مقالات
إعلان أديس.. خضوع الحرية والتغيير
محمد وداعة:
إعلان أديس ..خضوع الحرية و التغيير
*الاعلان يمهد لعودة الشراكة بين المدنيين و العسكريين ، وهو امر تجاوزته الاحداث*
*حميدت باع للحرية و التغيير- المركزى و تقدم حبال بلا بقر*
*اعلان اديس عبارة عن تحالف سياسى بين المليشيا و تقدم*
*اعلان اديس يعطى الجيش الحق فى ابرام تحالفات مماثلة ان اراد ذلك*
*لقاءات حميدتى مع قيادات النظام السابق هدفت الى اقامة تحالف ، عارضته مجموعة كوبر*
*اعلان اديس قوبل بالرفض و الاستنكار من قوى سياسية و من لجان المقاومة و قطاعات واسعة من الشعب السودانى* ،
ابدى أحد اعضاء الحرية و التغييرمن اللذين حضروا اجتماع اديس فى تنوير لبعض قيادات حزبه (امتعاضه ) من الطريقة التى تحدث بها قائد المليشيا ( المعدل ) حميدتى ، و عبرعن ( زعله ) من التوبيخ الذى لحق بالحرية و التغيير لجهة عدم التزامها بدعم المليشيا فى حربها ، و رفض حميدتى للادانة الخجولة من الحرية و التغيير للانتهاكات و الجرائم التى ارتكبتها قواته ( زاعمآ ) ان قواته لم ترتكب اى انتهاكات ، و كيف ان قائد المليشيا نسف فى حديثه للاعلام ما تم الاتفاق عليه ، و قال انهم كانوا يعتقدون انهم اصطادوا ( فيلآ ) بانتزاع تعهدات من حميدتى بالخروج من منازل المواطنين ليقدموه للشعب السودانى ، فاذا بحميدتى يعلن انه لن يخرج من الخرطوم الا بعد توقيع اتفاق سلام نهائى ، محذرآ من ان حميدتى فضح تعهدات من بعض قيادات فى الحرية و التغيير بدعم انقلاب 15 ابريل ،لا علم للآخرين بها ، و كانوا حضورآ فى الاجتماع ، مما يهدد بمزيد من التصدع و التفكك فى الحرية و التغيير،
قال حميدتى امام اجهزة الاعلام و فى حضور قيادات الحرية و التغيير انه اجتمع مع قيادات النظام السابق (حسبو – كرتي – غندور – صافى النور) ، محذرآ من ان الجيش ( سيفرتق ) البلد ، و برغم ان هذه اللقاءات كانت معلومة الا ان الهدف منها لم يكن اطلاق تحذيرات ، و الحقيقة انها كانت محاولة للتحالف مع ( الاسلاميين ) و قيادات النظام السابق ، وجدت معارضة من مجموعة كوبر، و رفض من الامارات ،التى استدعت قيادات الحرية و التغيير وابرمت بينهم التحالف الذى افضى للحرب تحت لافتة الاتفاق الاطارى ، و هو الاتفاق الذى عبرت عنه قيادات فى الحرية و التغيير بشعار ( الاطارى او الحرب )
لا احد ينسى ان اتفاق ( برهان – حمدوك ) فى نوفمبر، تم بمشاركة قيادات فى الحرية و التغيير و برعاية تامة من عبد الرحيم دقلو، وهو الوحيد الذى تلقى الثناء من رئيس مجلس السيادة فى كلمته بعد التوقيع لجهوده فى الوصول للاتفاق ، و الحقيقة التى تعلمها قيادات الحرية و التغيير ان حميدتى ، و بعد فشله فى تكوين حاضنة من قيادات النظام السابق و الادارات الاهلية عاد للتحالف مع جماعة الاطارى ، الى ان ظهرت عقدة كيفية و مدة دمج الدعم السريع ، فطلب حميدتى عشرين عامآ ، خفضتها الحرية و التغيير الى عشر سنوات ، و اقترح فولكر خمسة سنوات ، و لكن حميدتى تمسك بموقفه ،
كان واضحآ ان القضايا الرئيسية لانهاء الحرب لم تكن حاضرة ، و تم اعداد اعلان اديس لاضفاء شرعية مفقودة لدور سياسى للمليشيا ، بينما الحقت الحرية و التغيير نفسها بالقاء المزمع عقده فى جيبوتى ، وهى تعلم ان ذلك مستحيل ، و ان هذا الالحاق لم يفلح فيه منبر جدة لجهة ان المنبر معنى بوقف اطلاق النار و فتح المسارات الانسانية ،و بعد المؤتمر الصحفى اصبح الاتفاق حبرآ على ورق ، فقد باع حميدتى للحرية و التغيير ( حبال بلا بقر) فى مقابل حصوله على دور سياسى مرتبط بايقاف الحرب ،وهو خطأ كبيروقعت فيه الحرية و التغيير، و لن يؤدى لايقاف الحرب ، بل سيزيدها اشتعالآ ، وهو فى مجمله اعلان رسمى للتحالف بين المليشيا و الحرية و التغيير، و بالرغم من ان اعلان اديس نص على حرمان القوات المسلحة و الدعم السريع و الحركات المسلحة من ممارسة اى عمل سياسى او اقتصادى ، الا انه منح هذا الحق للدعم السريع ، و بناءآ على ذلك فلا احد يتوقع من القوات المسلحة القبول باقل من ذلك ، و هكذا فان الطريق الذى سار فيه الاتفاق يعنى عودة الشراكة بين المدنيين و العسكريين ، وهو امر تجاوزته الاحداث ،
ما يجب الانتباه له ان الحرية و التغيير ، و بعد ان ابرمت تحالفآ ثنائيآ مع الدعم السريع ، تعتقد ان الجيش سينظر فى هذا الاعلان و الانضمام اليه ، و هذا تكرار لصيغة الاطارى، وهى بذلك تكون قد فتحت الباب للجيش لتكوين ذراع سياسى هو الآخر ، وهو ربما سيفعل ، و سيعمل على ابرام تحالفات مع قوى سياسية أخرى ، من الواضح ان توسيع جبهة القوى المدنية قد اصبح فى خبر كان ، و سيتسبب هذا الاتفاق فى انفراط عقد تقدم و الحرية و التغيير، خاصة بعد الرفض و الاستنكار الذى قوبل به الاعلان من قوى سياسية و من لجان المقاومة و قطاعات واسعة من الشعب السودانى ، قوى الحرية و التغيير ستتحمل وزر كل الجرائم التى ارتكبتها مليشيا الدعم السريع و ستعض اصابع الندم بعد توقيعها على هذا التحالف ، و اعلانها عن دعمها الصريح للمليشيا المتمردة.
3 ديسمبر 2023م