د.معاوية عبيد:
تناقلت بعض وسائط الإعلام خطابا مفبركا من أبواق قوى الشر والعملاء والخونة أعداء السودان بالداخل و الخارج الذين يريدون أن يفرتكوا السودان طوبة طوبة ، و فحوى هذا الخطاب ( أن والي نهر النيل خاطب مجلس السيادة على أن يقيل قائد سلاح المدفعية ومدير جهاز المخابرات بالولاية لأن لديهم تواصل مع قوات التمرد ) هكذا الخطاب شئ مضحك ، هذا الخطاب ذكرني براوية متداولة عن الرحالة الإيطالي ” كريستوفر كولومبوس ” مع الهنود الحمر حيث يقال : ( أن كولومبوس هذا عندما وطأت أقدامه أمريكا الجنوبية عرف أن الهنود الحمر شجعان و لا يقدر علي تخويفهم او هزيمتهم ، لكن وجد أن لديهم علاقة قوية بالقمر وكان الفلكيون الذين رافقوا كولومبوس قد أعلموه أن خسوفاً كاملاً سيحصل للقمر ، لذلك لجأ الي حيلة وقال للهنود أنه سيسرق القمر منهم إذا لم يمنحوه الطعام والتموين الذي يكفي طاقمه للبقاء على قيد الحياة ، لكن لم يصدّق الهنود الحمر أن كولومبوس قادر على تنفيذ تهديده ، وعندما غاب القمر بالفعل جاء الهنود يتوسّلون كولومبوس لإعادته إليهم ، بعد أن تعهّدوا بتنفيذ جميع أوامره حرفياً ، وفي الليلة التالية عاد القمر مكتملاً معتقدين بأن كولومبوس هو من قام بإعادته إليهم ، ومنذ حصول تلك الحادثة ربح الهنود الحمر طقوسهم الاحتفالية بالقمر، ولكنهم خسروا قارة كاملة بثرواتها العملاقة) .
هذه القصة ارجعتني إلى الوراء قليلا و انا أطالع الاخبار ووقفت عند الخبر المفبرك الذي ذكرته في مقدمة مقالي ، رجعت عندما ساق العملاء و الخونة الشباب بالخلاء بكلمة معليش معليش ما عندنا جيش ، و هم يقولون ذلك لأن هؤلاء الخونة والعملاء ومن ورائهم دول الشر التي تريد تفكيك السودان لكنهم عارفين قوة وصلابة الجيش السوداني ، عارفين ان الجيش السوداني هو ( قمر العشاء الضواي ) للشعب السوداني ، عارفين قوة وصلابة الجيش منذ محمد علي باشا ، و قوة دفاع السودان وبعد أن أصبحت الكلية الحربية عرين الأبطال و مصنع الرجال وبعد أن قامت أكاديمية نميري العليا التي يحج إليها الكثيرين من قادة دول الإقليم و خارجه ينهلون من خبرات اساتذتها السودانيين التكتيات الحربية و من قوتهم وصلابتهم ، عرفوا قوة و صلابة الجيش بعد أن اطلعهم الخونة و العملاء علي التصنيع الحربي الذي ابهر الاصدقاء قبل الاعداء ، و عارفين لو التحم الجيش مع الشعب صباحهم اصبح ، لذلك قالوا لابد أن يسرقوا ( القمر ) لأن الشعب السوداني يحب قواته المسلحة حد الموت ، يسرقوا ( القمر ) حتي بستطيعوا حكم السودان بانفسهم و اهوائهم و سرقة خيراته ، يسرقوا ( القمر ) لتركيع الشعب و يدين لهم بالولاء و الطاعة ، لكن هيهات فقد انقلب السحر علي الساحر و اصطف الشعب السوداني تحت ضوء ( القمر ) اصطفوا حول قواتهم المسلحة لأنها سندهم وحامي حماهم و ضوهم عند الظلمة والعتمة .
جني جنون الساحر عندما رأي الشعب في نهر النيل اصطف تحت ضوء ( القمر ) ففكر وقدر وفبرك هذا الخطاب لكي يسلب هذا ( القمر ) في هذة الولاية ، لكن خاب مسعاهم و انقلب السحر علي الساحر و لن يستطيع سرقة ( القمر ) لأن رجالات ولاية نهر النيل بدأ من واليها الذي حمل سلاحه و معه قائد المدفعية و مدير المخابرات بالولاية و كل الطاقم الوزاري لبسوا لبس خمسة و حملوا اسلحتهم علي اكتافهم و طافوا الولاية محلية محلية و حلة حلة وهم كل يوم يخرجون دفعة جديدة من رجالات السند الشعبي للجيش ، كل هذه الحشود الجماهيرية اصطفت خلف هؤلاء الشجعان لأنهم منحوهم الأمن، و الأمان وكانوا قمرا عند العتمة، هذا النجاح و هذا الاصطفاف كان قاصمة ظهر للخونة و العملاء و من عاونهم من دول الشر ، قاصمة ظهر لانهم فشلوا في اصطفاف هذه الحشود وهؤلاء الشباب حولهم عندما آلت لهم السلطة بفضل هؤلاء الشباب ، قاصمة ظهر عندما سمعوا الكلمات القوية التي خرجت من أفواه هؤلاء الرجال بأنهم عازمين علي اخراج المرتزقة والعملاء بدأ من ولايتهم وانتهاء بكل ولاية دنستها اقدام هؤلاء المرتزقة ، سمعوا و قرأوا و شاهدوا أول قرار شجاع أصدره والي ولاية نهر النيل ( وفرتك ) كل كياناتهم طوبة طوبة ، شاهدوا قرار الوالي الشجاع واركان حربه في فتح المدارس ، شاهدوا ما فعله أبطال الفرقة الثالثة مشاه و المدفعية و هيئة العمليات وكل القوات النظامية بكل من سولت له نفسه أو حدثته بالتسلل لهذه الولاية ، أدرك هؤلاء الأوغاد أن اللجنة الامنية بهذه الولاية قوة صلبة وأن عقيدة شعب الولاية بلجنته عقيدة قوية ، كعقيدة الهنود بالقمر ، لذلك ارداوا زرعة الفتنة وسرقة ( القمر ) ، لكن نقول لهم أن سلاح الجهل الذي استخدمه الغرباء في محاربة الأوطان حتي تتحقق مطالبهم لن يجدي هذا السلاح مع شعب ولاية نهر النيل ، و لن تنطلي عليه هذه الدرامات ، لذلك شوفوا غيرها وديك النقعة و كان جاهزين تعالوا عشان تشوفوا شوف العين ونقول للوالي الهمام ( اللي للفقر قلام ) و اركان حربه من الجيش و المخابرات و كل القوات النظامية و الوزراء سيروا ونحن أمامكم بإذن الله ، ولن تنتكس لنا راية حتي يتحرر السودان من كل العملاء و الخونة و المرتزقة، ونقول للخونة و العملاء أن قيادات الجيش وجندهم و كل منسوبي القوات النظامية الذين رضعوا الوطنية من ثدي امهاتهم لن يخونوا الوطن ودونكم اللواء أيوب وشهداء الحرس الرئاسي وكل الذين استشهدوا في معركة الكرامة ، و المرابطين الان خلف الثغور من كل الأجهزة النظامية و المجاهدين و المستنفرين الذين تركوا اهليهم وديارهم من اجل راحتنا نحن و من اجل أمننا و اماننا و اعراضنا هؤلاء هم قمر عشانا الضواي لن تستطيعوا سرقته.