلمين؟ فإن المرأة في حرب السودان كالحشيش في صراع الأفيال ولانملك إلا أن نقول صبر جميل والله المستعان، ونكاد نفقد صوابنا ممايحدث.
لعنة الله على كل من وقف ضد الشعب السوداني، وساهم في حربه وشرد أطفاله ونسائه، ونحن في آخر الزمان انتزعت الرحمة من القلوب وفقد الإنسان انسانيته وأصبح لايرى ديناً ولا أخلاقا تمنعه مما يفعله وحسبي الله ونعم الوكيل.