رياضة
من عبث بضمير الفيفا ؟
بقلم/ عصام الحكيم :
تابعت باهتمام ردود الفعل المتواترة للفوز التاريخي للمنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني أهمها بالطبع وأكثرها رواجاً وتداولاً ما دونه حساب الفيفا على تويتر من خلال التغريدة التي أتت بعد نهاية المباراة.
لفت انتباهي توصيف الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي كتب باللغة الانجليزية واختار للتعبير والتوصيف لما حدث حسب وجهة نظره ب كلمة ( shock ).
للأسف كبرى المحطات والقنوات وشبكات التلفزة والمواقع الإخبارية الناطقة بالعربية اختارت الترجمة الحرفية للكلمة ونقلت الأمر بأن الاتحاد يصف فوز السعودية بأنه من أكبر الصدمات في تاريخ كأس العالم،
ولعل آخرها ما قاله بذات التأويل معلق البي ان سبورتس ( حفيظ دراجي ) خلال مباراة فرنسا واستراليا.
على الرغم من أن كلمة ( shock ) نفسها هي في الأصل حمالة أوجه لأكثر من معني دلالي محكوم بالسياق من بينها على سبيل المثال ( صدمة، مفاجاة وهزة ) لكن لا أدري لم سجنت وعزلت تغريدة الفيفا في هذا السياق المفاهيمي الصادم؟!
والصحيح في تقديري أن الفيفا أرادت التعبير عن الفوز السعودي في سياقه الطبيعي على أنه من أكبر المفاجآت في تاريخ كأس العالم وإلا فلماذا لم تصف بذات التعبير فوز الكاميرون التاريخي المماثل على الأرجنتين نفسها في أولى مباريات نهائيات كاس العالم 1990 م وفوز الجزائر التأريخي ايضا على المنتخب الألماني في كاس العالم 1982م.
وكون أن يعتبر الفيفا الفوز السعودي على الأرجنتين من أكبر المفاجآت في تاريخ كأس العالم هو التعبير الموضوعي والمنطقي في حدود ما تسمح به اللباقة والنزاهة السامية بالنسبة لمؤسسة رياضية كروية دولية كالفيفا تفرض عليها مسؤولياتها أن تقف في الحياد وعلى مسافه واحدة من كل الاتحادات القارية والمنتخبات الوطنية.
إذ أنه من غير الللائق إدارياً ومهنيا أن يصف الفيفا فوز السعودية على الأرجنتين بالصدمة لأنه رياضيا وفنيا وبعيدا عن الورق أمر وارد في حسابات كرة القدم مهما كانت فوارق التصنيف العالمي بين المنتخبين السعودي والأرجنتيني.