بقلم/ سيف الدين محمد أحمد أبونورة:
منذ أن تفتحت أعيننا على الدنيا وجدنا عمنا الجيلي ودالوشيك، يسير على خطى آبائه وأجداده منفعلا بقضايا أهله ومايهم الوطن عامة عبر وظيفته ك-(شيخ عرب) بالوراثة والأصالة لأبناء عمومته العبابدة الكانزاب أحد فروع القبيلة السبعة عشر المكونة لعمودية ودنورة التأريخية ومركزهم الدشة التي تقع في أقصى شرق محلية شندي المجاورة والمتداخلة مع بطانة أب سن.
ظل ودالوشيك يساند الدولة في تحصيل القطعان وحل المشاكل وكل مايهمها من برامج حكومية، وعندما يأتي مطالبا بالخدمات والحقوق لا يجد إلا المماطلة والسخرية والرجوع إلى عشيرته بنتائج صفرية.
نسبة لارتباطه بمجتمعه وعلاقته بالعمدة وثقله القبلي كانت قيادات المؤتمر الوطني تستفيد منه في الاحتفالات والمهرجانات ومواسم الانتخابات وخاصة دائرتي الأستاذ علي كرتي والدكتور نافع.
كان يقابلهم مقابلة حماسية قوية على الطريقة البدوية الممزوجة بروح صوفية بادرابية متأثرا بصلته مع آل ودبدر وأم ضوا بان بحكم القرابة والمشيخة والمصاهرة حاملا الدرقة والسيف عارضا فوق النحاس ثائرا حارا بحرارة دم الجعليين الذي يجري في عروقه، وكل هذه المقابلات القوية لا تجد بعد انتهاء المطلوب من أباطرة الوطني آنذاك حتى كلمة شكرا، هكذا حالهم التعالي والطغيان حتى جاء الطوفان.
لا أذكر ذلك من باب الشماتة لا عليه ولا على الوطني فهو وأسرته أعزاء على نفسي وعند أهلي. وكذلك حكامنا السابقون على الرغم أنهم أبناء منطقة كان ظلمهم لذوي القربى والجيران واستغلالهم واستضعافهم أشد وأمر.
ما ذكرني ودعاني ولفت نظري هو انني وجدت في الميديا الصورة (صورة عمنا الجيلي) -المرفقة- منتشرة كأيقونة للمقاومة الشعبية.
نعم مايقوم به عمنا الجيلي وأمثاله يعبر عن قناعة وواجب وطني مقدس، وقد كان لهم السبق عندما تجمعوا ودعوا كافة الأجهزة الرسمية والقيادات الشعبية وأقاموا احتفالا حاشدا في يوم ١٧ رمضان أي قبل الحرب معلنين هذا الموقف. إنهم يقفون هذه المواقف من أجل الوطن وتماسك النسيج الاجتماعي والترابط المناطقي رغما عن ما تجرعوه من ظلم متراكم.
اكتب عن شيخ العرب هذا رغما عن أنه وقف ضدى في انتخابات ٢٠١٥ عندما ترشحت مستقلا في انتخابات برلمانية، مبررا لي ترشحه بأنه موعود بخدمات والمؤسف أنهم لم يروا من وعدوهم بالخدمات فما بالك بالخدمات وهي عادة متكررة في كل موسم انتخابي.
الآن اقف مذكرا عسى أن تنفع الذكرى المؤمنين.
ختاما هؤلاء يقفون هذه المواقف من أجل الوطن وأهل الوطني دون مراجعة أو اعتذار يجتهدون من أجل العودة إلى الحكم.
مثل شيخ الجيلي وأمثاله يقفون هذه المواقف بشكل واضح وينتظرون للمجهول لأنهم شركاء في المقاومة الشعبية ومغيبون عن صناعة المستقبل.
ماحدث من أخطاء مزمنة ومتجددة من بعض نتائجها هو الوضع الكارثي الذي نعيشه اليوم.
حتى نخرج من هذا المأزق نتمنى التواضع والتسامي والتسامح والاتجاه نحو الوسطية والعدالة الاجتماعية والتعامل بمصداقية.