مقالات

العام الدراسي.. بين أحلام الحوري وواقع الولايات

رذاذ المطر

عمار الضو:

في خطوة بعيدة عن الواقع المأزوم والماثل لكل ولايات السودان فاجأ الوزير المكلف بأعباء وزارة التربية والتعليم محمود سرالختم الحوري،  ورفيقه المهندس محمد كرتكيلا صالح وزير الحكم الاتحادي فاجأوا ولاة الولايات بقرار فتح المدارس وانطلاقة العام الدراسي قبل السابع عشر من هذا الشهر في الولايات الآمنة .

والمعلوم أن الولايات الامنة إذا اخذنا براي الحوري ورفيقه كرتكيلا تستقبل ملاين النازحين الذين اتخذوا من مدارسها ملاذا من ويلات الحرب التي شردتهم منذ نحو عام.

هل يعلم الحوري أن اكثر من ثمانين بالمئة من المدارس بالولايات يقطنها نازحون من الحرب وهم يفترشون الأرض في  الصيف والشتاء ويستقلون ظلال الأشجار .

ونحن مقبلون على شهر رمضان الذي قد تتجاوز فيه درجات الحرارة الاربعين درجة وكانت من قبل تغلق المدارس في مثل هذه الأوقات بسبب الأمراض والوبائيات.

قرار فتح المدارس في هذا الوقت غير موفق في ظل عدم صرف مرتبات المعلمين لأكثر من سبعة أشهر لبعض الولايات.

هل سعى الحوري لأمر معالجة ذلك مع جبريل القابض قبل قراره المعيب والغريب؟.

مثل هذه القرارات تحتاج لدراسة واقع لحال الولايات خاصة بعد سقوط ود مدني وارتفاع أعداد النازحين وتوسع عمليات وموجات النزوح.

هل يعي الحوري ان التقويم المدرسي تبقي له ثلاثة أشهر لنهاية العام؟ يعني حتى لو نجح الولاة في تنفيذ قرار فتح المدارس سيتعارض مع العام 2024 2025 وهل تعلم بأن معظم المدارس مشيدة في الولايات من المواد المحلية وأن فصل الخريف تبقي له ايضا نحو ثلاثة أشهر في بعض الولايات وهل أدركت من لجان الأمن والدفاع إمكانية ومتطلبات عملية توفير الأمن لتأمين المدارس وإلعام الدراسي؟.
وضحا جليا بأن قرار الحوري وكرتكيلا لم يكن مدروسا ولا يتماشى مع الواقع الماثل وحال الوطن الذي تزداد فيه الأزمات  وويلات الحرب من اغتصاب في الجزيرة وقتل ونهب وسرقة.

ياسيدي الحوري إذا كنت تسعى لانقاذ حال التعليم واستقراره عليك أولا بمرتبات المعلمين واستحقاقاتهم وهم يشكون لطوب الأرض ثم تفريغ المدارس بخطة من المنظمات الأجنبية والوطنية والمانحين وحكومات الولايات وايجاد بدائل لسكن النازحين والعمل على تهيئة البيئة المدرسية بعد انهيار وتصدع المباني واستخدام بعض مقاعد المدارس في صناعة الأكل وبعض مكاتب المعلمين تحولت إلى مطابخ وحمامات.

ويبدو أن فكرة الحوري نحو العام الدراسي وانطلاقته قد اختمرت في رأسه عقب احتفالات أعياد العلم بشندي وهو يقف على تجربة ولاية نهر النيل وتحديها المبكر في فتح المدارس وهي ولاية غنية من موارد التعدين ويقودها وال صاحب إرادة قوية وعزيمة إدارية شفاف ونزيه عكس بعض الولاة في كل مجالاته وقرارته.

وال يعمل بانسجام مع جهازه التنفيذي ياكرتكيلا لم يصنع الأزمات والتجاوزات ويتقرب بالعسكر من أجل البقاء بالسلطة هو أول من سير قوافل معارك الكرامة وارتدي البزة العسكرية مع والي سنار وفتحوا معسكرات المستنفرين ودفعوا باوائل المجاهدين.

كنت تحتاج ياكرتكيلا لقراءة حال ولاة الولايات المأزوم قبل ان تفاجي الأسر والمعلمين بفتح المدارس ويبدو أن هذا القرار هو من أحلام الحوري وكرتكيلا للواقع المرير ونقول لكم لا تعليم في وضع أليم والحرب حصدت الأرواح وشردت الملايين
آخر الرذاذ
انفجار أمني وتفلتات قادمة في الولايات. بقرار الحوري وكرتكيلا بفتح المدارس لتفريغ النازحين بعد فشل الولاة من قبل بايجاد البديل قبل سقوط مدني
بهذا الوضع إذا أصر الحوري سوف تنطلق الدراسة والتعليم وسط المدارس الخاصة لأنها في كامل الجاهزبة وارهقتها الايجارات وسداد المرتبات وغدا سيدرك الحوري وكرتكيلا فشل قرارهم وخطورته للانهيار في التعليم.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق