مقالات

الشباب بذرة الحاضر وثمرة المستقبل

الشباب هم تلك الطاقة الكامنة التي تحتاج من يحركها بحنكة و اقتدار حتي تتفجر خير للبلاد و العباد و لأنفسهم اولاً ، و الشباب هم بذرة الحاضرة اذا احسن زرعها و رعايتها كما يعتني المزارع بزراعته حتي الحصاد ،فسوف نحصد في المستقبل جيلاً راعي و حارس لهذه البلاد ممسكاُ بالراية ، كل الأمم السابقة و الحاضرة قاد نهضتها الشباب ، فهذا سيدنا إبراهيم ( خليل الله) عليه الصلاة والسلام ، كان شاباً وفتي قوي الايمان و قوي الشكيمة في إيمانه بالحق و بأن الله ربه ، فابطل قول المشركين عندما كسر الاصنام ، إذ قال قومه وقد رأوا ما حل بآلهتهم من تكسير، {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}[الأنبياء:60] و أولئك أصحاب الكهف الذين فرّوا بدينهم، وأبوا دين قومهم المشركين، هم شباب صالحون، كما قال الله عنهم: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}[الكهف: 13] . و عندما ارسل سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم أسامة بن زيد الي اليمن واوصاه علي اهل اليمن ، كان سيدنا أسامة في عمر الشباب ، و كذلك سيدنا علي كرم الله وجهه عندما نام علي فراش النبي يوم خروج النبي من مكة الي المدينة أيضا كان سيدنا علي شاباً ، و تدافع الشباب لنصرة النبي و لنصرة الدين الإسلامي، وتدافعوا لنهضة الاوطان وبنائها، وكل الثورات و التغييرات و النهضة التي حدثت في بلاد العالم كان وقودها الشباب ، إن رعاية عقول الشباب أمانة ملقاة على أعناق ولاة الأمر والعلماء، والأمهات والآباء، لذلك يجب تغذية هذه العقول بالبرامج الهادفة ، وغرسها في نفوس الشباب، ومتابعتها بعين الملاحظة دون غفلة ، فإنها متى تمكنت من وقتهم مضلات الفتن، وإذا أهملت هذه العقول صار الشباب صيداً سهلاً لدعاة الشهوات والشبهات ، فلا نتعجب حينئذٍ من نشاط الشباب وحماسهم، ورغبتهم في تحقيق ما يرونه صواب ونحن نراه خطأ ، ويجب علينا أن لا نبخس من زمانهم أو افعالهم فكلنا مررنا بمراحلهم هذه و أن اختلفت الأساليب ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (إياك و عثرة الشباب )،لأنهم يملكون قدرات ومقومات تمكنهم من تذليل الصعاب وتليين الصلب، وهذه القوة يحركها المحرك الذي يديرها ، وبحسب الدائرة التي يدور فيها المحرك تتوجه همم الشباب، فإذا حركت عزائمهم إلى طلب العلم انبعثوا إليه، وإذا حُرِّكت إلى العمل الإغاثي رأيتهم مهطعين إليه، وإذا نودوا إلى بذل النفس في الجهاد تسارعوا زرافات ووحداناً. قال عطاء الخراساني: “طلب الحوائج من الشباب أسهل منه من الشيوخ” ،ومن هنا تنشأ أهمية ملاحظة توجيه الشباب، والاجتهاد في توجيههم وجدانياً إلى الأنفع بحسب الزمان والمكان ، وان تكون حاضنات الشباب كالمدارس والنوادي و مراكز ومعاهد التدريب وغيرها ومتابعة مناشطها، و توجيه أنشطتها، ووضع خططها تحت سمع و بصر ولاة الأمور حتي يستفيد الشباب منها وتعمل علي تنمية عقولهم وإنارة أفكارهم بهدايتهم للأقوم.
هذا الوطن به شباب يحتاج منا أن نمسك بيده و أن نتساير مع افكاره ونطاوعه لأننا اذا تعاكسنا معه ستنقطع شعرة معاوية التي بيننا وبينهم ، شباب هذا الوطن شاهدناه بكل حماسه في ميادين شتي في هذا الوطن الوسيع ، فقد شاهدناهم في معسكرات مصعب بن عمير واحد واثنين و عشرة في معسكرات حماة السودان واحد واثنين و عشرة وفي الميل أربعين و صيف العبور و ارتال من الشهداء ، شاهدناهم أمام بوابة القيادة العامة كانوا هم وقود الثورة المشؤمة ، شاهدناهم في مدرجات الجامعات ، في أجهزة الهيئة القومية للكهرباء في حقول البترول ، في المصانع في كل دولاب الخدمة التي أصبحوا يديرونها بأحدث أنواع التقنية وكانوا كفاءات في ذلك ، كل هذه اغلقت من قبل الذين ناصرهم الشباب ولكنهم خذلوهم بتصفيتهم من قبل لجنة التمكين المشؤمة و تركوهم للضياع ومنهم من هاجر الي خارج الوطن .
ها هم الشباب اليوم اصطفوا لمعركة الكرامة ولبوا نداء الوطن بعد أن كانوا بالأمس وقود لمحرقة طالت الأخضر و اليابس و كادت أن تضيع البلاد لولا لطف الله ، لكن بعد استبان الأمر ووضحت الرؤية لهؤلاء الشباب وجب علي ولاة الأمور و القائمين علي امر البلاد و العباد و هؤلاء الشباب ،الاستفادة من هذه الطاقات وهذه العقول الفتية التي تداعي شبابها لنداء الوطن وتحريكها الي الحقول و المشاريع الزراعية و مشاريع بناء وتعمير ما دمرته يد البغاء والخونة و العملاء ،يجب أن تكون هنالك إرادة صادقة و بوصلة وقيادة رشيدة حتي يصطف خلفها شباب البناء والتعمير لكي تزهر ثمرة المستقبل.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق