منوعات وفنون
محمد تاج السر.. أيقونة المبصرين
عصام الحكيم:
سرق مخرج فيلم المتحف الذي يوثق لتاريخ السكة الحديد ضمن مشروع ذاكرة السودان الاضواء من محفل تدشين باكورة انتاج المشروع وحدث عرض الفيلم الوثاىقي بقاعة جرش برئاسة جامعة وادي النيل الذي انتج باللغة الانجليزية وامتدت مشاهدته لاكثر من 43 دقيقة موثقا لحقبة تاريخية تتجاوز 125 عاما ..
لم تنعقد الدهشة والابهار من كون ان محمد تاج السر الذي فقد بصره نحو ثماني سنوات .اخرج فيلما بصريا فحسب لان الكثير جدا من الاكفاء اخترقوا جدار تحديات العمي بعبقريات بقية الحواس وفرط عمق الاحساس وفطن الالهام الرباني ..
بل كان الاعجاز في سبر اغوار ابعد وادهش واغرب من ذلك بكثير حينما بهر محمد تاج السر الحضور بتفجير المفاجاة المذهلة وقتما اعلن بانه هو المونيتير التقني للفيلم الوثائقي الذي عكف علي عمليات المونتاج والمكساج ونفذ بحاسته السمعية السيناريو البصري للصورة والصوت بكافة المؤثرات ..
تحلق بالعشرات زملاء واصدقاء محمد تاج السر في اتحاد المكفوفين محتفين بانجازه بشيء من الكبرياء والاباء والاعتزاز والشمم في مشهد سر الانظار وحصد مشاعر الاعجاب لكن من غير استجداء العاطفة او اظهار لعقدة التمييز الايجابي او عصبية الانتصار لقبيلتهم.
غير ان احتفاء المكفوفين بمحمد تاج السر مخرج ومونيتير الفلم كان اقل زخما وزهوا من احتفاء اتحاد المبصرين الذين حرروا لانفسهم شهادة كفافهم بعد ابصاره المجازي الذي انتصر فيه لحاسة السمع وكسر وحطم به كل قيود الاعاقة البصرية واثبت عمليا وتقنيا وبرهن مهنيا وتطبيقيا النظرية الفرضية الفلسفية العميقة للبروفيسور صلاح الدين الفاضل بالعبارة الخالدة المتواترة ( فن الرؤية عبر الأذن ).