صحة وبيئة
غرق السفينة روبيمار.. كارثة بيئية في البحر الأحمر
الساقية برس- إخلاص نمر:
شغل غرق السفينة البريطانية روبيمار، بالقرب من باب المندب، العالم برمته، اثر تعرضها لهجوم صاروخي في التاسع عشر من فبرائر الماضي، والتي كانت تحمل في جوفها كميات كبيرة من الأسمدة الخطيرة (41الف طن منسماد نترات الامونيوم. اصاب صاروخ غرفة المحرك فتسللت المياه الى الماكينات، وعنبر 5بالسفينه، ما أدى إلى غرقها في يوم الجمعة الأول من مارس 2024، و السفينة روبيمار ،هي سفينة شحن بريطانية مخصصة البضائع السائبة، ويبلغ طولها 171متر وعرضها 27متر، وترفع العلم البليزي، وتقديرها شركة GMZ لإدارة السفن في لبنان، وهي مملوكة بالكامل لرجال أعمال سورييين من عائلة واحدة.
البداية..
استهدف الحوثيون السفينة، بصاروخين باليستيين ،على بعد 25ميلا بحريا، من ميناء المخا في البحر الأحمر، وكان ان حملت المملكة المتحدة جماعة الحوثي المسؤولية، اوضحت السفارة البريطانية في اليمن، على منصة اكس (ان الحوثييين هم من يتحمل مسؤولية الآثار البيئية، الناجمة من غرق السفينة روبيمار في البحر الأحمر).
تقييم
بعد غرق السفينه، أكد وزير المياه والبيئة اليمني، توفيق الشرجبي، تفعيل خطة للطوارئ الوطنية ،ونشر عدد من الخبراء في المنطقة، لمراقبة التلوث، واخذ العينات، بجانب عدد اخر من خبراء الأمم المتحدة، لتقييم تداعيات الكارثة البيئية جراء غرق السفينة.
30 عاما للتعافي
وفي تصريح للهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا، أكدت المنظمة ان بيئة البحر الأحمر، ستحتاج الى أكثر من ثلاثين عاما للتعافي من عواقب تسرب الوقود والأسمدة، التي كانت تحملها السفينة، ودعت المنظمة إلى الإسراع في معالجة الكارثة البيئية.
مخاوف
ويشير دكتور الشيخ بشير عبد الماجد كيميائي بحري، ومدير معهد الأبحاث البحريه، جامعة البحر الأحمر، إلى أن السفينه تحمل على متنها ، أكثر من 41 ألف طن من سماد نترات الامونيوم، بجانب ذلك ، ونتيجة للضرب الصاروخي، حدث تسرب نفطي، وسط مخاوف من تسرب السماد، من حمولة السفينة، وأضاف الشيخ ان الانسكابات النفطية تسبب أضرارًا بالبيئة البحرية، خاصة البيئات البحرية الحساسة، التي يتميز بها البحر الأحمر، مثل بيئة الشعاب المرجانية، حيث يمكن أن تعيق هذه الملوثات تكاثر المرجان ونموه وسلوكه وتطوره. وكذلك تؤثر علي الأسماك والطيور البحرية، والأحياء البحرية الأخرى، والبيئات البحرية الفريدة التي يتميز بها البحر الأحمر، مثل بيئات المانجروف والحشائش البحرية، هذا بالاضافة للعديد من الكائنات البحرية المعرضة للانقراض مثل ناقة البحر، التي قد تكون عرضة مباشرة لهذا الخطر.
اختلاط
وفي سؤال للساقية برس حول اختلاط هذه الأسمدة المحتمل، مع مياه البحر الأحمر، قال عبدالماجد ( يؤدي ذلك إلى الإخلال بتوازن النظام البيئي البحري، مما يؤثر على السلاسل الغذائية وهذه الكميات الزائدة من الأسمدة في الماء، يمكن أن تسبب تسمم الأمونيا، والتي قد تقتل الأسماك والكائنات الأخرى، وتؤثر علي المصائد .)
الرياح والأمواج
وزاد الشيخ (امتداد اثر التلوث الناتج عن هذا الحادث، يعتمد علي التيارات والامواج والرياح واتجاهاتها، و سرعتها، والتي تعمل علي نقل اثر هذه المواد وتوزيعها، في بيئة البحر الأحمر، وقد يصل تأثيرها حتي السواحل السودانية، ما يتطلب من الجميع رفع حالة الاستعداد لمجابهة هذه الكارثة البيئية.)
دولي وإقليمي
و أبان عبد الماجد تتطلب مثل هذه الحوادث، والتي تفوق امكانيات الدول، التعاون الإقليمي والدولي، لتخفيف اثار الكارثة، ويوجد مركز إقليمي، وهو مركز المساعدات المتبادلة في الطوارئ البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن EMRSGA ، ومقره فى الغردقة، في جمهورية مصر العربية، و يتبع للهيئة الإقليمية للمحافظة علي بيئة البحر الأحمر وخليج عدن PERSGA، وهي هيئة اقليمية حكومية تتبع لجامعة الدول العربية، واعضاءها الدول العربية المطلة علي البحر الأحمر وخليج عدن، يعمل هذا المركز علي مراقبة حوادث انسكاب الزيت، والانسكابات النفطية، والمواد الخطرة فى البحر الأحمر، وخليج عدن، وكذلك العمل علي تسهيل وتنسيق التعاون بين الدول الإعضاء، وحشد الموارد فيما بينها، للقيام بسرعة وفعالية بمكافحة التلوث بالزيت، والمواد الضارة الأخرى، عند وقوع حالة بحرية طارئة.
وعن نقاط الاتصال بالمركز في بعض الدول، أوضح الشيخ قائلا (لدي المركز في كل دولة نقطة اتصال، تتابع الوضع محليا، وتطلب المساعدة في حالة الحوادث، التي تفوق امكانيات الدولة، وفي السودان نقطة اتصاله هي الرقابة البحرية، والتي تتبع لهيئة الموانئ البحرية.)
مراقبة
وفي معرض رده على صحيفة الساقية برس حول دور المركز في السودان ازاء الحادثه، أضاف عبد الماجد( من المتوقع حاليا ان المركز يقوم بمراقبة الوضع حول السفينة الغارقة، ولديه من الامكانيات ما يساعده في التنبؤ بالمسارات، التي تتخذها الملوثات، اعتمادا علي بيانات سرعات واتجاهات الرياح والتيارات اليومية، ويقوم بابلاغ نقاط الاتصال، فى الدول الأعضاء بصورة مستمرة، عن الوضع الاني واحتمالات تحرك الملوثات واتجاهاتها).
طوارئ
وختم دكتور الشيخ حديثه، مشيرا إلى أهمية تضافر كل الجهود المحلية، ووضع خطة طوارئ محلية، وتدخل عاجل بقيادة المؤسسات التنفيذية، المسؤولة عن البيئة وسلامتها، من المجلس الاعلي للبيئة والموارد الطبيعية الاتحادي، والمجلس الاعلي الولائي، وحكومة ولاية البحر الأحمر، وهيئة الموانئ البحرية، والمؤسسات العلمية البحثية، العلمية مثل معهد الابحاث البحرية، وكلية علوم البحار في جامعة البحر الأحمر، ومركز أبحاث الأسماك وإدارة المصائد البحرية، واتحاد الصيادين، وكل الجهات ذات الصلة.