صحة وبيئة
التداعيات الصحية لتغير المناخ.. ماذا سيحدث لأدمغة البشر؟
الساقية برس- إخلاص نمر:
قال تيدروس ادهانوم مدير منظمة الصحه العالميه في سبتمبر من العام 2021، ان التعرض للهواء الملوث، يتسبب في وفاة سبعه ملايين شخص كل سنه، حول العالم، وانه منذ العام 2005،تراكمت مجموعة من الادله، توضح بدرجة أكبر مدى تأثير تلوث الهواء، على كل أجزاء الجسم والدماغ إلى الجنين في رحم الام.حتى بمعدلات تركيز اقل مما كان في السابق،وحث ادهانوم على ضرورة خفض الانبعاثات والتصدير لتغير المناخ، وتوضح المنظمة، ان التعرض لفترة طويلة ولو لتركيز اقل، من التلوث الهوائي المنزلي، يمكن أن يسبب أمراض، سرطان الرئه وأمراض القلب و السكته الدماغية.
ووصفت المنظمة تغير المناخ ،بأنه أكبر مهدد صحي يواجه البشرية، إذ حذرت من تصاعد متوسط درجات الحرارة العالمية ، والذي يجب أن لايتجاوز 1.5 درجة مئوية ،وفق هدف اتفاقية باريس، وذلك لحماية الكوكب من الآثار الصحية، ومنع ملايين الوفيات المرتبطة بتغير المناخ ،واكدت المنظمة ،انه بسبب تغير المناخ، يزيد التوقع، بزيادة 250 ألف حالة وفاة إضافية سنوية بين عامي 2030-2050. وتظهر تقديرات البنك الدولي، ان تغير المناخ ،سيدفع 132مليون شخص إلى الفقر المدقع بحلول عام 2030.
إعلان الصحة..
في مؤتمر قمة المناخ ( كوب28) الذي انعقد في الفترة بين 30/11/2023-12/12/2023، بمدينة اكسبو دبي ، وقعت 123دولة ،على الاعتراف، بأن تغير المناخ ،يرمي بتاثيره على صحة الإنسان، وكان ان نتج عن ذلك الاعلان عن نحو نصف مليار دولار في التزامات التمويل، لتعزيز النظم الصحيه والحد من الأضرار الشاملة، التي تلحق بالبشر.
777..
وكان ان أعلنت الإمارات العربيه المتحدة ومنظمات خيرية مشاركة في كوب 28تمويلا بقيمة 777 مليون دولار، للقضاء على الأمراض الاستوائية المهملة، التي من المتوقع أن تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة، ومن بين الدول الأخرى، التي كانت في خانة (التوقع)، من أجل تمويل المشكلات الصحيه ذات الصله بالمناخ، ألمانيا وبلجيكا والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقد اجمع المشاركون في كوب 28 على تفاقم الأمراض الاستوائية مع ارتفاع درجات الحرارة، بجانب أمراض وتهديدات صحية أخرى، يسببها تغير المناخ كالملاريا والاسهال والاجهاد الحراري. وقد رحب مدير منظمة الصحه العالميه بالإعلان ووصفه بأنه (يؤكد الحاجه لبناء أنظمة صحية ،منخفضة الكربون وقادرة على التكيف مع المناخ، لحماية صحة الكوكب والبشر على السواء).
قلق مناخي..
مصطلح جديد في ملف التغير المناخي،و هو القلق المناخي او البيئي والذي يتم تعريفه على انه الخوف من الهلاك البيئ او سلبيات التغير المناخي، ووصفه الباحثون والخبراء في مجال تغير المناخ، بانه يمكن أن يظهر هذا الشعور، من خلال مجموعة من المشاعر كالغضب والحزن واليأس والارق.
وأوضحت أستاذة علم النفس والدراسات البيئية في كلية ووستر الأمريكية سوزان كلايتون ،ان القلق المناخي يمكن أن يهدد قدرة الفرد على العمل.
