حوارات وتحقيقات
النائب الأول لرئيس الاتّحاد رئيس لجنة المُنتخبات الوطنية في حديث الراهن
أسامة عطا المنان: مُلتزمون ببرنامج المُشاركات الخارجيّة لكل المُنتخبات الوطنيّة
الحرب المُشتعلة وظروف البلاد المُعقّدة لن تزيدنا إلّا إصراراً للمُضِي قُدُماً في كل المُسابقات
وفّـرنا أفضل الظروف للمنتخب الأول.. وسنُلبِّي كل مطالب أبياه
الفيفا ينظر بعين الرضاء لما نقوم به من جهدٍ خارقٍ لاستمرار المُشاركات الخارجيّة
ماضُـون في التنقيب عن المواهب السُّودانيّة في كل دول العالم لبناء مُنتخب الأحلام
سنُوفِّر مُشاركة مُنتظمة للعملاقين في دوري مُحترم من أجل ظهور أفريقي مُميّز
شمس المُشاركات الخارجيّة للمنتخبات الوطنية والأندية السُّودانيّة ترفض المغيب، وتواصل التحدي بأن تستمر المُشاركات دُون تَوَقُّفٍ، بل في ظروف مثالية من حيث الإعداد النموذجي والمُعسكرات الخارجيّة والتجارب الدولية، وهو بِكُلِّ تأكيد تحدٍ كبيرٍ ما كان له أن يتحقّق لولا أنّ هناك رجالاً خُلّصاً تصدّوا للمهمة في أحلك الظروف، وتَحَدّوا كل العقبات والمتاريس، وجعلوا المُشاركات الخارجيّة مُنسابة بصورةٍ طبيعيّةٍ.
السيد أسامة عطا المنان، النائب الأول لرئيس الاتّحاد السوداني لكرة القدم ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية، من الشخصيّات البارزة التي تقف وراء كل النجاحات، مُتدثِّراً بالصَّمـت الذي اخترنا أن نكسره حتى يكشف لنا كل النجاحات التي تحقّقت، وإمكانية استمرار المشاركات الخارجية والحرب المشتعلة على بُعد أيام من أن تدخل عامها الثاني، وهل ستكون المُشاركات على مُستوى المُنتخب الأول فقط، أم على جميع المُستويات، كل هذه التفاصيل وأكثر نطالعها عبر تفاصيل هذا الحوار:-
الحرب على بُعد أيام من دخول العام الثاني.. هل سيرفع الاتّحاد راية الاستسلام للظروف الصَّعبة أم سيقبل التحدي؟
ماضون في المُشاركات الخارجيّة على كل مُستويات المُنتخبات الوطنية والأندية السودانية، وبإذن الله تعالى سيكون عَلَمَ السودان شاهقاً، ونشيده الوطني حاضراً في كل المُسابقات، لأنّنا قبلنا التحدي، وتمسّكنا بأن تستمر المُشاركات الخارجيّة، ولن نخذل القاعدة التي وعدناها بعدم الاستسلام، وسيكون لنا حضورنا المُميّز في كل المسابقات بمشيئة الله تعالى، وسنكون على قَدرَ التّحدي، وسنصمد حتى تتجاوز بلادنا العزيزة كل ظروف الحرب والدماء والدموع وتنعم بالأمن والاستقرار في أقرب وقتٍ مُمكنٍ بمشيئة الله تعالى.
ألا يبدو الأمر أكثر صُعوبةً والحرب تمضي نحو العام الثاني؟
بكل تأكيد، الأمر كان صعباً حتى في العام الأول بعد أن خُضنا تجربة إجلاء اللاعبين من مناطق النزاعات وتجميعهم في بورتسودان والبحث عن معسكرات خارجيّة وتجارب دوليّة.. الآن أصبحنا أكثر تمرساً في التغلُّب على كل المصاعب المُتوقّعة، لذلك أنا واثقٌ من أننا سنكون حضوراً في كل المُسابقات الخارجيّة على مُستوى المُنتخبات الوطنيّة والأندية السُّودانيّة.
ما الذي يجعلك واثقاً إلى هذا الحد؟
لدينا شبكة علاقات خارجيّة واسعة لعبت دوراً مهماً في مُساعدتنا على المُضِي قُدُماً في المُشاركات الخارجيّة بتوفير المُعسكرات الخارجيّة والتجارب الودية الدوليّة والملاعب الافتراضية لاستضافة مباريات المنتخبات والأندية، وما طرقنا باب اتّحاد شقيق إلّا ووجدنا منه الاستجابة السَّـريعة، وانتهز هذه السَّـانحة لأشكر كل الاتّحادات الشقيقة التي وقفت معنا وقفةً لا تُنسى، وفي مُقدِّمتها الاتّحاد السعودي بقيادة الأستاذ ياسر حسن المسحل، واتّحادات المغرب وليبيا والجزائر وتنزانيا، وكل الاتّحادات التي وقفت معنا، فلولا مواقفهم المُشرفة معنا لما تمكّنّا من المُضِي قُدُماً في المُشاركات الخارجيّة.
المنتخب الأول يمضي في الطريق الصحيح.. ماذا أعدّ الاتّحاد لتحديات المرحلة المُقبلة حتى تتواصل هذه النّجاحات؟
المنتخب الأول تَعَــرّض لانتكاسة عقب اندلاع الحرب، الأمر الذي حال دون تأهُّله لنهائيات الكان في كوت ديفوار رغم أنّ البدايات كانت جيدة، وفرضت علينا تلك الانتكاسة القيام بخطوات جريئة من أجل إعادة صقور الجديان للطريق الصحيح، فقُمنا بالتعاقد مع المُدرِّب المونديالي كواسي أبياه مع مَنحه صلاحيات فنيّة كاملة والالتزام بكل برامجه من مُعسكرات خارجيّة وتجارب دوليّة واستقدام المواهب السُّودانيَّة في دول المهجر، وبفضل تلك المُعالجات، تمكّـن المنتخب الأول بحمد الله وتوفيقه من العودة إلى الطريق الصَّحيح، وهو الآن يمضي بخطواتٍ واثقةٍ في تصفيات المونديال.
