
محمد الصادق:
أصدرت حكومة ولاية الخرطوم قرارها القاضى بإنهاء الإجازة المفتوحة التى منحت للعاملين بالولاية منذ شهر ابريل ٢٠٢٣م وحددت منتصف يونيو المنصرم موعدا نهائيا للموظفين لمباشرة العمل . والمعروف ان الموظفين والموظفات معظمهم ان لم يكن كلهم يعانون من مشاكل عديدة . حيث ان معظم المنازل فى ولاية الخرطوم طالها التخريب والدمار والنهب والسرقات . الامر الذى يتطلب منهم اعادة التعمير ذات التكلفة العالية والتى تجعل الجميع فى عجز تام من تهيئة منازلهم للاستقرار الذى يساعدهم فى العودة للعمل .
صحيح ان التعمير يساهم فيه الجميع كلا من موقع عمله . ولكن بالمقابل لابد من تهيأة المناخ الصالح للعمل . والمعروف ان هنالك عوامل عديدة تقف عائقا امام عودة الغالبية من الموظفين والمتمثلة فى عدم صلاحية البيئة الصالحة للعمل فى الخرطوم . والدمار الممنهج الذى طال الوزارات والمؤسسات وخلافها . وكذلك تعطيل الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه . اضافة للامراض التى نتجت عن الجثث التى كانت متفرقة فى مدن الولاية والباعوض الناتج عن امطار الخريف والذى يسبب حمى الضنك وغيرها من الحميات . وكما ذكرت سابقا ان معظم الموظفين والموظفات فقدوا معظم ممتلكاتهم بسبب النهب والسرقات او بالتدمير بسبب الدانات التى اطلقتها المليشيا المأجورة . وهو امر يكلف الاموال الطائلة . فمن اين لموظف يصرف سبعين او مائة الف ان يعيد ترميم داره او حتى يحلم بشراء جزء من مسروقاته الاساسية . هذا ان وضعنا فى الإعتبار ان اسطوانة الغاز اصبح سعرها فى بعض الولايات يفوق السبعين الف جنيه . وهو راتب يتقاضاه الكثير من موظفى الدولة . !
هنالك عدد من المستشارين القانونيين يرون ان قانون الخدمة المدنية يشترط فى العمل ان تتوفر فيه البيئة الآمنة والسلامة المهنية ودفع الرواتب الشهرية بلا انقطاع او تأجيل . فهل ستوفر حكومة الولاية رواتب الموظفين والموظفات ؟؟
نحن على قناعة تامة ان الإعمار يكون من كل اهل السودان ان كانوا موظفين او عمال او اصحاب اعمال حرة او تجار والخ . ولكن الواقع والعقل والمنطق يفرضون على الجميع ان تكون هنالك معينات لمقابلة متطلبات العمل . مع العلم ان الموظفين والموظفات موزعين فى دول الجوار والولايات وفيهم المرضى والذين لا يملكون قوت يومهم . فكيف لهم ان يستجيبوا بهذه السرعة لتلبية قرارات العودة .
إننا ننتظر من حكومة الخرطوم ان تراجع ولا تتراجع . وان تنظر للأمر بمنظار الواقعية والمنطق والاجواء الملائمة للعمل . ونأمل ان نسمع ما يسر الموظفين والموظفات ويجعلهم الأكثر اصرارا على العودة والمساهمة فى بناء سودان الغد المشرق . سودان العزة والكرامة والشموخ . والله من وراء القصد .



