محمد الصادق:
أعلم جيدا أن عنوان هذا المقال قد يغضب الكثيرين من الأحزاب المختلفة ودعاة المدنية الذين حاولوا أن يجعلوا منها جسرا يعبرون به لحكم السودان .
والشاهد أن السودان جرب حكم الأحزاب والمدنيين كثيرا . وآخر تجربة حكم مدنية كانت للقحاته اللذين جاءوا للتهافت على السلطة وتقسيم الوزارات فى أبشع عملية لإدارة حكم البلاد . الشئ الذى جعل الشعب يندب حظه ويندم على كل فترة حكم حزبية أو مدنية .
صحيح أن بعض الأحزاب أو حكومات الإئتلاف السابقةحاولت فى فترات حكمها أن تقدم وتنجز ولكن بسبب الخلافات والعراك على مقاعد الحكم فشلوا فى تقديم أية عمل يشفع لهم . وعندما أشير إلى ذلك يكون هدفى الأسمى هو المصلحة العامة للبلاد . خاصة بعد الثورة التى أسقطت نظام الإنقاذ وسرقت بواسطة بعض تجار وسماسرة الحرب اللذين أرادوا أن يفرضوا الإتفاق الإطارى وقالوا إما التوقيع عليه أو الحرب . وللأسف هم نفسهم اللذين يجتمعون فى سفارات الدول التى تدعمهم فى الخارج ويقيمون فى الفنادق ذات ( السبعة نجوم ) وتحركهم الجهات التى يعملون لصالحها كقطع الشطرنج .
ما يؤسف له بعد إطلاق أول رصاصة فى الحرب نفس اللذين طالبوا بالإطارى أو معظمهم حزموا حقائبهم وأخذوا أبنائهم وغادروا البلاد وتركوا الشعب الآمن المسالم الأعزل الذى لا حول له ولا قوة يواجه نيران القذائف والدانات المدمرة ويواجه القتل والتشريد والنهب وإغتصاب الحرائر . وهؤلاء هم الفاسدين اللذين قال عنهم المناضل الإفريقى الراحل نيلسون مانديلا . لم يبنوا وطن وإنما هم يبنون ذاتهم ويفسدون أوطانهم .
ولأن الحرب كشفت الكثير جدا للشعب الصامد الصابر والمعلم فإننا نطالب أن يكون الحكم عسكريا بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لإنهاء الحرب وإستتباب الأمن والإستقرار والسلام وحماية الأرض والعرض والأفراد والممتلكات . خاصة بعد النوايا السيئة التى أظهرها من خانوا العهد وباعوا الوطن بحفنة من الدولارات . وللأسف لا يزالوا حتى الآن يسافرون من دولة لأخرى لإكتساب شرعية والوصل مجددا للسلطة بأية صورة من الصور . ولكن نقول لهم هيهات فالشعب السودانى معظمه إن لم يكن كله لم ولن يقف إلى جانبكم ويتعاطف معكم . وبل العكس تماما سيكون هو أول من يتصدى لكم لو قدر لكم العودة للبلاد .
نعم نريدها حكومة عسكرية مع وزراء الخدمة المدنية اللذين أثبتوا كفاءة عالية وأثبتوا بيانا بالعمل أنهم كوادر قيادة وريادة ويكفى فخرا وعزا أنهم ظلوا طوال فترة الحرب المستمرة حتى الآن يعملون بكل الإخلاص والجدية وفى ظروف صعبة للغاية ويبذلون فوق طاقتهم بسبب تفرق وتشتيت كوادرهم الوزارية بعد الحرب . كيف لا وهم من خبروا دروب العمل وتدرجوا فى الوظائف إلى أن بلغوا رأس الهرم الوظيفى ووصلوا أعلى المناصب القيادية التى أهلتهم لقيادة الوزارات بكل الحنكة والدراية . ولذلك نقول بكل فخر أن هؤلاء هم حكومة الحرب الحقيقية التى يجب ألا يحلم بها إلا من إكتوى بنيرانها وتذوق آلامها .
ونقول لسعادة الفريق أول البرهان ونائبه الفريق الكباشى ومساعديه الفريق ياسر العطا والفريق إبراهيم جابر وأعضاء المجلس السيادى من قيادات الحركات المسلحة التى تقاتل بجانب الجيش نقول لهم أن الشعب كله من خلفكم أنتم ووزراء الخدمة المدنية . وبالتالى تقع عليكم جميعا مسئولية إدارة البلاد إلى حين إيقاف الحرب بنصر مؤزر للقوات المسلحة بإذن الله ومن ثم إعلان الإنتخابات ليختار الشعب بإرادته من يريد إن كان حكومة حزبية او مدنية أو عسكرية وإلخ من المسميات .
وبكرة يا سودانا تكبر
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية.
والله من وراء القصد .