القلق المناخي
وعن تأثير القلق المناخي على النساء تؤكد أخصائية القياس والإرشاد النفسي، مكة عيسى القلق من البيئه، او القلق المناخي ،فعلا مصطلح جديد، يدخل القاموس الطبي ،وذلك بعد بعد ازدياد عدد الأشخاص الذين يعانون منه، والذين بالضرورةيحتاجون إلى المساعده النفسيه، وذلك بسبب مخاوفهم ، فان للتقلبات المناخيه و ارتفاع درجه الحراره والجفاف والتصحر ، والكوارث الطبيعيه ،كالزلازل والعواصف تسونامي، لها الأثر النفسي الكبير على حياتنا، و خاصه المرأة حيث تؤدي هذه الكوارث لتدمير القرى والمدن وهدم المنازل ،الأمر الذي يجعل الناجيين إلى النزوح من مدنهم وقراهم، إلى أماكن أخرى اكثر أمنآ، ويضطرون إلى الاستقرار في مناطق لا تتوفر فيها ابسط مقومات الحياه، من مياه نظيفة ومساكن ملائمة ، هذا الوضع السئ أجبر المرأة على السعي لتوفير الطعام لأبنائها وهي في سعيها هذا تتعرض للكثير من الانتهاكات والتحرش والاعتداءات الجسدية، وكما تتعرض في كثير من الأحيان للعنف من الزوج ،وكل هذه الظروف تؤدي بها إلى حاله القلق والتوتر المستمر والخوف والهلع.
تهديد الدماغ..
أوضح التقرير الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، والذي تمت كتابته بالتعاون مع منظمة الدفاع عن المناخ، ان الأحداث البيئية المرتبطة بتغير المناخ ،كالكوارث الطبيعية والحرارة الشديدة، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مشكلات الصحه العقليه، لدى الأطفال والمراهقين، خاصة الذين يعيشون في المناطق الهشه، وذات الدخل المنخفض، واظهرت ورقة بحثية نشرتها مجلة Nature Climate Change ان البيئة المتغيرة تؤثر على كيفية عمل الدماغ، وأمن الباحث الدكتور ليمبرلي من جامعة فيينا قائلا (بدأنا الان في النظر، في الكيفيه التي قد يغير بها تغير المناخ، وهو اكبر تهديد عالمي في هذا العصر، ادمغتنا).
وفي سؤال للساقية برس للدكتور مصطفى ماهر الباحث في مجال الزهايمر، والحاصل على براءة اختراع لأول علاج من نوعه من مكتب الاختراعات الأمريكي، عن تأثير تغير المناخ على ظهورالزهايمر المبكر أوضح ماهر قائلا (ان علاقة البيئة بمرض الزهايمر، علاقة ظاهرية وغير مباشرة، وهي علاقة تترك اثارا جانبية وغير ذات تأثير مباشر، تسببها التغيرات في الظروف المحيطة بالمريض نفسه) وبين الدكتور ماهر ان تغير المناخ لا يتسبب في الإصابة بمرض الزهايمر، و أضاف (التغير المناخي ،قد يؤثر على أعضاء الجسم المعرضة للظروف الخارجية، اما المخ فهو العضو الوحيد في جسم الإنسان المحمي بغلاف عظمي ذي قوة جبارة، لايسمح بدخول اي عوامل قد تؤثر على قدرته في إنجاز مهامه).
بصمة الاحتباس الحراري
وتقول بروفيسر سارة المصباح أخصائية المخ والأعصاب مستشفى سوبا الجامعي، والأستاذة في كلية الطب جامعة الخرطوم، ان الاحتباس الحراري ترك اثره على حياة البشر، إذ أصبح الفرد لايستطيع النوم في هذا الجو الخانق الحار ، ما أدى ان تنقلب الساعه البيولوجية للنوم، فكان تناول المهدئات والأدوية ان وجد لها سبيلا، واردفت المصباح ان الاحتباس الحراري قد ترك بصمته في ادميتنا كثيرا، فكان القلق والأنفعال وسوء الهضم، إضافة للمشكلات البيئية، ونقص المياه المأمونة ،وفقدان الاشجار كما تقزمت البشرية كذلك.