ماذا أعدّ الاتّحاد للمرحلة المُقبلة حتى تتواصل هذه الانتفاضة دُون حدوث أيِّ انتكاسة؟
برنامج المعسكرات الخارجيّة والتجارب الودية الدولية في أيام الفيفا للعب الودي مُستمرٌ دُون تَوَقُّفٍ، ودونكم المُعسكر الخارجي الذي أقامه المُنتخب الوطني الأول مُؤخّـراً في المغرب، حيث خُضنا تجربتين أمام منتخب غينيا بيساو وتجربة أمام اتّحاد طنجة، ومن جانبنا في الاتّحاد لن نتأخّر في الاستجابة لكل ما يطلبه المدير الفني للمنتخب الأول الغاني كواسي أبياه بعد أن وضع الوصول إلى مونديال 2026 كهدفٍ يسعى لتحقيقه، ومن جانبنا في الاتّحاد لن نألو جهداً في توفير كل مُتطلبات المرحلة حتى يتمكّن من تحقيق هذا الهدف.
تجربة الاستفادة من المواهب السُّودانيّة في دول المهجر هل كان لها أيِّ دور في النجاحات التي تحقّقت؟
بِكُلِّ تأكيد، كان لها دورٌ كبيرٌ وبصمة مُميّزة في كل النحاحات التي حقّقها المنتخب الوطني الأول، وقد وجدت الإشادة من الجميع، ونحنُ من جانبنا نعمل على تطوير هذه التجربة أكثر بالمزيد من الانفتاح على كل المواهب السُّودانيّة في دول المهجر والاستفادة منها في دفع مسيرة صقور الجديان، وهي فُـرصةٌ لنشكر تلك المواهب المُشَبّعة بحُب الوطن والتي لم تتأخّر يوماً في تلبية نداء الوطن، وقطع الأميال من أجل دفع مسيرته.
نُلاحظ أنّ الفيفا تطرّق في ورشة التطوير مُؤخّراّ بالقاهرة لنجاحكم في استمرار المُشاركات الخارجيّة برغم ظروف الحرب؟
الفيفا ينظر بعين الرضاء لما نقوم به من عملٍ كبيرٍ وجُهدٍ خارقٍ حتى تستمر المُشاركات الخارجيّة دون تَوَقُّف، وهي بكُلِّ تأكيد إشادة تعني لنا الكثير، وتمنحنا الدافع لمُواصلة التحدي، ونتوقّع أن يُقدِّم لنا الفيفا المزيد من الدعم المادي والمعنوي حتى تستمر المُشاركات الخارجيّة دُون تَوَقُّف بمشيئة الله.
يُلاحظ أنّ الاتّحاد يُوفِّر أفضل الظروف للمنتخب الأول فقط.. هل تُفكِّرون في استحقاقات المنتخب الأول فقط؟
لا.. المُشاركات الخارجيّة ستكون على مُستوى جميع المُنتخبات، وقد كانت هناك مشاركةٌ عربيةٌ مُميّزةٌ للمنتخب الأولمبي العام الماضي، واستطاع أن يُحَقِّق الميدالية البرونزية بالجزائر رغم ظروف الحرب.. صحيح كانت هناك بعض السلبيات التي رافقت مشاركة منتخب الناشئين في بطولة سيكافا بكينيا ونعد بعدم تكرارها، مع توفير أفضل الظروف لكل المُنتخبات الوطنيّة من حيث المُعسكرات الخارجيّة، والتجارب الودية الدوليّة، والتنقيب عن المواهب السُّودانيّة في جميع الأعمار حتى تكون مُشاركة كل المنتخبات الوطنية مُمَيّزةً للغاية.
هناك تحرُّكات للاتّحاد لتوفير مشاركة منتظمة في دوري أفريقي للهلال والمريخ.. إلى أين وصلت هذه المحاولات؟
نتعاون بلا حدود مع عملاقي الكرة السودانية الهلال والمريخ من أجل ظهور مُميّز في دوري أبطال أفريقيا، ونتخوّف من أن ينعكس توقُّف الدوري المحلي بسبب ظروف الحرب على جاهزية الفريقين، وسيُشارك الفريقان بمشيئة الله تعالى في دوري مُحترم حتى ينعكس ذلك إيجاباً على ظهورهما المُميّز في دوري الأبطال، وحتى الآن تنزانيا هي الخيار الأقرب، ونتوقّع أن تُحقِّق هذه المشاركة نجاحات كبيرة للهلال والمريخ، وهنا لا بُدّ أن نُحيِّي مجلسي الإدارة في الناديين على المجهودات الكبيرة والمُقَدّرة من أجل مُواصلة مشوار المُشاركات الخارجيّة.
ماذا تُـريد أن تقول في خاتمة هذا الحوار؟
أُحيِّي المكتب الإعلامي بالاتّحاد السوداني لكرة القدم على المجهودات الكبيرة التي يبذلها، حتى يكون صوت الاتّحاد حَاضِراً في كل المنابر واعتبره شريكاً أصيلاً لنا في كل النجاحات التي تحقّقت، ونبتهل للمولى عز وجل في هذه الأيام المُباركات أن تطوي بلادنا صفحات الاحتراب والقتال، وأن تنعم بالسلام والاستقرار، والذي ينعكس إيجاباً على الرياضة وعلى كل أوجه الحياة.
وكل عام والجميع بخير وعافية.