مقالات

ضلف عرمان.. وعظمة تقدم

ما وراء الخبر

محمد وداعة:
عرمان: الحوار بين قوى الثورة حول الموقف من الجيش والحرب وهو حوار يجري علي قدم وساق، واحيانا دون قدم أو ساق

لن تنتهى الحرب على امنيات عرمان بوجود الدعم السريع ( كشريك اصغر ) ، بعد ان كان (شريكآ اكبر)

عرمان يتجاهل عامدآ (اصحاب المصلحة ) ، برغم انه دائم التمسك بهذه الفئة فى كل ما يختص بأى خلاف
سيكتشف عرمان ومن معه فى ( تقدم ) انهم سعوا لحتفهم بظلفهم ( ضلفهم )

بنى الأستاذ ياسر عرمان رأيه حول (ما بدا من خلافات بين كباشى والعطا) ، بأن الامر لا يعدو كونه (عوة كباشي والعطا…. عوة في ضلف الحديث حول مستقبل الجيش) ، وقال عرمان انه كتب ذلك مساهمة منه لمجموعة ( مهتمون بالتحليل السياسي) طلبوا منه أن يدلي برأيه حول ما بدا من خلافات بين كباشي والعطا. واستهل ذلك بقوله (ما يهمني هنا الحوار بين قوى ثورة ديسمبر المجيدة حول الموقف من الجيش والحرب وهو حوار يجري على قدم وساق، واحيانا دون قدم أو ساق! ).

وفي احيان أخرى يضر ويعمق الخلافات بين قوى الثورة بدلا من تمتين أواصر رفقة الطريق الموحش والشائك في وقف الحرب وإكمال الثورة، العوة بين كباشي والعطا عوة في ضلف، وفي أفضل الأحوال تعكس ضبابية الرؤية عند قادة الجيش في كيفية إنهاء الحرب والوصول إلى هدفهم الثابت والمشترك في العض على السلطة بالنواجز، وهو هدف الانقلاب والحرب.
وقال (الجديد أن الجيش مؤسسة تراتبية وعسكرية، مع ذلك لنا تجربة طويلة مع العطا وكباشي طوال فترة ما بعد الثورة في الحديث بأكثر من لسان ولغة ويظل هدفهما الثابت القضاء على الثورة وشعاراتها .. الخ، و في كل الأحوال اذا كان الخلاف حقيقي- وهو أمر مشكوك فيه- فإنه سيزيد اوار الحرب ويفرخ المزيد من امرائها، وفي الغالب فإنه مجرد توزيع أدوار كما في الماضي، والرأي الأخير سيكون عند قائد الجيش رغم العثرات الناجمة من عوة الجنرالين، وبرهان هو المستفيد فعوة الجنرالين تتيح له ترجيح الكفة الأكثر شعبية في داخل الجيش، ومعلوم إن الجيش يريد أن يستعيد الخرطوم أولا فنتائج الحرب الحالية والانتصارات التكتيكية لا تشجع على التفاوض بل على مواصلة الحرب حتي يقبل الدعم السريع بأن يكون شريكا أصغر )
ومضى عرمان للقول ( لماذا أتى تصريح كباشي في هذا التوقيت؟ فهو تصريح يأتي بتنسيق مع قائد الجيش لتحقيق عدة أهداف من بينها أن مصلحة الجيش أن يحكم قبضته على قوات الحركات المسلحة والتيارات الأكثر تطرفا من الإسلاميين وحرمان أي جهة من الاستفادة من نتائج الحرب اثنيا وجغرافيا واستخدامهم كوقود، كما أن كباشي مسؤول عن الملف السياسي وناوي على المنامة أو جدة للمناورة مع المجتمع الإقليمي والدولي خصوصا وأن المبعوث الاميركي قد أعلن عن جولة قادمة من التفاوض في ١٨ أبريل الجاري، ولن يسعى لاتفاق لمصلحة الحركة الجماهيرية، وهدفه الرئيسي بأن يأتي بالدعم السريع كشريك أصغر وهذا لا يتناقض مع أهداف العطا، فالعطا يمسك العصا من طرفها وكباشي يمسك العصا من منتصفها على الطريقة الصينية للقتال، والهدف واحد، فلكل جنرال طريقة ولكل شهية في السلطة والثروة).
تبقى مصيبة إن كان هذا فعلا ما يراه الأخ عرمان، من افتراض وجود خلاف حقيقى – وهو أمر مشكوك فيه كما قال ، أو فى الغالب توزيع أدوار وهو ما يرجحه، دون أن يكشف عن طبيعة الخلاف ، أو كيف نشأ ، وما هى أسبابه ؟ و بالطبع لم يحدد نوع الضلف وحجمه وتأثيره على مسار الحرب ، أو على تماسك قيادة الجيش؟ ومع ذلك قال إن كباشى هدفه أن يأتي بالدعم السريع كشريك أصغر، و هذا لا يتناقض مع أهداف العطا، الخ…
عرمان يريد أن يثبت ما كتبه خلسة ، والإيحاء بأن كلا الجنرالين يريدان الدعم السريع ( شريك أصغر ) ، وعليه فإن هذا الخلاف (المزعوم) ليس بضلف ، هذا ثور كامل بحجم دور الدعم السريع الذى ينتظره الأخ عرمان.

وبينما افترض عرمان أن برهان هو المستفيد لأن عوة الجنرالين تتيح له ترجيح الكفة الأكثر شعبية داخل الجيش وتحقيق أهداف من بينها أن يحكم قائد الجيش قبضته على قوات الحركات المسلحة والتيارات الاكثر تطرفا من الإسلاميين وحرمان أي جهة من الاستفادة من نتائج الحرب اثنيا و جغرافيا.

عرمان يتجاهل عامدا (أصحاب المصلحة ) ، برغم أنه دائم التمسك بهذه الفئة فى كل ما يختص بأى خلاف ، عرمان يتجاهل المقاومة الشعبية المسلحة ، ولا يهمه مصير ملايين المتضررين من أبناء الشعب السوداني، آلاف من القتلى والجرحى والمفقودين، الاغتصابات والنهب والسلب ، التطهير العرقى والتهجير القسري وكافة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، ويأمل في عودتهم للمشهد ولو (كشريك أصغر).
لن تنتهى الحرب على أمنيات عرمان بوجود الدعم السريع (كشريك أصغر )، بعد أن كان (شريك أكبر)، هذه الفرضية ليست امتيازا ينهي الحرب ، و هذا ليس هدف كباشى أو العطا أو برهان، وهم لا يختلفون حول ثور عرمان أو ضلفه.

قيادة الجيش متفقة وموحدة حول سيناريو إنهاء الحرب ، ولا خلاف أن ذلك يتم بإنهاء الوجود العسكري والسياسى والمالى لمليشيا الدعم السريع، سوى كان ذلك عبر تنفيذ اتفاق منبر جدة، أو بطريقة أخرى.
سيكتشف عرمان ومن معه في (تقدم) إنهم سعوا لحتفهم بظلفهم (ضلفهم) ، وقد بدأت (عوتهم) على عظمة قبل أن يتفرق بهم الطريق الشائك والموحش، أو كما وصفه الأستاذ عرمان.
6 أبريل 2024م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق