عمار الضو:
فجعت المؤسسة العسكرية الفتية والوطن والقضارف امس برحيل القامة والعلامة الجنرال محي الدين أحمد الهادي صاحب السيرة والمسيرة الذي عشق الوطن وترابه ونذر نفسه متوشحا بثوب العسكرية فكان فخرا لنا متقدما الصفوف متميزا في فعله وأدائه.
رهن الفقيد نفسه فداء للوطن يجاهر بالحق يتقدم الصفوف حتى تميز بين الآخرين وظل رقما في الدفعة ٣٥ محبوبا ومعشوقا وسط زملائه.
ولم يكن لمحي هوى أو غرض شخصي لاختيار طريقه نحو الكلية الحربية عرين الأبطال والرجال فقد حملها هما وفرضا وعشقا ليدافع عن تراب الوطن وهو يقود أكبر وأشد المعارك في الوحدات العسكرية والمتحركات لأنه جعل القوات المسلحة السودانية غاية في جبينه نجح عبرها في رسم لوحة تاريخية خالدة في اذهان الجميع بعطائه وادائه المرسوم في صفحات المؤسسة العريقة.
محي الدين جنرال الحرب والوطن رحلت عنا بالأمس وفقدناك وانت كنت أميرا كبيرا تمشي بيننا لرسم الفرح وصناعة الأمل نحو الغد الأجمل.
تميز الجنرال بإشهار سيف الحق في وجه الباطل حتى عند لحظات المرض والمحن وأمام قياداته لأنه على وجه حق رهن نفسه فداء للوطن وتحمل أخطاء الغير وحاول الكثيرون النيل من عزيمته وقوته وهو يجاهر بالحق في وجه الباطل لأنه مقاتل غير مجامل لاينزوي عن المعركة سواء أن كانت في الميدان أو داخل مؤسساته حتى صار ذلك خصما على صحته وأسرته.
لكن يظل عهد محي الجنرال باقيا داخل قلبه من بواكير ارتياده عرين الابطال
وعشق الراحل للوطن والقضارف خاصة كان كبيرا ومسيطرا علي داخله فقد كان حاضرا متقدما الصفوف متميزا عن الآخرين في معارك الدفاع عن الفشقة وأراضيها يحثنا علي القتال والمعارك والصمود لأنها أرض الجدود والتاريخ الذي حمله الجنرال عبر فخر المؤسسة العسكرية الاكاديمية جامعة كرري بكلية الدراسات العليا والتي نال منها الماجستير في العام ٢٠١٨ عبر دراسة حالة الفشقة الكبرى والصغرى حول تأثير الوجود الإثيوبي داخل الحدود السودانية الشرقية على الأمن الوطني السوداني. وحمل الجنرال هذه الرسالة هما عبر بوابات العلم والمعرفة عن مفهوم وأشكال وأسباب الوجود الأجنبي منذ العام ١٩٩٢ والتي فقد فيها المزارعون ممتلكاتهم حتي عادت الي حضن الوطن قبل سنين بعطاء محي الدين القتالي وزملائه فقد كان الجنرال نبراسا يضي، سماوات الإبداع العسكري وقيم الوطن يحثنا على القتال والثبات وقيم الوطن يذلل لنا كل الصعاب حتى عند لحظات البعاد يعشقه الجميع مثل عشقه للوطن ستظل ذكراه، خالدة ونحن ننهل منه فيض العطاء وهو يزرع بداخلنا قيمة الوطن فقد رسم لوحة تاريخية في عش العسكرية، والمنطقة الشرقية رحم الله الجنرال بقدر عطائه ونقاء سيرته وطيب قلبه.
أنت رمز نفاخر بك عفيف اليد والسان زارع الخير داخل كل إنسان يعرفه الصغير قبل الكبير ستظل أميرا متوجا بيننا جنرال العطاء والمعرفة وحب الخير.
إنا لله وإنا إليه راجعون.