مقالات

دكتور محمد طاهر ايلا ورحيل النوارس في دجي الغربة

كتب – عادل حسن:

اعتدنا بين شواسع السنين بان الغربة لها نصيب من احزاننا الكبار ومواجعنا الجلل لرحيل وموت النوارس من الرموز السودانية بالخارج ورحلات النعوش لتراب الوطن منذ رحيل الشريف حسين الهندي الرقم السياسي والثقافي الضخم الذي فاضت روحه في بلاد اليونان وحتي الطائرة التي حملت نعشه للخرطوم كانت غريبة مثل طير الرهو وثكلت الدنيا عندنا من قاصيها لدانيها وانهت حياة تساوي الف حياة وحياة وكفكفنا مدامعنا ولكن ذات الاحزان طوت النفوس بقسوة وانفتح جرخ الفقد الفاغر والخبر له طعم الرماد مات الشاعر الدبلوماسي الفذ صلاح احمد ابراهيم فترملت ام درمان وفجعت مريا وغادر الطير المهاجر في رحلة اللا عودة وتجمدت لندن تحت ضباب الفقد الفخيم
ان المهاجر البعيدة و عنيدة قبضت اعظم الارواح السودان السياسية والثقافية والاجتماعية ولم تشبع من نهش اكبادنا المقروحة اذ نعي الناعي في بلاد الجليد نباء وفاجعة رحيل الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم شقيقة صلاح احمد ابراهيم في غرفة مشفي لندني كانت الوحدة والعزلة في رفقتها وتضاعف الفقد مرتين وهي تكابد لوعة المهجر بلا اهل سنوات وسنوات ثم موتها في ملاجا وهي تحت الشيخوخة والمرض
نعم ان تصاريف ومقادير موت الرموز السودانية بالخارج تتشابه وتتطابق في محنة الاهمال والتباريح والشوق المطعون لتراب الوطن ورحابة الديار فحملتهم الانعاش وقبروا تحت تراب الوطن
وها هي رحلة النعوش تستائنف رحلاتها الدامعة وتحمل مقام ورمزية جثمان الدكتور محمد طاهر ايلا الذي فاضت روحه السمحة في دجي الغربة وفجر ليل القاهرة وتيتمت بلادنا مجددا وناحت بيادر وحضر شرق السودان وارض القران والبطولات تحتضن حفيد عثمان دقنة ايلا تحت ثري طاهر وقبر ممدود شواهده عزيز العشيرة وفضيل القومية.
نعم رحل الدكتور محمد طاهر ايلا كان اسمه
الفارس، البطل، الأمين ، الطاهر، الشريف، المحبوب
القومي، والآن صار اسمه الفقيد.
قد التقيت دكتور ايلا لاول مرة في مدينة جدة بالمملكة العربية التقيته عند احد اقاربه المهندس في شركة بوارس البحرية وقتها كان دكتور ايلا واليا للبحر الاحمر وحضر الي جدة دون ضوضاء يومها انشغلت الصحف السودانية بمغادرة ايلا للخارج بلا رجعة
وعندما جلست اليه اخبرني بانه لم يخرج مغاضبا الحكومة كما اشاعت الاجهزة الاعلامية لكن حضر لاجراء مراجعات طبية روتينية
بعدها نشر الخبر في صحيفة الخرطوم ومكتب جدة تحت خط وعنوان رئيسي
والي البحر الاحمر دكتور ايلا من جدة
لم اخرج مغاضبا سافرت لظروف صحية رونينة
بعدها توطدت علاقي با لراحل دكتور ايلا اعلاميا واجتماعيا.
وتمزقت لرحيله المر دنيا بعدما تاكدت من خبر وفاته مبكرا قبل شيوعه عبر الخال الغالي العزيز
شيخ اسحق احمد فضل الله
نعم انها رحلات النعوش والاحزان لرموز الوطن عادت وسدت الغصات حلق البكاء وتهطلت المدامع على الكتف الحار.
لك الرحمة دكتور محمد طاهر ايلا
وان شاء الله آخر أحزاننا الكبار

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى