أخبار وتقاريرحقوق الإنسان
ثانوية القرية 6 حكاية نوثقها للتاريخ
الجداريات لغة استحدثها المعلمون للتدريس بعد فقدان ( السبورة )
معلمون بلا مكاتب ولا ادوات (يحاربون) من أجل مستقبل مجهول
التسريب من المدرسة خطر والطلاب يسابقون(النمل )
الطريفي أبونبأ:
في ثانوية القرية 6 وعلي ابواب وجدران فصولها حكاية نوثقها للتاريخ تشابة جداريات العاصمة الخرطوم التي تحولت بفعل (الحرب ) لأطلال لتبقي آثارها معلقة تذكرنا ببؤس الحاضر والمستقبل ( المجهول ) ونضال وكفاح معلمي المدرسة لم يكن صدفة بل تحدي لتنفيذ قرار الوالي الذي أعلن الدراسة بالولاية ليتحمل المعلمين المسؤولية وهم يوظفون إمكانياتهم وعلاقاتهم التي حولت ( حظيرة الأبقار ) و ( مربط الحمير ) لمدرسة تستوعب أكثر من ( 150 ) طالب وطالبة في المستويات المختلفة.
ورغم وجود معلمين اثنين فقط يتبعان لوزارة التربية والتعليم اجتهدت إدارة المدرسة بعطاء ونضال من مواطني القرية 6 الوافدين من احداث حرب الخرطوم وبإجتهاد الاستاذ الجيلي شنان والأستاذة سلامة علي الي فتح باب التعاون لتكملة إصطاف المدرسة التي جمعت مايقارب ال (25 ) معلم ومعلمة لوضع خطة لاستمرار العملية التعليمية بالقرية.
*البيئة المدرسية والكتاب المدرسي*
كشفت جولة الصحيفة عن تردي كبير في البيئة المدرسية التي افتقدت لأبسط الأساسيات والمفاجأة أن معلمي المدرسة يقفون علي أقدامهم لا مكاتب مجهزة ولا ادوات تعليمية… بيئة تفتقد حتي للطباشير والاقلام ودفاتر التحضير …. طلاب توافدوا للدراسة فلم يجدوا غير القرفصاء مجلس لهم وسجاد لايغنيهم عن النمل والحشرات التي تشاركهم الدروس ورغبتهم العبور لمراحل متقدمه في تعليم يبقي علي امل وامنيات انهكها النزوح فراراً من حرب الخرطوم …..
المدير الإداري بالمدرسة الاستاذ الجيلي شنان ظهر متفائلا وهو يتمسك بالأمل وحلم مواصلة مشوار التحدي روي لنا قصة المدرسة التي تحولت من حظيرة للبهائم لمجمع تعليمي يرتاده الطلاب كل صباح وكيف كان العزم قوي في توظيف طاقتة وعلاقاته هو وزملائه بالتواصل مع المسؤولين في مكتب التعليم والمنظمات للحصول علي حقوقهم لضمان استمرار المسيرة التعليمية …..
*اوضاع المعلمين*
روي شنان قصة معاناتهم كمعلمين ومايواجهونه من مشاكل بدأت في سعيهم لتوفير ادوات العملية التعليمية ولم تنتهي بعد وهم يكابدون في توفير ( وجبة الإفطار) للمعلمين المتطوعيين الذين يجتهدون بلا مال معاناة من أجل الوصول إلي المدرسة من أطراف القرية ( المجهولة) معاناة وضعت بين يدي المسؤولين منذ أكثر من ثلاث اشهر والهدف توفيق أوضاعهم وإيجاد مايعينهم علي تحديد مصير طلاب تقاسموا الم الحرب ويتطلعون لامنيات بإكمال مراحلهم الدراسية…..
*خطر الهروب من المدرسة*
أشار الطلاب وبعض أولياء الأمور بضرورة أن نلتقي الأستاذة سلامة علي والتي فازت بحب أهل القرية وهي المشرفة على المدرسة الثانوية والتي إقتلعناها من مشغولياتها لتضع لنا مخاوفها بصراحة وتشرح المشكلة رغم ابتسامتها التي عبرت عن التحدي ….سلامة وبعد أن شرحت اوضاع التعليم في القرية بكاملها كشفت عن الخطر الذي يواجههم بتسرب الطلاب من المدرسة بسبب الضائقة الاقتصادية التي يمر بها زوي الطلاب مطالبة حكومة الولاية والمنظمات الإنسانية بمضاعفة جهودهم ودفع المساعدات لمراكز الايواء وخصوصاً الوافدين بالقرية 6 وتابعت ( تناقص عدد الطلاب بشكل خطير )فبعد أن كان الفصل يضم مايقارب (40) طالب أصبح الآن لايتعدي عدد الطلاب في الفصل عن ال (10) وعزت ذلك إلي تفرغ الطلاب للعمل في السوق لإعانة أسرهم … مطالبة بالتدخل الفوري لمعالجة ماسمته الوضع الشائه وعن استعدادهم لامتحانات الفترة الأولي أكدت سلامة جاهزيتهم مثمنه دور وزارة التربية بالولاية التي قامت بإعفاء الطلاب من رسوم الإمتحانات الموحدة في المراحل المختلفة
*طلب بين يدي وزير التربية*
قدمت إدارة المدرسة طلب لوالي ولاية نهر النيل ووزير التربية يشتمل على (25) معلم ومعلمة من المتطوعين في مدرسة القرية 6 لتوفيق أوضاعهم والحاقهم بكشف المرتبات التي أعدت في ميزانية العام الحالي للتخفيف من الضغوط المعيشية والمشاركة في استدامة العملية التعليمية بجانب طلب آخر يحتوي على مطلوبات العملية التعليمية.